ان الذكاء الاصطناعي في التعليم اللبناني خاصة بدء يأخذ منحاً تقدم به على القطاعات الاخرى في البلد. فان الذكاء الاصطناعي اليوم بشكل عام، لم يعد حكرا على شريحة معينة من المجتمع، او حتى على فئة معينة من الاختصاصات الجامعية بل وحتى المدرسية، لقد تسلل فعليا للعديد من مجالات حياتنا اليومية. من دون شك ان المدارس في لبنان كما في العالم، لم تسلم من هذا الغزو التكنولوجي السريع الذي بدأ في خلق طفرة نوعية مهمة في سلوكيات كافة المتدخلين في العملية التعليمية-التعلمية. لذلك هناك تخوف من الذكاء الاصطناعي في التعليم المدرسي لانه يهدد بالتخلي عن بعض المعلمين في ظل ابتكار الرجال الآليين أو ان تستبدل المقررات الحالية ببرامج البرمجة الرقمية وغيرها من البرامج المتطورة في هذا العالم الذكي.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
ان الذكاء الاصطناعي هو أحد فروع علم الحاسوب، بل و هي الركيزة الاساسية التي تقوم عليها صناعة التكنولوجيا في العصر الحالي، يعرف الذكاء الاصطناعي قدرة الآلات والحواسيب الرقميّة على القيام بمهام مُعينة تُحاكي وتُشابه تلك التي تقوم بها الكائنات الذكيّة؛ كالقدرة على التفكير أو التعلم من التجارب السابقة أو غيرها من العمليات الأُخرى التي تتطلب عمليات ذهنية، كما يهدف الذكاء الاصطناعي إلى الوصول إلى أنظمة تتمتع بالذكاء وتتصرف على النحو الذي يتصرف به البشر من حيث التعلُم والفهم، بحيث تُقدم تلك الأنظمة لمُستخدميها خدمات مُختلفة من التعليم والإرشاد. فكيف لعب الذكاء الاصطناعي إذن دورا مهما في كل أمور حياتنا من صناعة.. صحة ..وتعليم، فهل يهدد الذكاء الاصطناعي بفناء البشرية بشكل عام و يقوم بخصخصة القطاع التربوي بشكل خاص؟
مفهوم الذكاء الاصطناعي في التعليم
بات الذكاء الاصطناعي في التعليم يتبع حديثا في هذا القطاع بهدف للدمج المنهجي الذي يعطي القدرة على مواجهة بعض أكبر التحديات في التعليم اليوم، بل يساعد على ابتكار ممارسات التعليم والتعلم، وفي نهاية المطاف تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. هذا ما أشارت إليه واليونسكو ملتزمة بدعم الدول الأعضاء لتسخير إمكانات تقنيات الذكاء الاصطناعى لتحقيق أجندة التعليم 2030.
وأكدت اليونيسكو عبر موقعها الرسمي أن ولاية اليونسكو تتطلب بطبيعتها اتباع نهج محوره الإنسان في مجال التعليم بالأجهزة المحمولة. ويهدف إلى تحويل التفكير ليشمل دور الذكاء الاصطناعى في معالجة أوجه عدم المساواة الحالية فيما يتعلق بالحصول على المعرفة والبحث وتنوع أشكال التعبير الثقافي وضمان عدم قيام الذكاء الاصطناعي بتوسيع الفجوات التكنولوجية داخل البلدان وفيما بينها. طامحة بأن يكون الذكاء الاصطناعى متوفر للجميع خاصة في القطاع التعليمي بحيث يمكِّن الجميع من الإفادة من الثورة التكنولوجية الجارية والوصول إلى ثمارها، لا سيما من حيث الابتكار والمعرفة.
من جهة أخرى أشارت اليونسكو، من خلال مشاريعها، على أن نشر تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في التعليم يجب أن يهدف إلى تعزيز القدرات البشرية وحماية حقوق الإنسان من أجل التعاون الفعال بين الإنسان والآلة في الحياة والتعلم والعمل، وللتنمية المستدامة. بالتعاون مع الشركاء، والمنظمات الدولية، والجمعيات المدنية، والقطاع التعليمي أكدت على بناء القيم الرئيسية التي تأمل من خلالها في تعزيز مجال الذكاء الاصطناعى في التعليم، كمختبر عالمي للأفكار، ووضع المعايير، والمساعدة في وضع السياسات وفي بناء القدرات.
تأثيرات الذكاء الاصطناعي في التعليم
الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي في التعليم
الإنسان زائد الآلة ليسا المستقبل، بل هما الحاضر. وهذا “الحاضر” يحول عالم التعليم بوتيرة سريعة. من دون شك لقد أصبحت التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من الفصول الدراسية خاصة مع تزايد استخدام الأطفال للحواسب اللوحية وتسارع تأثير التكنولوجيا في التعليم، وبعد ظاهرة التعليم عن بعد التي اجتاحت العالم بأكمله. فمثلا شهدنا العديد من المنصات التي تسمح للمتعلمين تعزيز مهاراتهم وتطوير معارفهم من خلال الذكاء الاصطناعي وقد شهدنا بالفعل صعود وتأثير تكنولوجيا التعليم
حاليا ان الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي يكتسبان المزيد من الاهتمام، فان الذكاء الاصطناعي في التعليم سيتحول بشكل إيجابي في السنوات المقبلة لأن “لمستقبل يقدم المزيد من الإمكانات والأدوات والدعم في هذا المجال، ليس فقط المعلمين فحسب بل ان بالذكاء الاصطناعي في التعليم سيساعد المتعلمين طوال وقت الدراسة داخل وخارج المدرسة. تخيل مثلا أشكالا جديدة للتقييم تقيس المستوى وتقوم بتشكيل تجربة التعلم أثناء العملية نفسها. في الواقع، لا تزال الكلفة الكبيرة تحديا وعائقا لكن اليوم الذي ستصبح فيه أدوات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي متوافرة وسهلة المنال مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحواسب ليس ببعيد.
من جهة أخرى فقد أظهرت بعض الدراسات أن الطلاب يميلون إلى اللجوء إلى الأجهزة الذكية أكثر من المدرس لطرح الأسئلة و هذا يرجع إلى حقيقة أنهم يخافون من إزعاج المعلم كما أنهم يتجنبون احتمال تقييمهم سلبا عند طلب التفسيرات بشكل متكرر، و يمكن أن نستحضر هنا الواقعة الشهيرة للطفل جاغييل ذي الست سنوات والذي ضبطته والدته يستخدم الجهاز الذكي أليكسا في حل واجباته المنزلية
واقع الذكاء الاصطناعي في التعليم اللبناني
في ظل لغة الذكاء الاصطناعي التي نشهدها اليوم، اصبح من الضروري ان يكون كل فرد منا قادر على فهمها فهي جعلت من العالم قرية كونية بل “حي كوني” اذا صح التعبير، وبالطبع ليستطيع كل فرد في المجتمع تعلم لغة معينة عليه ان يكون اكتسبها منذ صغره ف”العلم في الصغر كالنقش في الحجر” و هذا ما تتبعه المدارس .اليوم خاصة اللبنانية اشارة الى انها بدأت منذ ما يقارب السبع سنوات اتباع الذكاء الالكتروني في التعليم
ففي احتفال إطلاق إفتراضي عبر الإنترنت اطلق مشروع تطبيق التعلّم بالذكاء الاصطناعي في التعليم مجانيا لتلامذة المدارس في كل أنحاء لبنان،والذي شارك فيه وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب وسفير بريطانيا كريس رامبلنغ ، وتم بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية، وبدعم من وزارة التنمية الدولية . اذ يتيح هذا المشروع أن تتلقى المدارس العامة والأسر تسجيلات دخول مجانية إلى “سانتري”ما يسمح للمتعلمين بالدراسة بمساعدة منظمة العفو الدولية عن طريق استخدام محرك تعلم مدعوم.
حيث اكد المجذوب “هدفنا في وزارة التربية والتعليم العالي هو ضمان التعليم الجيد لجميع الأطفال في لبنان. فعلى رغم الوضع الصحي السائد، كانت فرقنا تبذل قصارى جهدها لضمان توفير التعلم عبر الإنترنت بأفضل طريقة مناسبة لأكبر عدد من المتعلمين”.
تجدر الاشارة هنا الى ان المدارس في لبنان كجمعية المبرات الخيرية مثلا بدأت منذ ما يقارب السبع سنوات بالانفتاح على هذا المجال، حيث أقامت المختبرات الالكترونبة وشاركت بالعديد من المسابقات المحلية والاقليمية فحازت على المراتب الاولى في الذكاء الاصطناعي وابتكار الالات.
لم تتوقف هنا فحسب بل كغرارالمدارس الخاصة الأخرى في لبنان أصبح الذكاء الاصطناعي هو ما يتم تدريسه في مادة علم الحوسبة لتلاميذ الصفوف الثانوية ويتم تقييمهم ايضا كأي مادة أخرى مثل التربية المدنية والجغرافيا وحتى المواد العلمية
ولكن الذكاء الاصطناعي ليس كباقي العلوم ، فهو يحتاج الى تطبيق فعلي على برامج محددة و حواسب مححدة لا تتوافر عند جميع الطلاب اللبنانيين خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، ليبقى السؤال الأساسي هنا : هل الذكاء الاصطناعي هو مادة نظرية ؟،والى اي مدى سيستفيد التلامذة من تعلم الذكاء الاصطناعي و البرمجة دون تطبيقها؟ ليس هذا فحسب
ماذا عن تلامذة المدارس الثانوية الرسمية والتي تفتقر الى مختبرات الحوسبة والالكترونية وحتى انها تفتقر الى اكتساب مهارات المبتدئة للحاسوب من الاساس؟فرضية هذا الجواب ستكون التالية : سيحصل شرخ كبير في الجيل القادم بعملية استيعاب عالم الذكاء الاصطناعي من ما سيجعل من الشعب اللبناني واحدا من .الشعوب المتأخرة في هذا المجال بعد أن كانت مثال يحتذى به بالثقافة والعلم والانفتاح.