رُفيدة عطايا
عندما تبلورت مفاهيم “السوشال ميديا” وخصائصها المهمة التي أصبحت تتيح لمستخدميها الوصول السريع لأكبر عدد من الجمهور، أصبحت أشبه بمنصات تتسابق لكسب الشهرة بغض النظر عن المحتوى المقدم سواء كان ذات منفعة للمجتمع أو محتوى لا يأبه سوى لأعداد مشاهدة تجعل من الفرد “نجماً” من نجوم “السوشال ميديا”. كما وأصبح الاعلام شريكاً بهذه العملية من خلال استضافته لتلك الشخصيات بهدف زيادة نسبة المشاهدات لبرامجه، غير مباليا بالوظيفة الأساسية للاعلام وهي تحسين صورة المجتمع من خلال الاضاءة على المواضيع التي من شأنها تحسين المجتمع وتطويره.
كيف ساهم الاعلام بشهرة نجوم “السوشال ميديا”؟
يسعى الاعلام مؤخراً بزيادة عدد المشاهدات والمتابعين لديه من خلال نشره لكل ما يتداوله الجمهور بغض النظر عن المحتوى المعروض. وبرز ذلك من خلال متابعته لمواقع التواصل الاجتماعي واضافة فقرة “للسوشال ميديا” عبر نشرات الأخبار وحتى من خلال برامج متخصصة بهذا المجال. فعند استضافته لتلك الشخصيات يكون قد ساهم بشهرتهم من خلال الجمهور الذي يتابعه ويذهب لصفحاتهم الشخصية للتعرف عليهم أكثر، فالبتالي يكون قد حقق هدف هذه الشخصيات وزاد من عدد متابعينهم.
يتغيب هنا الدور الاعلامي المتخصص والقيم الاعلامية التي هدفها ايصال الحقيقة من خلال مصادر موثوقة، حيث أصبحت معظم القنوات الاعلامية لا تهتم بقيمة المحتوى الاعلامي بل همها الحصول على أكبر عدد مشاهدات مما يعزز موارها وشهرتها، فاضطرت إلى أن تستعين ببرامج لتسويق هؤلاء الرواد (نجوم “السوشال ميديا”) بغرض جذب الجمهور لمتابعتهم.
من رواد “السوشال ميديا” إلى مشاهير افتراضيين
برزت في الآونة الأخيرة أسماء وصور لأناس استطاعوا خلق لنفسهم هوية خاصة على “السوشال ميديا”، وهناك عدة امثله ونماذج في مجتمعنا منها من تخرج لنا وتقول إنها تُجيد القاء الشعر والأدب مثل “رملاء نكد” التي أخذت من “السوشال ميديا” فرصة اغتنمتها للشهرة، من خلال نشرها لمقاطع فيديو تتضمن إلقاءها “للشعر” بطريقة وأسلوب ركيك جداً، وتخرج اخرى تُظهر من جسدها أكثر مما تُخفي مثل “انجي خوري” التي تستخدم أسلوب الاغراء للحصول على الشهرة، حيث عرضت صورا عارية لها ومقاطع فيديو خادشة للحياء. وعلى الرغم من كل تلك الأمور إلا أنه يتم استضافتها على قنوات تلفزيونية مهمة “كالجديد” وغيرها…
لم يقتصر سباق الشهرة الافتراضية على الفتيات فقط، إنما على بعض الشباب أيضاً مثل “عبد الله عقيل” الذي اشتهر عن طريق الصدفة من خلال انتشار فيديو فكاهي له، الأمر الذي جعل منه “نجم” من نجوم “السوشال ميديا” الذين لا محتوى لهم. فعقيل يكتفي بفتح بث مباشر لينتقد هذا وذاك، ويشتم من ينتقده، غير مراعي الأخلاق العامة للمجتمع، وكزملاءه من “النجوم” لم يتوانى الاعلام عن استضافته والمساهمة في زيادة متابعيه!
فيديو لعبد الله عقيل وهو يشن هجوماً على رملاء نكد
https://www.youtube.com/watch?v=xdOe3uCWwoc
السوشال ميديا” والدور الاعلامي“
حقًا هو أمرٌ مؤسف أن تُلاحق وسائل الاعلام، من يظهرون عبر صفحاتهم ويحطمون الارقام القياسية بأعداد المشاهدات على حساباتهم الرسمية والشخصية عبر “السوشال ميديا”، فقط لجلب أعداد مشاهدة لبرامجهم التلفزيونية متجاهلين مبادىء الاعلام وهدفه السامي في خلق اعلام واعِ قادر على مواجهة التحديات وتذليل كل العقبات في سبيل ابراز الصور المشرقة للعلماء، والموهوبين الحقيقيين بكتابة الشعر والقائه، بالمبدعين في اختراعاتهم وابتكاراتهم، وغيرهم ممن هم بأمس الحاجة لإظهارهم أمام العالم والخروج بما أفنوا أعمارهم للوصول إليه، ليسهموا في رِفعة الأمة وعُلو شأنها ومكانتها بين الدول.
لقراءة المزيد للكاتبة اضغط هنا
.