AL Mourakeb | المراقب نحو عمل اعلامي متطور..
إن استغلال الأطفال للشهرة والكسب المادي على مواقع التواصل الاجتماعي هو إحدى صور الإساءة للطفل. فمع انتشار ظاهرة الشهرة ومشاركة الحياة اليومية والنشاطات المختلفة مع المتاعين، أصبح البعض يرى من أطفالهم مصدراً للشهرة لما لديهم من قوة تأثير على الناس لبرائتهم وعفويتهم. حيث أصبح الكثير من “الفاشنستات” يصورون أطفالهم ويشاركون مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يعتبر انتهاكاً لحقوق الطفل، لأنه قد يتسبب لهم بالعديد من المشاكل الجسدية والنفسية خاصة عندما يكبر الطفل ويشاهد نفسه أو يقرأ تعليقات لناس التي قد تتضمن كلاماً مسيئا له وقد تؤثر عليه وعلى شخصيته.
استغلال الأطفال للشهرة وكسب المال عبر وسائل التواصل الاجتماعي
عندما نقرأ عن استغلال الأطفال يذهب تفكيرنا إلى شخص غريب قد استغل طفل ما في أعمال سيئة دون علم الأهل، ولكن هنا الأمر مختلف لأن من يستغل الأطفال هم الأهل نفسهم، تماما كما حصل مع “نهار” ذات الخمس سنوات، ابن الفاشينيستا السعودية “نجلاء عبد العزيز” التي نشرت مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في الأول من شهر شباط للعام 2021، وهي تقوم بتصوير ابنها بالقوة، طالبة منه أن يقوم بحركات كالبنات على الرغم من اعتراضه وعدم رغبته بالتصوير إلا أنها لم تراع ترغبته وظلت مصرة على أن تصوره لينخرط بعالم الشهرة.
تبين خلال الفيديو أنها ليست المرة الأولى التي تجبره على التصوير، وقد أبدى انزعاجه من الأمر حين قال أنه لا يريد أن يصبح مشهوراً لأن الناس يمسكونه من وجنتيه عند رؤيته. كما كانت في إحدى المرات أيضاً تجبره على ارتداء ملابس فتيات، وإجباره على ارتداء فستان زفاف، مزينة وجهه بمساحيق التجميل، ونشره على حسابها على السناب شات.
كما قامت صفحة زقرتي نيوز بنشر فيديو للطفل “نهار”على انستغرام وحصد على 146,687 مشاهدة و 550 تعليق عليه. وتم تداول الصور ومقاطع الفيديو من قبل النشطاء، وحصد على 200,000 ألف مشاهد على يوتيوب خلال أسبوعين، ما تسبب بهجوم عنيف على نجلاء واتهمت بجنون الشهرة واستغلالها الأطفال بغاية تحقيق الشهرة.
إن استغلال الأطفال لغايات ومكاسب هدفها الشهرة، كالصورة التي أظهرتها لنا نجلاء وغيرها، هو انتهاك لحرية وخصوصية الطفل، وعدم احترام رأيه، وسلب طفولته وبراءته في عمر مبكر.
جوانب استغلال الأطفال
قالت المعالجة النفسية الدكتورة “خلود الخنسة ” لموقع “المراقب” أن استغلال الأطفال يهدد من استقرارهم النفسي والاجتماعي، وقد يصل الأمر إلى أن يفقدوا برائتهم من خلال استغلالهم جنسيا من قبل الآخرين، أو التنمرعليهم من قبل أصدقائهم بسبب الفيديوهات. من هنا تبدأ الاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى انخفاض تقدير الطفل لذاته وعدم الشعور بالاستقلالية، مما قد يعرضه للاضطراب النفسي ومن عوارضه: الأرق، صعوبة في التركيز، فقدان الراحة، والقلق.
وأضافت الخنسة أن القيام باستغلال الأطفال من قبل الأهل هو اعتداء عليهم، فمن أجل تحقيق غاية الشهرة يقومون بهذا الاعتداء بحق أطفالهم دون أن يعلموا مخاطر الأمر. أيضاً بالرغم من إذا كان هناك رغبة للطفل بالشهرة فيصل إلى وقت لا يتحمل هذا الضغط وعالم الشهرة والأضواء، ففي بلاد الغرب مثلاً منهم من توفوا “over dose” لعدم تحملهم الشهرة في عمر صغير، وغيرهم من لم تؤثر عليهم سلباً “كهيام يونس” التي كانت تغني في عمر صغير وانشهرت ولم يزعجها موضوع الشهرة بل العكس تتكلم عنه بكل ثقة وفخر.
وبحسب التحليل النفسي لنشر الأطفال بطريقة إيجابية وطبيعية من دون تعريضه للإساءة، كنشر الامهات فيديو عن كيفية تربية أطفالها أو كيف تقضي النهار معهم، مثل عارضة الأزياء اللبنانية “نور عريضة” التي تنشر فيديوهات طريفة لابنتها “آيلا”، هذا يظهر حب الذات والأنانية لدى الأهل لأنهم يستغلون أطفالهم ليشهروا من أنفسهم من خلال الطفل. وهكذا يصبح هناك علاقة تبادلية بين الأهل والطفل لتصبح بين الطفل والمجتمع الوهمي.
مسؤولية استغلال الأطفال وحمايتهم
تنص اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة لاستغلال الأطفال، على حق كل طفل في الحماية من أي شكل من أشكال الإساءة والاستغلال (المادة 32 و 36 من الاتفاقية)، وأن الطفل هو كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره.
إن الإساءة واستغلال الأطفال أمر يحصل في كافة البلدان ويصعب تحديده كظاهرة نسبة للاختلافات بين البلدان التي يعيش فيها الطفل.
تقع حماية الأطفال والحفاظ على حقوقهم في الدرجة الأولى تحت مسؤولية الأهل لعدم تعرضهم لأي شكل من أشكال الإساءة ضمن نطاق العائلة أو خارجها ،واستغلال الأطفال على مواقع التواصل لغايات معينة يعتبر مخالفا ً للنظام وجريمة بحق الطفل يجب أن يعاقب عليها القانون حتى لو كانوا الأهل مثلها مثل بلدان أخرى (كالرياض و الكويت…)
