أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم جزأ” لا يتجزأ من الحياة اليومية للافراد, فبدأنا نراه يتطفل على سائر المجالات وكافة الصناعات.لا يمكن إنكار قدرة التكنولوجيا على إحداث ثورة في الصناعات وخلق فرص عمل جديدة ، ولكن هناك مخاوف بشأن الآثار الجانبية المحتملة والعواقب الناتجة عن الاستعمال المفرط لتطبيقات الذكاء الاصتناعي .
مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، بات من الضروري اليوم دراسة هذه التطورات لضمان موازنة فوائدها مع التنفيذ المسؤول. خير دليل على هذا التطور, انتشار “شات جي بي تي3.5 ” مؤخرا” والضجة التي ادحثها, فهل من عواقب ستنجب عن استمرارية تطور هذه البرامج بين الاونة والاخرى؟
النسخة الجديدة من “شات جي بي تي” تبصر النور
اعلنت شركة “اوبن ايه اي” المنتجة لروبوت الدردشة “شات جي بي تي 3.5″ عن النسخة الاكثر تطورا” من “شات جي بي تي 4.0 ” وهي النسخة الاكثر تطورا, التي تقدم 175 مليار معلومة, اما بالنسبة ل “شات جي بي تي 3.5″ فانه يقدم 100 ترليون معلومة, اضافة” الى ميزات جديدة يمنها تشخيص المرضى, تصميم الالعاب والتطبيقات, حتى قراءة مقالات المؤلفين.
يتميز هذا النموذج بقدرته على فهم الأسئلة الصعبة وتقديم ردود أكثر دقة، وذلك بفضل المعرفة العامة الأوسع والقدرات الأوسع في فهم الأسئلة. كما انه يتيح للمستخدمين التواصل مع الروبوت بشكل أكثر تفصيلا ودقة، وبإمكانه أيضًا تحضير نماذج اختبارات شاملة لمواد دراسية متنوعة، كاختبارات علوم الأحياء الموجهة لطلاب المرحلة الثانوية، باستخدام المعلومات المتاحة على موقع تكنولوجي ريفيو
“شات جي بي تي 4.0 ” يثير مخاوف العلماء
أثار إعلان شركة «أوبن إيه آي» المنتجة لروبوت الدردشة «شات جي بي تي 3.5 »، عن نسخة أكثر تقدماً هي «جي بي تي 4 »، المخاوف.
أصدر متخصصون في التكنولوجيا عريضة طالبوا فيها بـ«هدنة صيفية» مدتها ستة أشهر، تتوقف خلالها أنظمة الذكاء الاصطناعي عن التطور لمدة 6 أشهر. ويهدف مشروع الهدنة المطروح، بحسب الموقّعين على البيان “الانتظار إلى حين الاستقرار على قواعد تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي في الاتجاه الصحيح الذي يحقق صالح البشرية”.
وقّع على العريضة 1377 من علماء الكومبيوتر، من بينهم مالك شركة «تسلا» إيلون ماسك، والمؤسس المشارك لشركة «أبل» ستيف وزنياك
تحذر العريضة التي تم إعدادها من قِبل معهد «فيوتشر أوف لايف» غير الربحي من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تتمتع “بذكاء تنافسي بشري يمكن أن تشكل مخاطر عميقة على المجتمع والإنسانية، من إغراق الإنترنت بالمعلومات المضللة، وأتمتة الوظائف، إلى المزيد من المخاطر المستقبلية الكارثية خارج عوالم الخيال العلمي”.
توني بريسكوت: “هناك العديد من المخاوف التي دفعتني للتوقيع على العريضة .“
في مقابلة مع جريدة الشرق الأوسط ركز توني بريسكوت, أستاذ الروبوتات المعرفية بجامعة شيفلد البريطانية،على مجموعة من المخاوف دفعته للتوقيع على العريضة: “مخاوفي الرئيسية تتعلق بالتأثير على الوظائف البشرية واحتمال زيادة المعلومات المضللة، والقضية الأوسع هي أن تقنيات الجيل التالي القوية من الذكاء الصناعي يتم تطويرها من قِبل المنظمات التجارية التي يمكن أن يكون لها تأثيرات مجتمعية ضخمة سواء كانت جيدة أم سيئة”.
الذكاءالاصطناعي تكنولوجيا لصالح البشرية
انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي مؤخرا بحيث انها اصبحت متاحة لشتى الافراد, ادى الى استخدامها بالمنحى السلبي لها, وذلك يرجح غالبا” لمستوى الوعي لدى المستخدمين. فمعظم الافراد يلجؤون الى هذه البرامج اليوم لينجزوا اعمالا” بديهية لا حاجة للذكاء الاصتناعي بالتدخل بها, لكن العلماء والافراد المهتمين بالتطور, يستغلون هذه الوسائل كأدوات بهدف التطوير والابتكار.
يقول جاري ماركوس، الأستاذ الفخري بجامعة نيويورك في تصريحات نقلها موقع الإذاعة الوطنية العامة الأميركية “إن أداة (جي بي تي – 4)، التي أثارت المخاوف ليست ذكاءً صناعياً (خارقاً)، هي مجرد أداة توليد نصوص تقوم بعمل تنبؤات حول الكلمات التي ستجيب على الطلب الذي تم تقديمه”.
يتفق حاتم زغلول، ” عالم الاتصالات المصري الكندي، الذي ارتبط اسمه باختراع “الواي فاي “, على أنه يجب أن نسعى نحو مزيد من التطوير، وليس وقف التطوير لمدة 6 أشهر”.
الذكاء الاصطناعي سيف ذو حدين, و من المقلق ان استخدام هذه التكنولوجيا اليوم قد يِؤدي الى انحراف المسار التي وجدت لاجله هذه التكنولوجبا. لا بد من ان المسؤولية الاكبر تقع اليوم على المستخدم, وعلى قدر الوعي الذي تستخدم لاجله هذه التكنولوجيا.
مقالات ذو صلة : كيف يتداخل الذكاء الاصطناعي في عالم كرة القدم؟