باتريسيا الحداد
انطلقت أولى حلقات البرنامج الجديد “بصراحة مع” الذي يعرض على قناة أم بي سي 1. برنامج مختلف وفريد من نوعه يستضيف نجوم من العالم العربي، يجمعهم كثنائيّات وتدور بينهم دردشات عن مختلف المواضيع. وما يميّزه عن البرامج الحواريّة الأخرى، غياب المقدّم أي المحاور الذي يدير الحوار، إذ أنّ النّجمين في الاستوديو يطرحان الأسئلة على بعضهما.
على مواقف ومواضيع مختلفة، يجتمع الثنائي في برنامج “بصراحة مع”. يتبادلان خبرات الحياة وتجاربها ويناقشان أزمات تعصف بمجتمعاتنا. يتحدّث النّجمان أيضًا عن أفكارهما وهواجسهما ويعبران عن انفعالاتهما وربّما عن مخاوفهما. وفي كلّ حلقة، يتطرّق كلّ ضيف إلى موقف أو لحظة لم يذكرها سابقًا في الإعلام ، لحظة خاصّة أثّرت فيه ولا يستطيع نسيانها، إن كان على الصّعيد المهني أو على الصّعيد العائلي.
البرنامج بصورة عامّة
قناة “أم بي سي” لها أهميّة كبيرة ومكانة مرموقة. باتت أساس في حياة ملايين المشاهدين وذلك من خلال تزويدهم بالمعلومات وتوفيرها مجموعة متميّزة من المسلسلات والبرامج بمختلف أنواعها ومن ضمنها مؤخّرًا “بصراحة مع”، البرنامج الحواري الجديد. كما وأنّ منصّة شاهد.نت باتت تعرض هذا البرنامج أيضًا.
مواضيع وقضايا حسّاسة يتطرّق إليها النّجوم في هذا البرنامج، يتبادلان الأسئلة حول الحياة والفنّ والمجتمع، بأسلوب مشوّق وبسلاسة بغية تقديم محتوى جيّد يستمتع به المشاهد. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الأسلوب في الحوار، في ظلّ غياب المقدّم، هو أسلوب جديد لم يتعوّد عليه المشاهد إلاّ أنّه أخذ اهتمام أو “حشريّة” عدد كبير من المشاهدين لأنّه فريد من نوعه بالإضافة إلى أخذه مكان مهمّ على مواقع التّواصل الإجتماعي المختلفة.
إنّ #بصراحة_مع أخذ حصّة كبيرة على تويتر، والتّفاعل كان واضح. ومهم ذكر أنّه للتّفاعل على تويتر تأثير على المتابعين بحيث أنّه بتعبير المستخدم عن آراءه وبمشاركتها مع متابعيه، قد تكون الآراء إيجابيّة عن هذا البرنامج ومشجّعة ما يدفع إلى زيادة عدد المتابعين.
المحاور في البرامج الحواريّة
لمقدم البرامج التلفزيونية الحوارية دور أساسي وهو من العناصر الأساسية لأي برنامج حواري.
- يدير المحاور الحوار مع الضّيف أو الضّيوف، يطرح الأسئلة، ويحاول إخراج الجوانب المختلفة للضّيف والتي تهمّ الجمهور كما ويساهم أيضًا في تهيئة حالتهم النّفسيّة، ما يؤثّر على راحتهم ويسمح بأن تصل الصّورة للمشاهد بأفضل طريقة.
- يشدّ انتباه المشاهدين ويكوّن علاقة متينة معهم، وعليه أن يكون حقيقي وغير مصطنع لكي يقنع المشاهد أكثر وليجذبه أكثر فأكثر. إذًا لا يجب الفصل بين شخصيّته الحقيقيّة وشخصيّته كمقدّم .
- يستفز بعض المحاورين ضيوفهم للحصول على إجابة ما ولكن لا يجب تخطّي الحدود وجرح الضّيف، فعليه أن يبقي الحوار مع ضيفه والبرنامج تحت سيطرته.
ماذا عن غياب المحاور؟
في ظلّ غياب المحاور في برنامج “بصراحة مع”، يواجه الضّيوف صعوبة في التأقلم مع هذا النّوع الجديد بحيث أصبحت المسؤوليّة ملقاة على عاتقهم من أجل تقديم الأفضل للمشاهد، فيتحدّى الضّيفان بعضهما وجهًا لوجه، مع العلم أنّ الضّيف في العادة يتّكل بشكل كبير على المذيع. ويحاول كلّ طرف أن يأخذ من الطّرف الآخر ما يريد من معلومات، ما يمكن أن يسبّب إحراج لأي منهم أحيانًا بالتطرّق إلى مواضيع خاصّة وحسّاسة. مع غياب المحاور الذي يمسك الحوار بين الضّيوف، من الممكن أن يحدث سوء تفاهم بين الطّرفين، أو أن يحصل أي خطأ إن كان إعلامي أو أخلاقي، لذلك من الأفضل أن تربط النّجمين معرفة سابقة قبل الخضوع لهذه التّجربة، لأنّ هذه المعرفة ستسهّل على الطّرفين التّحاور بسلاسة أكبر بغية تقديم الأفضل للمشاهدين.
مع مشاهدة البرنامج، نلاحظ لباقة في الكلام بين الضّيفين وحسن في التّصرّف بحيث يظهر بوضوح محاولة فهمهما لبعضهما، مع إظهار بعض التفهّم والجديّة أثناء الحديث عن المواضيع الحسّاسة. لم تخرج الأمور عن السّيطرة في .الحلقات التي عرضت حتّى الآن بحيث يظهر للمشاهد ذكاء الضّيوف في الإجابة عن الأسئلة وسرعة البديهة واضحة قد يفتقد المشاهد للإلقاء الجيّد الذي يتمتّع به المحاور وللحوار الحي الذي يخلقه مع ضيوفه، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذا البرنامج الجديد استطاع أن يخلق جوًّا مميّزًا ومودّة بين الضّيوف، الذين تمكّنوا من مسك الحوار جيّدًا.
ومع وجود محاور ومقدّم، هناك احتمال أن يخرج الحديث عن السّيطرة أو أن يحدث إشكال معيّن بين الضّيوف، فكيف إذا غاب المحاور عن البرنامج الحواري كما في “بصراحة مع”؟ فهل هناك خطر السّقوط في أي خطأ أو احتمال خروج الحلقة عن مسارها؟