“الصحافة الرقمية”.. كيف يتعامل معها خريجي الجامعة اللبنانية؟

أصبحت الصحافة اليوم تتجه الى العالم الرقمي  الذي فرض نفسه في المجتمع، ومن خوف الصحافة بأن تتلاشى التحقت بما يسمى الصحافة الرقمية وتعرف أيضا باسم الصحافة الاكترونية و لكن شكّل هذا المجال بعض الصعوبات لدى خرّيجي الاعلام في الجامعة اللبنانية ، حيث انطلقوا مباشرة بسوق عمل مطلوب بشدة وهو العمل كمحرر او ناشر او مراسل في مواقع الكترونية.

ما هي الصحافة الرقمية؟

ارتبطت الصحافة الرقمية بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال، لتثبت وجودها كاعلام جديد يتمتع بحضور واسع في المجال العام ويهدد وجود الصحافة الورقية وحتى التلفاز. يرتبط مفهوم الصحافة الرقمية بالنشر الرقمي حيث يقوم الصحفي بكتابة الخبر وتحريره ونشره بسرعة  على الموقع الاكتروني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ، يولد هنا ما يمكن تسميته بالصحافة الفورية التي تستهدف الجمهور عبر شاشة الهاتف او الحاسوب.

اضغط هنا لقراءة المزيد من المقالات عن التحولات الرقمية

الصحافة الرقمية أول سوق عمل لخريجي الاعلام

يتجه معظم طلاب الاعلام الان للعمل في مواقع الكترونية حيث يعتبر انه سوق عمل مطلوب بكثرة في الاونة الأخيرة، حتى ان لم تكن الوظيفة الوحيدة الشاغرة الا انها الخيار الأول والأمثل لهم. ففي حديث لراغدة الزين،صحفية متخرجة من كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية، تقول : ” أول عمل وجدته في مجال الصحافة هو محررة في موقع الكتروني، لم يكن هذا هدفي كنت أطمح للعمل في قناة تلفزيونية ولكن مع بدء العمل وجدت ان الصحافة الرقمية اصبحت مسيطرة على مجال الاعلام وانواعه، حتى ان المؤسسات الاعلامية الكبيرة أصبحت ترتكز على المجال الرقمي”.

وفي مقابلة مع ربيع يونس،صحفي متخرج من كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية، اشار الى ان:”منذ ان انتهيت من الحياة الجامعية، بدأت المسيرة العملية مباشرة في الموقع الاخباري “النشرة”،و الان اعمل  في موقع اخباري اخر. عندما اقوم بتقديم السيرة الذاتية الخاصة بي، أستهدف الصحف الالكترونية بالمرتبة الأولى، كونها أكثر سوق عمل مطلوب حاليا وخاصة في لبنان مع تزايد انشاء المواقع الالكترونية بكثرة”.

العمل في الصحف الالكترونية: ما هي الصعوبات التي يواجهونها ؟

يشهد العالم عرضا واسعا من وسائل الإعلام التقليدية والجديدة (الرقمية) مقابل طلب واستخدام اجتماعي كبير بسبب حاجة المجتمعات  إلى معرفة جديدة ورواية أخرى للأخبار والأهم الوصول بشكل أسرع وفوري الى الخبر. مع هذه التغيرات يمكن القول بأن الصحافة الالكترونية طغت على الصحافة الورقية و التلفاز. مع توسع العمل في مجال الصحافة الرقمية، يواجه خرجي الصحافة المرئية و حتى الورقية من الجامعة اللبنانية صعوبات في العمل الرقمي.

لفتت  راغدة الزين في حديثها ان العمل في الصحافة الالكترونية يختلف كليا عن العمل في الوسائل الاخرى. وخاصة من ناحية التحرير، فالخبر يختلف كلياً حيث يتخلى عن الشكل الكلاسيكي الذي اعتدنا عليه. كما اشارت في حديثها ان المواد التي يتم اعطائها في الاختصاص المرئي او حتى الورقي فلا تساعد الا بالقليل.

وتقول الزين :” الصعوبة تكمن بأنك أصبحت انت المتلقي والمحرر والناشر في ان واحد. بالاضاقة لذلك عليك ان تكون على دارية بفنيات الكتابة للصحافة الالكترونية وعلى علم بكيفية ادراج وتنسيق المعلومات ضمن المواقع و تهيئتها لمحركات البحث من خلال العمل بنظام ال “SEO”. فالعمل على تحسين ظهور الخبر على محركات البحث هو الأشد طلباً حاليا. بالتالي عليك ان تتعلّم كيفية التسويق للخبر على منصات التواصل الاجتماعي من خلال اختيار عناوين اخرى يحبذها الجمهور.”

العمل بين جودة المحتوى والجوانب التقنية

تعدّ جودة المحتوى الصحفي على الانترنت مشكلة عالمية وترتبط بالتحولات التكنولوجية والتي غيرت طبيعة العملية الاتصالية والإعلامية. حيث يمتد الأمر إلى مشكلات أخرى في ممارسة الصحافة وجمع الأخبار ومعالجتها في وسائل الإعلام التقليدية إلى جانب ضعف القدرات في استخدام أدوات الإعلام
الرقمي وفي المهارات الجديدة التي يتطلبها إنتاج المحتوى الملائم للوسائل الجديدة.يعلّق ربيع يونس على هذه المسألة قائلاً :” من سلبيات العمل في الصحافة الرقمية ان الناشر لا يهتم كصيرا بجودة المحتوى على قدر اهتمامه بالجوانب التقنية وتعلّم كيفية التعاطي مع أنظمة ادارة المحتوى “CMS”. فمضمون الخبر او المقال اصبح اقل أهمية أمام التفاعل على الخبر و مشاركته و سرعة نشر الخبر”.

مع انخراط الوسائيل التقليدية في مجال الرقمنة يجد ربيع انه من الضروري اضافة مواد تقنية في الجامعة اللبنانية تساعد طلاب الاجازة في الاعلام على التعامل مع المواقع الالكترونية ومن الضروري الاهتمام بالتدريب الإعلامي ومراجعة المضامين والأساليب التي تنتقل فيها المعرفة والمهارات.