فاطمة عبد الجواد
تعتبر جرائم الابتزاز الالكتروني من القضايا الشائعة والمنتشرة في لبنان، لا سيما في الآونة الأخيرة، مسرحها الأوّل مواقع التواصل الإجتماعي. ولطالما كانت الإناث ضحية هذه الجرائم وبنسبة أعلى بكثير من الذكور.
“سارة” -إسم وهمي- واحدة من الفتيات اللبنانيات اللواتي كسرن حاجز الخوف، وادعين لدى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني، ضد مجهول بجرم “قرصنة حسابات وابتزاز وتهديد”.
أسلوب جديد لإبتزاز الفتيات
تقول سارة إنها صادفت إعلان وظيفة شاغرة على موقع “أوليكس” وهو أحد المواقع المخصّصة للبيع والشراء، بعنوان: “مطلوب آنسات لإعطاء دروس أونلاين لصالح مدرسة لبنانية”. وأوضحت أن الوظيفة اشترطت الإتصال بشبكة إنترنت سريعة، وأنه على الراغبين بالتقدم لها إرسال سيرهم الذاتية لأحد الإداريين في المدرسة عبر تطبيق واتسآب.
وأضافت سارة أن المسؤول الإداري طلب تحميل تطبيق يدعى “إيردرويد” وقام بتزويدها ببريد إلكتروني وكلمة مرور عائدة له لإيهامها بأنه سيجري معها مقابلة إلكترونية عبر هذا التطبيق. لكن المفاجأة، تقول سارة:
“تمكن المعتدي من اختراق هاتفي عبر تطبيق إيردرويد
وسحب جميع بياناتي الشخصية المحفوظة على الهاتف
ليبدأ بابتزازي وتهديدي بنشر بعض الصور الخاصة
على مواقع التواصل الإجتماعي.”
وبعد المتابعة تمكن عناصر مكتب جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية في وحدة الشرطة القضائية اللبنانية، من تحديد هوية ومكان تواجد المشتبه به وتوقيفه، وضُبط بحوزته جهاز حاسوب محمول وهاتف خليوي.
وخلال التحقيق معه، اعترف المتهم بما نُسب إليه، كما تبيّن وجود العديد من الصور لفتيات أخريات بحوزته. وتبيّن أنه من مواليد عام 1989، ويقيم بطريقة غير شرعية في لبنان. أودع الموقوف القضاء المختص، بناءً على إشارته.
جرائم الابتزاز ارتفعت بنسبة 184%
تشير دراسة أخيرة أجرتها القوى الأمنية اللبنانية إلى أن جرائم الابتزاز الالكتروني في البلاد، ارتفعت خلال فترة التعبئة العامة في أيار/مايو الماضي، بنسبة ١٨٤٪. وبحسب الدراسة، فإن انتشار “وباء كورونا” وما رافقه من إجراءات احترازية، شملت الحجر المنزلي، وتدهور الأوضاع الإقتصادية، كلها عوامل تضافرت لتؤدي إلى ارتفاع نسبة الابتزاز الالكتروني في لبنان.
القوى الأمنية تتمكن من ملاحقة المبتزين
وتشير الدراسة التي أعدتها قوى الأمن الداخلي، إلى أن فئة الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين الـ 12 أو الـ 14 عاماً، هنّ أكثر عرضة للابتزاز الالكتروني، وأن ملاحقة القوى الأمنية للمبتزين عادة ما تبوء بالنجاح عبر إلقاء القبض على المبتز، وتكاد نسبة النجاح في ملاحقة المبتزين في لبنان تصل إلى 100% بحسب ما أكده مسؤول في شعبة العلاقات العامة لقوى الأمن الداخلي. أما الغايات خلف القيام بهذه العمليات الابتزازية، فهي مادية أو جنسية.
الابتزاز جرم يعاقب عليه القانون
وبحسب المادة 650 من قانون العقوبات اللبناني، يُعاقب كل شخص يهدّد شخص آخر بفضح أمر ينال من شرفه أو كرامته أو اعتباره، يعاقبه بالسجن من شهرين إلى سنتين ويتم تغريمه بمبلغ مالي.
لمشاهدة الفيديو المرفق كاملاً اضغط هنا
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا
بداية موفقة