فاطمة شريف
يعالج الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من البيانات بسرعة اذ تساعد هذه الحسابات على فهم اتجاهات السوق والرأي العام والتغيرات الجوية.
لقد غيرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي مازالت قيد التطوير حياتنا ومنازلنا وتفاعلاتنا مع الآخرين، ومع ذلك؛ يوصّف الذكاء الاصطناعي الموجود حاليًا بأنه ضيق أو ضعيف لأن جزءًا صغيرًا من إمكاناته فقط ما يتم استغلاله.
وعلى الرغم من أن تحقيق اكتمالها بنجاح سيكون أحد أعظم الإنجازات في تاريخ البشرية، إلا أن ذلك لن يصب في صالح البشرية.
يلعب الذكاء الاصطناعي دورا هاما في الحياة البشرية، فقد أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءا لا يتجزّأ من حياتنا اليومية.
فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه لإنهاء الحروب أو القضاء على الأمراض، إلا أن بإمكانه كذلك إنشاء آلات قتل مستقلة أو زيادة البطالة أو تسهيل الهجمات الإرهابية.
وجود الذكاء الاصطناعي في شتى تفاصيل حياتنا
يُعد الذكاء الاصطناعي (AI) تقليداً للذكاء البشريّ اذ يعتمد على إنشاء وتطبيق خوارزميّات تُنفّذ في بيئة الحوسبة الديناميكية والهدف منه هو تمكين أجهزة الحاسوب من التفكير والتصرّف مثل البشر.
ان الذكاء الاصطناعي يستخدم في مجالات عدّة ككاميرات الهواتف الذكيّة، من خلال التقاط المشاهد بدقّة، أو لتثبيت الصورة أو تعزيز دقّة التكبير.
ويُعدّ التعرّف على الوجه تقنيّة أخرى أصبحت ممكنة بفضل الذكاء الاصطناعي، وتُستخدم للتعرّف على مستخدمي الهاتف المحمول، وعلى نطاق أوسع للتعرّف على الوجوه، في المطارات على سبيل المثال.
بالإضافة إلى ذلك، فانَّ هناك تطبيقات خاصة بالذكاء الاصطناعي تُستَخدم في الجيش والقطاع الماليّ والطب والروبوتات والألعاب الالكترونيَّة والنقل والصناعات.
لم تقتصر تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) على ذلك فحسب، بل بات الفنّ في عالمنا المتصل ليس محصّناً ضدّ موجة انتشار الذكاء الاصطناعي الذي أصبحت مجالاته تتجاوز حدود خيالنا.
وخلال مقابلة المراقب مع الخبير في إدارة التحول الرقمي والحوكمة الرقمية الدكتور ربيع بعلبكي لفت الى المهارات التي يجب تنميتها في المستقبل للبقاء في الطليعة والتكيّف مع العالم المتقدّم للذكاء الاصطناعي والتي تلخّصت في التالي هي :
ـ الإبداع والعقلية المبتكرة
ـ العقلية التحليلية
ـ مهارات القيادة
ـ معدل الذكاء العاطفي
ـ ذهن منفتح واستعداد لتبنّي التغيير
تأثير الذكاء الاصطناعي اجتماعيا
لقد أدّى ظهور الذكاء الاصطناعي إلى إحداث ثورة هائلة في العالم الرقمي.
ولم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد رفاهية، فالذكاء الاصطناعي أصبح محاط بنا في حياتنا اليومية بشكل كبير.
ومن الطبيعي أن وجود الذكاء الاصطناعي في حياتنا سيكون له تأثير كبير على مجتمعاتنا بشكل ما، ولكن يخشى البعض في الموازنة بين الجانب الإيجابي والسلبي للذكاء الاصطناعي.
التأثيرات الإيجابية للذكاء الاصطناعي على المجتمع :
ـ زيادة الإنتاجية
أكّد أستاذ الاقتصاد في الجامعة اللبنانية د. أحمد اللقيس لـ المراقب أنه تهدف معظم الشركات والمصانع إلى زيادة الإنتاجية مع خفض التكاليف لتعزيز وتحسين الكفاءة، ويتركز الحل الأمثل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
اذ عندما تقوم الآلات بعمل المهام الروتينية التي تحتاج إلى مجهود بدني ويقوم البشر بالمهام التي تحتاج الإبداع والابتكار يؤدي ذلك الى زيادة الإنتاجية.
ـ تقليل الأخطاء في المؤسسات
كما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في الشركات والبنوك، حيث أن له تأثير كبير على المجال المحاسبي، فالآلات تقوم بحل العمليات الحسابية المعقدة في وقت قليل وبدون أي أخطاء.
يتم برمجة الآلات والروبوتات على مجموعة من الخوارزميات التي تقوم بجمع البيانات وتحليلها على مستوى عال من الدقة، لهذا السبب فإن إمكانية حدوث أخطاء نادرة جدًا.
ـ حماية بعض البشر من المخاطر
من أهم إيجابيات الذكاء الاصطناعي في تأثيره على المجتمع هو حماية بعض الأشخاص من خلال قيام الروبوتات بعمل البشر.
حيث كان يوجد في السابق مهام تحتاج إلى مخاطرة بعض الأشخاص للقيام بها.
ولكن الآن يمكن إحلال الروبوتات محل البشر في الوظائف التي تحتوي على مخاطر مثل وظائف رجال المطافئ ورجال التنقيب والحفر والغوص في أعماق البحار والذهاب إلى الفضاء.
أما التأثيرات السلبية للذكاء الاصطناعي على المجتمع
ـ زيادة البطالة
مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديث ازداد قلق العديد من الأشخاص بشأن فقدانهم لوظائفهم، حيث يزداد عدد الوظائف التي يتم تشغيلها آليًا.
ولهذا السبب يتوقع د.اللقيس ارتفاع نسبة البطالة مع كل تطور جديد يظهر للذكاء الاصطناعي بسبب قدرته على إنجاز المهام بشكل أسرع وأدق من البشر.
1. الذكاء الاصطناعي والبطالة :
وفقًا لتقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فحتى مع التطور المنخفض للذكاء الاصطناعي حاليًا، يمكن أن تتأثر 14٪ من الوظائف في العالم بظهور الذكاء الاصطناعي.
2. الذكاء الاصطناعي والتحيز :
بشكل عام، فالتحيز هو سلوكٌ تمييزي أو تحاملٌ موجود في شخص ما، وبما أن الذكاء الاصطناعي من صنع البشر؛ فهو لا يخلو من التحيز. أثناء البرمجة، قد ينشئ المبرمجون خوارزمية تحمل التحيزات الشخصية الخاصة بهم. قد يفعلون ذلك بوعيٍ أو دون وعي، ولكن في كلتا الحالتين، يمكن ملاحظة مدىً معينٍ من هذا التحيز في الخوارزمية، مما يجعلها غير عادلة.
3. الذكاء الاصطناعي والإرهاب :
تطور الإرهاب، مع الإنترنت والشبكات الاجتماعية، التي أصبحت لا غنى عنها بالنسبة لهم؛ سواء كان ذلك لتجنيد المتابعين أو شراء الأسلحة أو نشر رسائل الكراهية وغيرها. واستخدام مركبات ذاتية القيادة في الهجمات الإرهابية. واستخدام طائرات بدون طيار مع خاصية التعرف على الوجه. والأسلحة البيولوجية المستهدفة وراثيًا.
4. الذكاء الاصطناعي والخصوصية :
بقدر اتساع نطاق الأدوات أو التطبيقات التي ينطوي عليها الذكاء الاصطناعي بقدر ما يكبر أيضًا عدد المشكلات أو المخاطر التي يمكن أن تسببها. إحدى أكبر المخاوف من الذكاء الاصطناعي هي الخصوصية.
والذكاء الاصطناعي يلعب دورًا كذلك في تشكيل قراراتنا. كما أنه يقتحم مساحاتنا الخاصة، إذ تعمل الأجهزة مثل مكبرات الصوت الذكية في المنزل، مثل Alexa وGoogle Home، على الأوامر الصوتية، وتعرف ما يفعله المرء كل يوم. وتستخدم الهواتف كذلك خاصية التعرف على بصمة العين.
وفيما يتعلق بالقرصنة، يُعد الذكاء الاصطناعي أيضًا سلاحًا ذا حدين، إذ يمكن أن يعني حلًا لمشاكل الأمن السيبراني، وتحسين أدوات مكافحة الفيروسات، وتسهيل التعرف على الهجمات، وأتمتة تحليل الشبكات والأنظمة، والمسح الإلكتروني، ولكن يمكنه كذلك أن يصبح أداة مفيدة جدًا للقراصنة والمخترقين.
ويساعد الذكاء الاصطناعي المتسللين على أن يصبحوا أكثر ذكاءً بشأن الطريقة التي ينفذون بها أنشطتهم الإجرامية.
ويبقى السؤال الى أين سيصل الذكاء الاصطناعي في تطوّره؟ وما هي تأثيراته السلبية والايجابية التي تنتظرنا؟