لطالما عمد البشر على تطوير أساليب الزراعة ومعداتها، لكن عهِدنا بذلك أن يكون الإنسان له جهد فيها أما الآن فإن قطاع الزراعة لم يسلم أيضا من الذكاء الاصطناعي الذي اجتاح العالم.
إن القطاع الزراعي بالإجمال يواجه الكثير من التحديات حالياً فبحسب موقع منشآت من المتوقع أن ينمو سكان العالم بنحو مليارين إضافيين بحلول عام 2050م، ويقابل ذلك نمواً بحوالي 4% فقط من الأراضي الصالحة للزراعة. هذه النسب غير المتكافئة تحمل في مضمونها عدة تحدياتٍ مثل انخفاض المحاصيل الزراعية مقابل الطلب، ارتفاع الأسعار المحاصيل، وتزايد المخاوف المتعلقة بالأمن الغذائي في حال استمر المزارعون في تبنّي الأساليب التقليدية للزراعة، هذا ما جعل بعض المنشآت أو حتى المزارع وخاصة في لبنان تعتمد الذكاء الاصطناعي في عملها.
إن الذكاء الاصطناعي دخل عالم التعليم والإقتصاد والآن قطف هذا الذكاء الرقمي قطاع الزراعة حيث تؤكد الأخصائية بالإنتاج النباتي الدكتورة إسراء المصري أن هناك مشاتل ومزارع في لبنان تتبع الذكاء الاصطناعي وخاصية ما يسمى الزراعة المائية “الهيدروبوليك” وتشير شركة هيدروبوليكا للإنتاج الزراعي في لبنان أنهم يستخدمون النظام التلقائي.
عندما نذكر الزراعة يربطها الكل بالتخلف و الرجعية، يتجاهلون أن الزراعة ممكن أن ترتبط بكل ما يخص الذكاء الاصطناعي. إن التطور اليوم يستطيع مساعدة القطاع الزراعي أكثر من ما نتصور بارتكازها على الزراعة المائية .
إن الذكاء الاصطناعي بما فيها الزراعة المائية التي تعتمد بأساسها على آلية التحكم البرمجي و تتم بشكل عامودي مع مضخات للماء والهواء ويعتمد على الضوء المبرمج كبديل عن ضوء الشمس.
الذكاء الاصطناعي الزراعي في لبنان
ان لايف لاب هو أول مزرعة أو معمل يستخدم الزراعة المائية التي تعمل على الذكاء الاصطناعي في لبنان، يمتد على مساحة 100 متر مربع. بعض الأسباب الأساسية لاعتماد الزراعة المائية هي تغير المناخ، كثره الأمراض والحشرات في الأرض وعلى النبات، وتكوين المناعة لدى الحشرات و البيكترية ضد الأدوية المستخدمة و بالتالي اللجوء الى تكثيف استخدام المواد الكيميائية.
أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في الزراعة المائية تكمن في تسهيل الزراعة، خفض تكلفتها، بالاضافة الى إنتاج زراعي طيلة السنة و بكميات كبيرة. حيث تنتج المزرعة المائية المبرمجة 30%، بالمتر المربع الواحد،أكثر من البيوت البلاستيكية، تستخدم يد عاملة اقل ب 75%، تستهلك مياه اقل ب 95% و خسائرها بسيطة جدا مقارنة بالزراعة التقليدية. كما و انها تغنينا عن استخدام المبيدات، فالزراعة المائية هي الزراعة في المياه بدون الحاجة إلى التربة (حيث تكمن معظم الامراض) وهي تقنية زراعية عامودية مُتحكم بها أو مبرمجة من قبل الذكاء الاصطناعي بشكل كامل و يتم تغذيه النباتات بواسطه مواد منتجه من موارد طبيعيه بالتالي التاكد ان كل شيء سليم وصحي.
حسب المهندس مخزومي فإن الذكاء الاصطناعي في هذه الآلة يمكنه التحكم بعملية الزراعة من ألفها إلى يائها لتدفق المياه الى طعم الخضار والتحكم بقوة الضوء حتى الحرارة وحتى يمكن التحكم في مزرعة كاملة من خلال تطبيق واتساب كل السنة يمكن إنتاج جميع الأصناف وبالتالي يمكن المشترك المطاعم والسوبر ماركت وغيرها الإعتماد على المزرعة المائية والإتفاق على الكميات المناسبة.
المزرعه المائيه باعتمادها على الذكاء الاصطناعي تتحكم بنفسها بشكل تلقائي ويمكن أن يعرف صاحب المزرعة الاحداثيات عبر الداشبورد وهو موصول على الانترنت حتى في حالة السفر يمكنك التحكم بمزرعتك عن بعد.
بات حبل الذكاء الاصطناعي يلتف حول الانسان بجميع جوانبه ومقومات حياته وأسسها، فهل يكون هذا الحبل خلاص للبشرية أم المشنقة التي ستهدد بفنائها؟