أفاد موقع “ذا فيرج” بأن تطبيق “ريديت” (reddit)، يختبر الآن قنوات دردشة جديدة، ضمن المجموعات المتنوعة على المنصّة، بمعدل 25 مجموعة صغيرة ومتوسّطة الحجم. وتضم هذه المجموعات أقل من 100 ألف عضو، يمكنهم إجراء محادثات مع مستخدمين آخرين. و”ريديت” هو موقع تواصل اجتماعي، موجود فيه مجتمعات أو “سبريديتس”، وكل واحد منها معني بموضوع معين. كماو أن لكل مجتمع قوانينه الخاصة، وله أيضا مدراء ينظمونه ويشرفون عليه.
وأشار الموقع إلى أن مشرفي المجموعات سيتمكنون من الإبلاغ عن المحتوى وإزالته من الدردشات، إضافة إلى تحديد المستخدمين الذين يمكنهم المشاركة، فضلا عن عدد من ميزات الإشراف الأخرى التي يعلن “ريديت” أنها قيد التطوير.
وأشار موقع “إن غادجت” إلى أن الميزة متاحة فقط على الهاتف المحمول راهنا، وضمن المجموعات المختارة.
أخطاء بالجملة…
ولكن هذه الميزة ليست الأولى التي يحاول فيها “ريديت” دمج ميزة الدردشة في التطبيق، إذ أطلق ميزة غرفة الدردشة للمرة الأولى في العام 2018، قبل أن يتراجع عنها في النهاية بسبب نقص شعبيتها.
ومن ثم حاول إضافة غرف محادثة مدمجة مرة أخرى في عام 2020، قبل أن يتراجع عنها بعد يوم واحد فقط بسبب خطإ في تطبيقها. وقد أوضح في ذلك الوقت، أنه ارتكب “أخطاء” عدة أثناء الطرح.
ولكن “رديت” يقول إن الأمور مختلفة هذه المرة، وإنه يتخذ تدابير استنادا إلى “ما تعلمه من الدردشة السابقة”، والتي تتضمن إعطاء قنوات الدردشة مجموعة من الأدوات التي يمكن استخدامها للإشراف على الدردشات.
سلاح لاحتلال العالم؟
ويأتي التطبيق الجديد، فيما تتحول الروبوتات سلاحا يحاول احتلال العالم.
وهذا ما يحدث ربما في الواقع الآن، على يد كبار عمالقة التكنولوجيا، وبينهم “ريديت”!.
واحتلال العالم هذا، إنما يتم سريعا، إذ يكفي أن نعرف أن “هذا المنتج العجيب”، قد جذب إليه 100 مليون مستخدم، بعد شهرين اثنين فقط من إطلاقه، ما يجعله التطبيق الأسرع نموا في التاريخ… وإذا قارناه بأشهَر مواقع التواصل الاجتماعي العالمية؛ فإن تطبيق «تيك توك» (TikTok) استغرق نحو 9 أشهر بعد إطلاقه العالمي، ليصل إلى 100 مليون مستخدم، في حين احتاج «إنستغرام» (Instagram) إلى فترةٍ بين عامٍ وعامين اثنين للوصول إلى هذا العدد.
قنبلة علمية
وقد بات الذكاء الاصطناعي راهنا، يشكل في هذا المضمار، قنبلة علمية على وشك الانفجار. ومن أعظم الاختراعات التي أطلت علينا أخيرا، وفي شكل مثير وخطر، “روبوتات” المحادثة القائمة على ثورة الذكاء الاصطناعي التخليقي(Generative artificial intelligence) وبحسب وصف بيل غيتس، مؤسس «مايكروسوفت»، فإن تلك البرامج لها الأهمية نفسها لاختراع الإنترنت، ويُقصد بذلك الـ “شات جي بي تي” (ChatGPT)….
… وتخوفات
بيد أن من التخوفات المتوقعة من هذه البرامج، التي يتنافس عدد من الشركات العالمية على توفيرها؛ إنما يكمن في استحواذها على وظائف نحو مليار شخص على مستوى العالم، خلال السنوات العشر المقبلة. وقد يؤدي ذلك إلى انتفاء الحاجة إلى نحو 375 مليون وظيفة. وأما إيلون ماسك، الخبير والمستثمر في شركة برنامج «تشات جي بي تي» (ChatGPT)، فقد وصف هذا البرنامج في تغريدة له بأنه «جيد في شكل مخيف. لسنا بعيدين عن ذكاء صناعي قوي في شكل خطِر».
ضرورة مهنية
وعلى رغم كونه “قنبلة علمية”، إلا ان الـ “شات جي بي تي”، يُعد أيضا ضرورة مهنية، إذ أكدت دراسة حديثة أن الخبرة في استخدام روبوت المحادثة “شات جي بي تي” (ChatGPT) ، ستعزز فرصة المستخدمين في الحصول على وظيفة. وأفاد تقرير لموقع “بيزنس إنسايدر” (Business Insider) بأن باحثين من مركز “ريزومي بيلدر” المتخصص في سوق العمل، أجروا استبيانا على 1187 من قادة الأعمال، من رؤساء تنفيذيين ومديرين ومالكين وشركاء، فخلصوا إلى أن 91 في المئة من أولئك يتطلعون إلى توظيف من لديهم خبرة في استخدام “شات جي بي تي”، “في شكل عاجل للغاية” أو “في شكل عاجل إلى حد ما”، باعتبار أن هذه المهارات يمكن أن تجلب ميزة تنافسية لشركاتهم.
وكذلك يعتبر المشاركون في الاستبيان، أن روبوت “شات جي بي تي” الذي أطلقته شركة “أوبن إي آي” يمكن أن يساعد في تعزيز الإنتاجية، وتوفير الوقت والموارد، وزيادة الدعم الإبداعي والتقني، وتعزيز سمعة الشركة.
وقال ستايسي هالر كبير المستشارين المهنيين في ريزومي بيلدر، إن “مع عدم توفر هذه الخبرة على نطاق واسع حتى الآن في سوق التوظيف، فإن المرشح الذي يتمتع بمهارات التعامل مع “شات جي بي تي” والذكاء الاصطناعي سيكون مطلوبا في شدة من الشركات الكبرى، نظرا إلى أن هذه التقنية ما زالت جديدة، فثمة سباق لجلب موظفين بهذه المهارة حتى تظل الشركة في الطليعة. ويبدو أن الشركات مستعدة للدفع مقابل ذلك”.
مخاطر مادية
كما وأن المسألة، لا تخلو في المقابل، من المخاطر المادية الهائلة، إذ إن خطأ من روبوت الدردشة قد كلف «ألفابت» 100 مليار دولار نقدا وعدا…
كل شي بحسابو
وفي هذا الإطار هل يُمكن العودة عن الخطأ في سهولة؟… أم أن الكلمة الفصل تبقى للقول الشعبي: “كل شي بحسابو”؟.