تمام بليق …يستعرض برنامجه بأساليب غير اعتيادية

نوال برو

عاد تمام بليق ليقدم برنامج “مع تمام” على قناة الجديد في شهر تشرين الأول من العام ٢٠٢٠. لم يبتعد بليق عن أسلوبه الهجومي والصاخب الذي اعتدنا عليه. إذ يعمد في برنامجه “مع تمام”، كما في برامجه السابقة، إلى استضافة أشخاص مثيرين للجدل يتمتعون بجرأة عالية بغض النظر إن كانوا مشهورين أم لا. ثم يقوم بالتحقيق معهم بأسلوب فوقي واستفزازي.

فقرات استجواب الضيف “مع تمام”

يقوم برنامج” مع تمام” على ثلاث فقرات. في فقرته الأولى ” وج بوج ” يطرح تمام بليق أسئلة جريئة على ضيفه. بعد ذلك تأتي فقرة ” الصندوق الأسود “، حيث يخرج بليق من الصندوق أغراض توحي بحدث أو أمر معين في حياة الضيف. في الفقرة الأخيرة ” شوف رجاع علّق “،  يعرض بليق على ضيفه صوراً ليعطي الضيف تعليقه عليها . وينتهي البرنامج بتعهد الضّيف بأنه مسؤول عن كل ما قاله خلال الحلقة وأنه موافق على عرض كل ما ورد في الحلقة.

المحقق تمام بليق يواجه المتهم

في برنامجه” مع تمام”، يتقمص تمام بليق مهنة المحقق القاسي ، حيث يقوم بتجميع معلومات سرية ومحرجة عن ضيوفه. يتفاجأ الضيف عادةً بحصول بليق على هذه المعلومات لمدى خصوصيتها وسريتها. ثم ينقض بليق على ضيوفه بالتهم، ويضغط عليهم للاعتراف بها بهدف إظهار حقائقهم وكشف كل ما يُخفونه عن حياتهم. كما يتوجه بليق لضيوفه بأسئلة استفزازية عن تفاصيل قد لا تفيد المشاهد، إلا من باب الحشرية.  وفي كثير من الأحيان، نرى أثناء الحلقة بكاء هؤلاء الضيوف لأول مرة على شاشة التّلفزيون، ليحقق بليق هدفه في إظهار الوجه الآخر للضيف.

تمام بليق… من محقق إلى مؤدِّب

بات معروفاً أن تمام بليق  لا يظهر الاحترام لضيوفه. مع ذلك قد يتفاجأ المشاهد مع كل حلقة جديدة من برنامج “مع تمام” بأسلوب الازدراء والتوببخ الذي يتعامل به مع ضيوفه. فمن الأسئلة والعبارات التي وجهها في أحد الحلقات لضيفته رملاء نكد:

“مبسوطة بالسّخافة تبعك؟ تفاهتك عالسوشيال ميديا شو معناتها؟ اللي عم تعملي مش جهل؟  يا عيب الشوم عليكِ، إنتِ مسخرة، إنتِ لازم تزوري حكيم نفسي بأسرع وقت، عنجد مجنونة ومريضة. “

لم يسلم الضيف الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي عبداللّه عقيل من أسلوب بليق التهكمي، فمن الأسئلة والعبارات التي وجهها له:

” شو يا مشلف؟ مين مفكر حالك؟ إنت كذبة ،إنت شخص نصاب؟ إنت غنمة؟”

 أساليب” انتصار” تمام بليق 

وليس غريب على تمّام بليق أن يقوم باستعمال أساليب قاسية وغريبة لتذكير الضيف بمآسيه ودفعه للبكاء. إذ بات اللعب على وجع الناس أسلوب بليق للحصول على “الرايتنغ”. ففي إحدى حلقات برنامج” مع تمام” سأل بليق ضيفه الفنان علاء زلزلي  بعد إعطائه لعبة مكّفّنة،  ” إنت وعم تدفن بنتك تحت الرمل وتحت التراب، شو كنت عم بتحس وعم بتفكر؟ اطلع فيها!”  

ومن الأمور التي قام بها بليق أيضاً في برنامجه “مع تمام” والتي لم نشهدها سابقاً على شاشة تلفزيون لبنانية ضربه لضيفه عبداللّه عقيل ب” الشحاطة” لتذكيره بضرب أبيه له. وهذا كله يظهر قلة احترام بليق لضيوفه.

تمام بليق يقدم “بلا تشفير” آخر

إن أداء بليق في برنامجه”مع تمام” ليس جديداً على الشاشة اللبنانية. إذ شهدنا قلة احترام الضيف وفضح حياته الشخصية والهجوم عليه وتوبيخه لست مواسم متتالية في برنامجه السابق “بلا تشفير” على قناة الجديد. الذي تغير فقط هو المكان، فبدل إجراء المقابلة داخل قفص أو ما يشبه قاعة محكمة كما كان يجري في “بلا تشفير”، صارت المقابلة تجري خارج الاستديو.

ماذا عن الرأي القانوني؟

قد يسأل العديد من الناس عن دور القانون في حالة تمام بليق وعن واجبه في الالتزام بالأخلاقيات الإعلامية.  في هذا الإطار, يشرح لنا الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية والمحامي الدكتور محمد حبحب عن الفرق بين قوانين الإعلام والأخلاقيات الإعلامية, ” إن قوانين الإعلام تضمن حرية الصحافة وعمل الإعلام وهي ضمانة مكرسة بالدستور، لذا على السلطة أن تحترم الإعلامي وتسمح له بإستقاء معلوماته بالطرق القانونية. أما الأخلاقيات الإعلامية تكمّل القانون، وهي عبارة عن قواعد سلوكية على الصحافي الإلتزام بها من تلقاء نفسه فالقانون لا يعاقب عليها”

يعتبر الدكتور محمد حبحب أن الأخلاقيات الصحافية يجب أن تكون نابعة من شخصية الصحافي، أي أن أخلاقياته لا يجب أن تسمح له بالقيام بعمل دنيء كما فعل بليق مع الفنان علاء زلزلي. ويضيق الدكتور حبحب, “من واجبات الصحافي الأخلاقية وليس القانونية اتجاه المجتمع أن يرفع المستوى الثقافي للناس والمجتمع. فهل يقدم تمام بليق شيء جديد ونافع للمجتمع؟ طبعا لا, إذاً فشل بليق في رفع المستوى الثقافي للناس, وفشل بالتالي بتقديم برنامج نافع “

وعن إمكانية تعرضه للمحاسبة, يقول الدكتور حبحب أنه على الرغم من أن العبارات التي يستعملها تمام بليق هي عبارات خدش للحياء وتخطي للآداب العامة وعبارات تشهير وتحقير, لكن يمكن محاسبته في حالة واحدة فقذ. حيث يضيف:” من الناحية القانونية، يمكن محاسبة بليق وفق قانون المطبوعات فقط في حال اشتكى الضيف عليه بسبب تعرضه للتحقير وتقليل قيمته. بالنهاية المقابلة أجريت مع علم الضيف بأسلوب تمام وعلمه بأنه يستعمل أساليب توبيخية وألفاظ نابية مع ضيوفه، أي في هذه الحالة هناك رضا من قبل الضيف أو المجني عليه.”

إن هذا البرنامج ليس البرنامج التّلفزيوني الوحيد في لبنان الذي لا يُغني ولا يُثمن الإعلام اللبناني. فهناك غيره برامج تلفزيونية على مختلف المحطّات اللّبنانية التي لا تقوم إلا بإهانة الضّيف واستغلاله لزيادة نسب المشاهدة، وبالتالي دفع الإعلام اللّبناني إلى الحضيض.