تعليم اللغة العربية “عن بعد” لغير الناطقين بها

“ضرورة وليس تفضيلا”

يهتم العديد من الطلاب الاجانب “الغير ناطقين باللغة العربية” بدراسة اللغة العربية الفصحى أو العامية “عن بعد” باعتبارها جسرا للتواصل الثقافي بين الشعوب، ولغة عريقة ومعاصرة ذات حضور دولي، ففي الوقت الذي قد يبتعد فيه بعض من الأفراد العرب عن لغتهم الأم، نجد شغفا لدى الطلاب الاجانب لتعلم اللغة العربية كتابة وقراءة ومحادثة، لأسباب مهنية وثقافية وتجارية وحتى سياسية بوصف اللغة جسرا بين بلدان العالم. وعليه فان تعليم اللغة العربية الفصحى والعامية تحديدا لدى الطلاب قد يكون ضرورة، وذلك انطلاقًا من دوافع المتعلم وحاجاته.

النشاطات اللغوية الإلكترونية:

يتسم التعليم عن بعد بالجدية أكثر من التعليم المباشر، فهو يعتمد على النشاطات الثقافية الإلكترونية المتنوعة، منها البصرية والسمعية كاستخدام الصور والفيديوهات والتطبيقات الإلكترونية وبرامج التواصل المرئي بين الطالب والمعلم، لتحسين النطق وتركيب الجمل، وهو بالتالي يحتاج إلى أبحاث ودراسات مستقلة تحدد له طرائق التدريس التي تناسبه، والاستراتيجيات والوسائل التي تتماشى معه، وخاصة في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة ومجتمع المعلومات الذي أحدث تغيراً نوعياً في عالم التعليم الإلكتروتي كونه بات ضرورة حتمية وملحة لمواكبة العصر.  

تقول الأستاذة سارة الجوني في هذا السياق، باعتبارها مدرسة في معهد الصيفي للغة العربية في بيروت، أن ما يعين في عملية اكتساب اللغة العربية بسهولة، تقريب منطقها إلى العقل، وعدم تقديمها بشكل جاف خال من الديناميكية والواقعية، معتبرة أن النشاطات الإلكترونية التي تستخدمها لها دور كبير في المساهمة في تيسير اكتساب اللغة الثانية للطلاب، وكسر الحواجز النفسية وبعض الفروقات الفردية أثناء تعلّمها. إضافة إلى تأثير استخدام الألعاب اللغوية  على سهولة اكتساب اللغة باعتبار الطالب بطبعه يشغف باللعب ويمل سريعا من التركيز في أمر جدي لا نشاط أو روح فيه، الأمر الذي نحاول تفاديه في التدريس عن بعد.

وعن أهمية النشاطات اللغوية الإلكترونية، تضيف الجوني بأن النشاطات التعليمية الإلكترونية، تخلق جو من الفرح والبهجة على دروس اللغة العربية، و تترك آثاراَ طيبة  في نفوس الطلاب، فالطالب سيقتنع  بلا شك بجدوى استخدام الألعاب اللغوية كعامل ملطف من جفاف القواعد العربية للغة، وكوسيلة مرنة  لتنمية مهارات اللغة في مواقف اجتماعية طبيعية ومرحة.

أهمية المحادثة الإلكترونية:

ويقول الأستاذ محمد عقل وهو أيضاَ مدرس في نفس المعهد، بأن للمحادثة أيضاً دور كبير في التمكن من تعلم اللغة العربية، ويتم ذلك بحسب مستويات الطلاب، بدأ من المستوى الإبتدائي وصولا إلى المستوى المتقدم للطلاب، فالنشاطات اللغوية في الدرس، وإن كانت تتم بشكل الكتروني، إلا أن هذه البيئة الإلكترونية وفرت أحيانا ما لم توفره البيئة التعليمية الخالية من التكنولوجيا.

مبادئ التعليم عن بعد:

 ومن خلال ما يأتي، هناك عدة مبادئ يمكن للمعلم اتباعها عند تدريسه للغة العربية بشكل إفتراضي: – التركيز على مهارتي الاستماع والمحادثة، باعتبارها مستخدمة بشكل كبير في العامية، والتطرق بشكل عرضي لمهارتي القراءة والكتابة، بغرض التعرف على الكلمات والجمل. – تركيز الدروس على المواقف الاتصالية التي يتعرض لها الطالب دائما، وذلك من خلال استخدام الصور والفيديوهات الإلكترونية مع مؤثرات صوتية، ومن أبرز تلك المواقف (التعارف في الشارع، السوق،المكتبة، المطار، المستشفى…إلخ) – توظيف الوسائل التعليمية اللإلكترونية المسموعة والمرئية في الدروس عن بعد.

تحديات التعليم عن بعد:

أما عن التحديات التي يعاني منها المعلم فيمكن تلخيصها في النقاط التالية:

مميزات التعلم عن بعد:

ختاما:

لا شك في أن التعليم عن بعد ليس زراً سحرياً وإنما نظام حديث للتعلم يعتمد على استخدام وسائل الاتصال الحديثة وشبكة الإنترنت والوسائط المتعدّدة وكافة التقنيات الإلكترونية المتاحة، لايصالِ المعلومة بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة، للطلاب بمختلف الأوقات والأزمان. الأمر الذي أحدث ثورة نوعية في عالم التعليم في عصر السرعة، وبكثرة في الآونة الأخيرة، اذ بات التعليم عن بعد ضرورة ملحة ليأخذ حقه من البحوث والدراسات، وبالتالي ينبغي على المعلمين والباحثين في هذا المجال مضاعفة جهودهم للإلمام بالمعرفة البرمجية لكيفية التعامل مع أساسيات البرامج الإلكترونية المختلفة، بغية تقديم مادة دسمة ومرنة لا تقل أهمية عن المادة التقليدية.

اقرأ المزيد عن كل ما هو جديد في عالم التعليم الالكتروني.