الرئيسية / مواقع التواصل / النّساء على مواقع التواصل الإجتماعي… بين التأثير والتأثّر
ا النساء على مواقع التواصل الإجتماعي
صورة من الإنترنت: تحكّم المرأة بمحتوى مواقع التواصل الإجتماعي

النّساء على مواقع التواصل الإجتماعي… بين التأثير والتأثّر

لارا بعقليني

ظهرت منذ بداية القرن الحالي مواقع سميّت “اجتماعية” على غرار “فيسبوك”، “إنستغرام”، “تويتر” وغيرها. جعلت تلك المواقع العالم قرية صغيرة، فقربت المسافات وصار الخبر يتناقل بنقرة أصبع إلى كل أنحاء الكرة الأرضية.

دخلت هذه المنصات الرقمية في المجتمع وتغلغلت في حياة الأفراد لتصبح جزءًا لا يتجزأ منها. وراحت مواقع التواصل الإجتماعي تتطور أكثر وأكثر لتغيّر معها نمط حياة الأفراد وطريقة تفكيرهم، ففرضت مثلاً التسوق عبر الإنترنت وفتحت مجالاً أكثر، نوعًا ما، لحق التعبير عن الرأي، فكل مستخدم لديه منصة خاصة به يستطيع طرح مسائل عدة تعنيه في الوقت الذي يريد. وطال هذا التغيير حياة المرأة أيضًا بشكل كبير. لكن هذا التغيير بقدر ما كان إيجابيًّا على الكثير من النساء، مقدر ما كان سلبيًّا على أخريات.

نساء مؤثرات على مواقع التواصل الإجتماعي

ساهمت مواقع التواصل الإجتماعي في فتح فرص جديدة أمام النساء لتصبحن مستقلات ومؤثرات في المجتمع. واستفادت الكثيرات منهن من هذه المواقع وعرفن كيف ينشئن محتوى يودي بهن إلى مكان أفضل. البعض استدخمن مواقع التواصل الإجتماعي للتسويق لعملهن والبعض الآخر كانت تلك المواقع باب لهن للبدء بالحياة العملية والإنتاجية.

مواقع التواصل الإجتماعي
صورة من إنستغرام : جويل ماردينيان في إحدى جلساتها التصويرية التابعة لشركة Huawei

تمكنت، على سبيل المثال،  مقدمة البرامج جويل ماردينيان من أن تكون من أكثر السيدات اللواتي يؤثرن على مواقع التواصل الإجتماعي . بالإضافة إلى تقديم البرامج، مردينيان سيدة أعمال ناجحة تملك عدة مؤسسات تجميلية، استخدمت تلك المواقع لأغراض تسويقية لمنتجاتها الخاصة وشركاتها، كما للتأثير بنفوس متابعيها التي يتجاوز عددهم الخمسة عشر ألفًا. واستلمت مقدمة البرامج جوائز عدة متعلقة بالتأثير الكبير التي تضفيه على المجتمع بشكلٍ عام والنساء بشكلٍ خاص، وهي من أول عشرة نساء مؤثرات في العالم العربي.

تتطرق مقدمة البرامج إلى مواضيع عدة لها علاقة بتعزيز ثقة المرأة بنفسها، بمسائل اجتماعية مثل التحرش الجنسي، الإكتئاب، الطلاق وغيرها. وتشارك ماردينينان متابعبها بخبراتها الشخصية على كافة الأصعدة من أمور شخصية  ومهنبية. مؤخرًا ضوّت سيدة الأعمال على موضوع التبني، بعدما تبنّت صبيّ على الرغم من أنها أم لولدين. وهذا الموضوع لاقى صدى إيجابي لدى ملايين من الناس وشجع العديد من النساء على القيام بهذه الخطوة. كما تسعى جويل ماردينيان دائمًا إلى تقديم نصائح تجميلية، طبية ونفسية من خلال مقابلات مع أطباء وإختصاصيين تنشرها على صفحتها.

مواقع التواصل الإجتماعي
صورة من إنستغرام: نور عريضة في إعلان لبشرون

ومن النساء أيضًا اللواتي نجحن على مواقع التواصل الإجتماعي هي، عارضة الأزياء نور عريضة. بدأت عريضة بحياتها المهنية كفتاة عادية غير معروفة تعمل في مجال التسويق.  إلا أن زواج العارضة وحملها غيرا مسيرتها، ففضلت قضاء وقت أكثر مع عائلتها ما دفعها لإنشاء صفحة خاصة بها على إنستغرام مستفيدة من خبرتها التسويقية. وتمكنت عريضة من خلال المحتوى التي تقدمه إلى حصد أكثر من 8 مليون متابع ما ساهم في أن تصبح عارضة لأكبر دور الأزياء ووجه إعلاني لمنجاتٍ عالمية مثل “Boucheron”.

وتشارك آيلا، ابنة نور عريضة، والدتها في الكثير من الفيديوهات والصور، وهي التي تتمتع بجازبية وحس تمثيلي ما جعل الكثير من الأشخاص يتابعون صفحة عريضة لمعرفة آخر أخبار آيلا التي كما يبدو ستسير على خطى والدتها نور.

شهرة سلبية على مواقع التواصل الإجتماعي

من ناحية أخرى، لم تتمكن كل امرأة من تلقي ردود فعل إيجابية في دخولها إلى عالم الإنترنت وأخذ منصة على مواقع التواصل الإجتماعي، فبدل من أن تؤثرن انتهى الأمر بتأثرهن بردود فعل سلبية غير عادية.

مواقع التواصل الإجتماعي
صورة من إنستغرام: رملاء نكد خلال جلسة تصويرية

رملاء نكد من إحدى السيدات اللواتي هوجمن بسبب محتواهن على المنصات الإجتماعية. تدعي نكد أنها شاعرة وهذا سبب كثرة متابعيها. لكن في الواقع يتابعها من يريد التهجم عليها والسخرية من شعرها المبتذل، الذي لا يتبع قواعد اللغة العربية، أو من المحتوى الركيك الذي تقدمه. وأصرت نكد على المتابعة في هذا النهج وإطلاق أول أغنية لها بعنوان “ع كيفك بدي عيش” لتتلقى العديد من التهكم والمعارضة. ووصلت رملاء إلى قمة الإضطهاد مع نشرها لفيديو وهي تخلع الحجاب ما اعتبره الكثيرون أنه إهانة كبيرة وغير مقبولة للدين الإسلامي ورموزه. وعادت مواقع التواصل الإجتماعي لتشتعل من جديد مع مخاطبة نكد المعارضين، لخلعها الحجاب بهذه الطريقة، بفديو ظهرت فيه كاشفة عن بطنها وقالت: “بدي إشلح وما حدا خصو”.

لكن الإعلام كان لديه دور في زيادة شهرة رملاء الباطلة. فاستضاف العديد من الإعلاميين ومؤخرًا الإعلامي تمام بليق  ناشطة مواقع التواصل الإجتماعي في برنامجه “مع تمام” ليتهجم عليها و”يبهدلها”. فكانت حلقة دون محتوى “ما بت قدم ولا بت أخّر” على جميع الأصعدة.

وأخيرًا، مواقع التواصل الإجتماعي سيف ذو حدين، إما يقود إلى النجومية إما يحطم مسيرة وحياة الفرد. تستطيع المرأة النجاح في كافة مجالات الحياة، فهي الأم، الزوجة، الأخت، المديرة، الطبيبة وغيرها من الأمور في آنٍ معًا. ويليق مجال التأثير بها بشكلٍ كبير وجميل، لكن الأهم المحتوى الذي تقدمه. طالما تنشر النساء محتوى غني، ذكي وجذّاب يستطعن تغيير حياة الكثيرات من الفتيات وعقلية الكثير من الرجال. المطلوب واحد ووحيد، أن تثق المرأة بنفسها، تحافظ على رقيها، تستخدم ذكائها بالشكل والمضمون الصحيح والأهم أن تدرك المسؤولية التي تحملها بين يديها.

عن لارا بعقليني

لارا بعقليني، طالبة إعلام رقمي -ماجيستير 2 في الجامعة اللبنانية. حاصلة على إجازة في الصحافة سنة 2019 من الجامعة اللبنانية، كلية الإعلام -الفرع الثاني.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

وسائل التواصل الاجتماعي

وسائل التواصل الإجتماعي: أكبر وسيلة تسويق رقميّة معاصرة

ثمّة تزامن ما بين التطوّر المعلوماتيّ الهائل الذي طرأ على الفضاء الرقميّ وعملية التسويق الإعلانية ...