فاطمة نعيم
في لبنان تُنتهك حقوق الشّباب كلّ يوم،فمنهم من يعجز عن دفع تكاليف دراستهم ومنهم من يكملها ولا يجد “واسطة” تُكسبه فرصة عمل توفّر حياتهم،واللائحة تطول…لكن يبقى طموح الشّباب القانط في لبنان فوق كلّ انتهاك وعندما .توفّر لهم الفرص يُنتجون أعمالا مميزة متّخذين منصة قصصنا نموذجا
.منصة قصصنا : المنصة القريبة من الشباب
منصّة الكترونية تهتمّ بعرض قصص لشباب إنتصروا بإرادتهم على التحديات الحياتية الصعبة،ويتنوع المحتوى الرقمي الذي تقدمه بين فيديو وقصص مصوّرة تصبّ في المجال الحقوقي.. التدريبات التي حصل عليها فريق المنصّة طوّرت مهاراتهم بما يناسب محتواها،وإدراكهم الجيّد لأهذاف المنصّة.كما الحريّة بإختيار المواضيع وعدم مركزيّتها فهي تشمل مختلف المناطق اللبنانية،كلّها ميّزت منصة قصصنا عن المنصات الأخرى المدربة في مشروع .قصصنا سارة حطيط
هذه المنصة التي اختارت 20 شابا وصبية لبنانيين وسوريين وفلسطنيين من مختلف المناطق اللبنانية كالبقاع وبيروت وعكّار ومخيّم الراشدية وصيدا لإنتاج المحتوى الرقمي بسبب حرصهم على عدم إقصاء أي فئة من المجتمع،قررت أيضا بحسب حطيط أن تكون مساحة تشبههم وتعبّر عن هواجسهم وأحلامهم، بدءا من عرض قصص الشباب وصولا إلى اتّباع الطريقة المحببة لديهم كالخلط بين العامية والفصحى.
اختار القيمون الشباب المهتمين بالقضايا المجتمعية والحقوقية الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما، والملتزمين طوال فترة المشروع المنفّذ من قبل جمعية دوائر بالشراكة مع دوتشيه فيلله والجنى بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
قبل اطلاق منصة قصصنا
قبل إطلاق منصة قصصنا تلقّى الشّباب لمدة سنة تدريبات مختلفة على مراحل متعددة.في البداية، تدرّب الفريق على استعمال الموبايل لتصوير القصص،أي ما يعرف بصحافة الموبايل.بإعتبار أنّ الهاتف متوفّر بأيدي الجميع في جميع الأوقات وسهل الاستعمال والتعلم للأشخاص ويقدم جودة تصوير جيدة.كما اختبروا السرد القصصي بما يشمل كيفية اختيار القصة، تطويرها ،كتابة مخطط التصوير وصولا إلى عملية المونتاج وأخيرا نشرها.
في المرحلة الثانية،ركّز المشروع كما توضح المدربة سارة حطيط على التربية الإعلامية والاخلاقيات الاعلامية والقضايا الحقوقية كحقوق ذوي الإعاقة واللاجئين وقضايا التمييز الجندري،لأنّ بعض المتدربين من خارج المجال الإعلامي ويحتاجون إلى معرفة دورهم الإيجابي كصحافيين مساهمين في خدمة الرأي العام.
هذه التدريبات توقفت لمدة شهرين كاملين بسبب انتشار وباء كورونا في لبنان،حتّى اضطر المدربون إلى عتماد تقنية الزوم من أجل استكمال المرحلة الثانية من التدريب.لم يختبر الفريق التدريب النظري فحسب إنما اختبر العمل على الأرض أيضا،
فازت منصة قصصنا بإعجاب الموولين بشكل كبير من بين جميع المنصات المشابهة والتي يشملها المشروع في العالم العربي.بفضل التدريبات التي سمحت للمتدربين بإكتشاف شغفهم الكبير في الصحافة وأرشدتهم إلى الطريق،إلى جانب استحواذ المنصة على إهتمام الجمهور الذي أحبّ بعضه أن يشارك في إعداد القصص وتأثيرها على أصحاب القصص كقصة محمد الذي تواصلت معه سيدة من أجل شراء العصاة كما تروي لنا حطيط.
لمشاهدة فيديو تعريفي عن أعضاء فريق منصة قصصنا الرجاء الضغط على الرابط
منصة الكترونية شكلت نقطة تحول مهنية وحياتية
تعتبر إيمان العبد من فريق منصة قصصنا في بيروت أنّ المشروع مجاني أكسبها مهارات إضافية في مجال التصوير والمونتاج والتربية الاعلامية،وفّر لها فرصة عمل تعبّر عن طموحاتها.لم يشكّل المشروع نقطة تحوّل في حياة الفريق المهنية فحسب،بل أثّر على حياتهم الشخصية،حيث تذكر ميريام شعيب من فريق قصصنا في بعلبك أنّها اكتسبت مهارات إجتماعية جيدة كتقبّل الآخر،فكسر الحواجز التي طبعتها الصور النمطية عن بعض المناطق والأطراف الأخرى .
أمّا حسين عامر من الفريق في الجنوب،يسترسل بالحديث عن روحية الفريق الجميلة فيذكر سهراتهم الدافئة بعد التدريبات ،مؤكّدا على أهمية هذا المشروع في تنمية مهاراته التقنية والفكرية ،فلم يعد يكتفي بمشاهدة القصص عن بعيد بل يرى نفسه شريكا في إصلاح المجتمع.
لتتمكنوا من الاستماع إلى تجربة معد ومنتج قصص في المنصة من مخيم الراشدية في صور،اضغطوا على الرابط أدناه.