في كل يوم تثار دعوى حضانة أو طلاق لدى الطائفة الشيعية تثير جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض.فقبل دخول مواقع التواصل الإجتماعي،كانت تثار هذه الدعاوى على أبواب المحكمة الجعفرية في لبنان دون نتائج تنصف المرأة في أغلب الأحيان. أما اليوم استبدلت أبواب المحاكم بأبواب مواقع التواصل الإجتماعي التي أظهرت فعالية كبيرة في حصد بعض النتائج المرجوة .
هذا السلاح الفعال استعملته العديد من الأمهات وصفحات المجتمع المدني للضغط على المحكمة،في قضايا عديدة كقضية غنى البيات وعبير الخشاب وليليان شعيتو..
البيات و شعيتو:قضيتا رأي عام على مواقع التواصل .الإجتماعي
عندما تدخل عزيزي القارئ إلى الفايسبوك يمكنك البحث فقط عن اسم “غنى البيات” حيث سيظهر لك مقطع فيديو على عدد من الصفحات تستنجد فيه البيات الرأي العام والجهات المعنية للتضامن معها في سبيل عودة ابنتها إلى حضنها. في الفيديو تروي الأم بقلب محروق كيف أخذ الوالد ابنته من أمها ذات الخمسة عشر يوما ومنعها من رؤيتها،وبالرغم من تقدمها بشكوى لدى الدرك الذين تنصلوا من المسؤولية.
شارك العديد من الناشطين والناشطات صرخة الأم الباكية ومن بينهم المحامي وسام المذبوح الذي تابع الموضوع مع الإعلامي جو معلوف والقاضي علي المكحل بالتنسيق مع رئيس المحكمة العليا الشيخ محمد كنعان.
اللافت في الأمر أنّ القاضي علي مكحل كان على علم بالموضوع ويبحث عن السيدة البيات قبل أن يتواصل معه المحامي المذبوح بحسب البيان الصادر عن مكتب الأخير.كما صدر قرار في اليوم نفسه يقضي بإعادة الطفلة إلى حضن والدتها. فهل كان سيعلم مكحل بالقضية لولا صرختها على مواقع التواصل الإجتماعي؟وهل كانت المحكمة ستصدر القرار بهذه السرعة؟
أمّا ليليان شعيو التي دخلت في غيبوبة بعد إصابتها في إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب من العام الماضي ،استفاقت بعد ستة أشهر لتجد نفسها محرومة من ابنها الذي لم يبلغ السنة.تحولت قضية ليليان إلى قضية رأي عام ،فأبدى العديد دعمهم المطلق على مواقع التواصل الإجتماعي لشعيتو مطالبين المحكمة الجعفريةباتخاذ قرار مستجعل يرجع الولد من حضن جداه من ناحية الأب إلى حضن أمه.
استجابت المحكمة ليلا ،فسارعت إلى إصدار قرار يمنع سفر الابن إلى ساحل العاج حتى إشعار آخر ويقضي بتسليمه إلى أم أمه أربع ساعات يوميا من الساعة الواحدة بعد الظهر إلى الساعة الخامسة بهدف تقريبه من أمه المريضة
من هاشتاغ على مواقع التواصل الإجتماعي إلى تحركات فعلية على الأرض
أطلقت صفحة الحملة الوطنية لرفع سن الحضانة لدى الطائفة الشيعية هاشتاغ #من_طابق_لطابق تضامنا مع السيدة عبير الخشاب ويدعو المتضامنين إلى المشاركة في التظاهرة أمام المحكمة الجعفرية في لبنان في منطقة اليونيسكو بتاريخ 28 كانون الاول.
عبير الخشاب امرأة لبنانية طلقت غيابيا من زوجها السفير اللبناني في ساحل العاج،وأقرت له حضانة توأمهما لأنّه ذو شأنية إجتماعية بالرغم من أنّ الأب لا يحق له أن يحتضن الفتاة لأنها تحت السن المحددة.لكن، القاضي بشير مرتضى قرر احتساب عمر الفتاة بحسب التقويم الهجري على غير عادة.
#من_طابق_لطابق لاقى دعما كبيرا على مواقع التواصل الإجتماعي وحصد مشاركة فعلية أمام المحكمة،حيث شارك عدد من النساء والرجال في التظاهرة.هذا الضغط لم يلق النتائج المرجوة بإصدار قرار يمنع الأولاد من السفر إنّما أخّر سفرهم إلى الآن بحسب رئيسة الحملة زينة إبراهيم.
لكن في سياق استخدام السوشيل ميديا،تشير زينة إبراهيم في حديثها لموقع “المراقب” أنّ دعاوى الحضانة قبل استخدام مواقع التواصل الإجتماعي لم تكن تنصف الأمهات ،كما أنّ القضايا التي لا تبث عبر الحملة حتى لو أنّها تستخدم هذه المواقع ربما لن تحصد النتائج المرجوة. فالحملة أصبحت مرجعا تتوجه إليه أنظار الإعلام التقليدي كما المحكمة،وبالتالي تحصد تفاعلا كبيرا من الرأي العام مما يشكّل ضغطا على قرارات المحكمة.
لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الحملة الوطنية لرفع سن الحضان تستند في عملها على مواقع التواصل الإجتماعي،مطالبة برفع سن الحضانة عند الشيعة للصبي إلى السبع سنوات مع حق الأب برؤية طفله/ته لمدة 48 ساعة.بعدها تبدأ مرحلة الحضانة المشتركة بين الطرفين لما فيه مصلحة الطفل(أيام المدرسة مع أحد الطرفين وأيام لإجازات بما فيها الصفية لدى الطرف الآخر،في حال أهلية الطرفين).على ان تستمر هذه المرحلة حتى سن التخيير،الذي تطالب الحملة برفعه إلى 13 سنة للفتاة والصبي.