في بداية جائحة كورونا انتشرت المعلومات الخاطئة حول الفيروس المستجد بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، وتناقل الناشطون فيديوهات مزيفة ودراسات تحتوي معلومات غير دقيقة. واعُتبرت صحافة البيانات من الأدوات التي سهلت تفسير وعرض المواضيع الصحية اضافة الى عرض قصص خبرية عن طريق معالجة مجموعات كبيرة من البيانات.
منصة لكشف الأخطاء الصحية
بسبب الأخبار المغلوطة التي تنتشر، أُطلقت منصة Salud con Lupa أي “الصحة تحت المجهر”، وهي منصة للصحفيين وخبراء الصحة في أميركا اللاتينية. يسعى المشروع لمحاربة المعلومات الخاطئة والمنتشرة بشكل كبير حول قضايا الصحة، من خلال التركيز على صحافة البيانات وكتابة القصص التي تستند عليها، بالإضافة الى الكشف عن إخفاقات الدول في التعامل مع الملف الصحي والهدف كانت تثقيف الصحفيين والجمهور حول كيفية تحديد الأخبار الصحية الخاطئة.
الخرائط التفاعلية في تغطية كورونا
يلجأ الصحافيون إلى صحافة البيانات من ضمنها الخرائط التفاعلية لمساعدة الجمهور في فهم المعلومات الكثيرة المنتشرة حول كورونا، فكانت هي المفتاح لفهم كيفية تأثير الفيروس وتدابير الإغلاق على حياة الافراد بشكل أوضح. والجدير ذكره أنّ استخدام الأدوات التفاعلية تتيح للقراء العثور على مناطقهم في مجموعات بيانات كبيرة وتحديد مواقع تأثير الفيروس.
محرر مشاريع الفيديو في صحيفة الجارديان نيكو كوميندا قدم نصائح للصحفيين الذي يغطون القضايا المرتبطة بفيروس كورونا من خلال البيانات والمشاريع المرئية، أبرزها:
عليهم تحديد القصص التي يمكنهم من خلالها إضافة سياق جديد وإبراز الأصوات غير المسموعة
كورونا لحظة ذهبية في عالم صحافة البيانات
أصبح جميع الصحفيين، من المحررين الرياضيين إلى الكتاب المتخصصين بالموضة وغيرهم، جزءًا من الفريق الذي يغطي أخبار كورونا، ولذلك فإنّ هذه لحظة ذهبية لصحافة البيانات وكل صحفي ساهم في المشاريع الصحفية الصحية. ستيف دويج المتخصص بالبيانات وأستاذ الصحافة في جامعة ولاية أريزونا، قدّم النصائح للصحفيين الذين يغطّون الجائحة:
- بناءً على خبرة الصحفي المهنية، عليه البحث عن نوع القصص المرتبطة بكوفيد 19 التي يمكنه العمل عليها.
- البحث عن تداعيات الفيروس على المجتمعات المهمشة والتي لا تصل أصواتها.
- التعرف على مصادر البيانات حول فيروس كورونا.
- -طرح أسئلة على صحفيين يقومون بالعادة بالإحصاء ويعدّون البيانات.
تعرف أكثر على عالم صحافة البيانات: صحافة البيانات من المفهوم الى الممارسة
البيانات ساعدت في سرد قصص حول تأثير كورونا
إعطاء الأرقام أهمية
في شيكاغو أراد فريق من الصحفيين أن يتعرّفوا إلى الأشخاص وليس تعداد أرقامهم فحسب، وسعوا إلى البحث عمّا تعنيه هذه الأرقام لمجتمعات الأقليات، فأطلقوا تحقيقًا مستندًا إلى البيانات. وبالفعل حصلوا على أسماء أوّل 100 شخص توفوا بعد إصابتهم ب كورونا، ثمّ لجأوا إلى البحث على وسائل التواصل الاجتماعي، والنعوات وأسر وأصدقاء متوفين، في خمس مدن من أجل إعداد قاعدة البيانات، وفي الختام نشروا تقريرًا موسعًا، ومن أبرز النتائج التي توصّل إليها الفريق كان التالي:
في المرحلة الثانية من التحقيق، بحث الصحفيون عن الأشخاص الذين يعرفون المتوفين. وهنا قالت الصحفية دعاء الديب:
منذ تفشي الجائحة ونحن نسمع الكثير عن الأرقام والإحصاءات والأمراض المصاحبة لكورونا، لكن تعيّن علينا تذكير أنفسنا أنّ هناك إنسانًا وراء كل رقم، ولهذا عملنا كفريق على دمج الإنسانية في تقاريرنا.
صحافة البيانات وثقت ضحايا كورونا
لجأت بعض المواقع الى استخدام هذا النوع من الصحافة لسرد قصص حول ضحايا كورونا، ومقابل البيانات التي تنشر أرقام المتوفين قام موقع الميادين.نت بإنشاء مدونة بعنوان “ليسوا مجرد أرقام.. لكل منهم قصة يجب أن تُحكى”، وتروي من خلال قصة تفاعلية، بلسان أحباء عدد من الضحايا كورونا في العالم العربي. يمكنك الاطلاع على المدونة عبر هذا الرابط:
https://corona-stories.almayadeen.net/
تحديات يواجهها العاملين في مجال صحافة البيانات
الإدعاءات وغياب الدقة
ان أسهل طريقة لاكتشاف الأخبار الصحفية الخاطئة حول الصحة هي عندما يقدم مقال ما ادعاءات لا أساس لها من الصحة، ويتضمّن عبارات مثل “لا يمكن للأطباء تفسير ذلك..” أو “تظهر دراسة علمية”، من دون توضيح تفاصيل محددة عن نوع الدراسة أو طرق البحث، ولذلك على الصحفي والقارئ أن يكونوا حذرين من أي مقال يخبرهم بأن هناك علاجًا جديدًا عادَ بالنفع على شخص ما، من دون تقديم أي دليل يدعم التجربة، فالأدوية والعلاجات الجديدة تخضع لأبحاث واختبارات صارمة قبل وصولها إلى السوق، ولهذا يجب أن تكون هناك شهادات نجاح من العديد من المرضى، وليس واحدًا أو اثنين فقط، إضافةً الى توثيق الآثار الجانبية المحتملة، لكي يدرك الصحفي أنّ هذه الدراسة دقيقة.
عدم وجود مصادر موثوقة
يجب أن يحتوي المقال الصحي يجب أن يحتوي على معلومات من مصادر متعددة وموثوقة، أي من مجلة متخصصة أو مسؤول أو منشور رسمي أو تقرير من منظمة غير حكومية، والانتباه إذا كانت المعلومات من موقع إلكتروني.
علاجات كورونا المبالغ بها
تنتشر عشرات المقالات، بشكل يومي وتتحدث عن التقدم الطبي والمستحضرات الصيدلانية الحديثة، وتقدم هذه المقالات الأمل في العثور على علاج جديد أفضل من الطب التقليدي. ومع ذلك، لا يمكن الاعتماد على هذه المقالات، إذا لم تكن واضحة ومرفقة بالأدلة العلمية وتحدّد ما يقوله الخبراء الآخرون.
مواقع إلكترونية للهواة
أصبح شائعًا أن ينشئ أي شخص مدونات وقنوات على يوتيوب ومواقع الكترونية للترويج لدواء أو علاج. ومع ذلك، فإن العديد من هذه المواقع لا تذكر غير مسؤولة، ولا تقدّم أدلة علمية على ما تدعي أنها أخبار صحية صحيحة، وبهذه الحالات، يجب عدم الوثوق بالمعلومات المنشورة.