هل سمعتم يوما عن العصفورة التي تخبر الامهات بكل ما يحصل؟لم تعد هذه العصفورة “نكتة” نتداولها بل في زمن الديجتال أصبحت حقيقة. إنّه تويتر الذي بات مصدرا جيدا للمعلومات يجمع آخر المعطيات وأهم الأحداث تحت مسمّى “ترند“.
ما هو ترند؟
يوفّر لنا تويتر خاصية تراند التي تسمح لنا بمعرفة القضايا الأكثر تفاعلا في موقعنا الجغرافي الذي نحدّده مسبقا على هذه المنصة وبحسب إهتماماتنا، والتي يحصرها بعشرة وسوم.
كيف يصبح الموضوع ترند؟
هذه الوسوم بحسب حوراء دهيني تخضع لشروط مسبقة تتمثل بوصول التفاعل إلى ذروته أي إلى اكبر عدد من الاشخاص في وقت قصير والتي يطلق عليها مسمّى “pick in popalurity”،إضافة إلى عدد التغريدات.فمثلا #ميشال_عون حصد 4350 تغريدة من أشخاص مختلفين حتّى أصبح تراند بتاريخ 22 آذار 2020.
إضافة إلى حداثة الموضوع المغرّد عنه او تجدد عنصر فيه.هنا،نستذكر ترند black lives matter# المتعلّق بحادثة مقتل جورج فلويد في أميركا الذي راج بتاريخ 2020 ليعاود الظهور كتراند منذ أقل من اسبوعين عند صدور قرار المحكمة.
وينطلق تويتر كما تؤكّد دهيني من محتوى التغريدة في تحديد الترند،فالتغريدات متكررة المضمون تحت هاشتاغ واحد حتّى لو غرّدها اشخاص مختلفين يدرجها تويتر ضمن التغريدات المزيّفة.
فضلا عن قواعد تحسين محركات البحث (SEO ) بحيث ترتبط المقالات الإخبارية على تويتر بشكل جماعي ، وعلى هذا النحو ، من السهل عليه أن يرى أن موضوعًا قد يكون رائجا عندما يتم مشاركة مئات المقالات المختلفة حول هذا الموضوع.
هل تصبح التغريدة ترند بشكل عفوي ؟
توضّح حوراء دهيني أنّ المؤسسات أصبحت تهتم بوجود غرف خاصة للتحكم بتويتر دهيني،فبعد الإهتمام الذي حظي به ترند من ناحية التأثير على الرأي العام سارعت جميع المؤسسات الإعلامية والإنسانية كما الأحزاب إلى تشغيل موظف على الأقل يهتم بتويتر.
وقد لجأت المؤسسات بغية التلاعب بالرأي العام وخلق الأحداث إلى وسيلتين، الأولى تتمثل بدفع عدد من الجيوش الإلكترونية إلى خلق ترند أي مجموعة من الأشخاص وقراصنة الإنترنت (هاكرز) التي تغرّد باستمرار ولا تكاد تترك منتديات أو نقاشات أو تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع الإلكترونية إلا ودخلت إليها للدفاع عن وجهة نظرها، ونشر الإشاعات والأكاذيب التي تربك رؤية الناس وتوجههم باتجاه معين.
الثانية،تتمثل بالدفع لتويتر من أجل الترويج لهاشتاغ معيّن كي يصل غلى عدد كبير من الناس.عادة ما يستخدم ،التراند المدفوع في الأعمال التجارية فعلى سبيل المثال إذا أرادت قناة الترويج لمسلسلها الرمضاني قريبا يمكنها الدفع لشركة تويتر.
خاصية تراند تشعل العنف؟
إنّ تغريدات تويتر ترتبط ببعضها البعض من خلال الهاشتاغ،لذلك من السهل جدا الإطلاع عند الضغط على الهاشتاغ على جميع التغريدات المرتبطة الأمر الذي قد يساهم في إنتشار تغريدات تعزّز خطاب الكراهية والعنف على نطاق واسع .
فلنعتبر مثلا أنّنا لن نتمكّن في حال الضغط على ترند من إيجاد جميع التغريدات،فهل سيساهم التراند في إشعال السجالات والترويج للتفاعل مع قضية معينة أم أنّ التغريدة ستموت؟
على سبيل المثال ، #JewishPrivilege الذي استغله لليهود للحديث عند تجاربهم في التمييز واستخدم الهاشتاج أكثر من 100,000 مرة على تويتر حتى بعد ظهر يوم الاثنين في 13 تموز العام الماضي، حتى أصبح اتجاهاً في المملكة المتحدة كندا والكيان الصهيوني (إسرائيل) .
وجعلت جماعة “كيوأنان الموالية لترامب “وايفير”، وهي شركة أثاث، ترند بأن الشركة تعمل في الاتجار بالأطفال حيث ربطوا بين بعض القطع باهظة الثمن من أثاث وايفير التي تحمل أسماء فتيات، وحالات فعلية لأطفال مفقودين في الولايات المتحدة يحملون الأسماء نفسها. .
دفعت هذه الحلقات بحسب نيويورك تايمز بعض موظفي تويتر إلى الاعتقاد بأن ميزة الاتجاهات لا تستحق التزاماتها. على مدى العامين الماضيين، جادل الموظفون الحاليون والسابقون بأن المنصة لن تتعامل بشكل كاف ٍ مع المعلومات المضللة حتى يُستأصل قائمته الرائجة.
ولكن في أعقاب عمليات القتل في كينوشا، ويس، وبورتلاند، أورفي أصبحت دعواتهم أكثر إلحاحا. في اجتماعات مع فرق السياسات في تويتر والقيادة العليا، بما في ذلك جاك دورسي، الرئيس التنفيذي، حذر الموظفون من أن الموضوعات الرائجة، إن لم يتم تناولها بشكل كاف، يمكن أن تشعل المزيد من العنف في الفترة التي سبقت وبعد انتخابات نوفمبرفي الولايات المتحدة ، وفقا لشخصين اطلعا على المناقشات، ولم يُسمح لهما بمناقشتها علنا.