الرئيسية / أخلاق إعلامية / المواقع الإلكترونية الفنية في لبنان: محتوى ما دون المستوى

المواقع الإلكترونية الفنية في لبنان: محتوى ما دون المستوى

ماريا علوان

من خلال تصفحنا على مواقع التواصل الإجتماعي تظهر لنا العديد من الأخبار التي تُعنى بالمواضيع الفنيّة تنشرها المواقع الإلكترونية، والبعض منا يقصد الدخول إليها لمعرفة آخر المستجدات. في هذا المقال، سنقوم بجولة على بعض هذه المواقع للإضطلاع على طريقة عملها وتقييم محتواها.

بداية” وقبل الدخول في التفاصيل، قمنا بجولة سريعة على العديد من المواقع الإلكترونية الفنية ويمكن للقارئ ملاحظة أنّها تتشابه بشكل كبير من ناحية مواضيع الأخبار التي تغطيها. لكننا ارتكزنا في عملية البحث على  ثلاثة مواقع فقط وهي ” الجرس”، “الفن” و”بصراحة”.

العناوين المعتمدة للأخبار.

المواقع الإلكترونية
مثل عن العناوين على موقع الفن.

من المعروف أنّ العنوان هو العامل الأساسي الذي يدفع الفرد بالدخول إلى الخبر، بالتالي يجب أن يكون جذّاب ويثير حشرية القارئ فيرغب بمعرفة المزيد عن موضوع معيّن.

يعتمد موقع ” الجرس” عناوين  تتضمن عبارات غير لائقة ، على سبيل المثال: ” رانيا يوسف تستفز الجمهور: طز في اللي مش عاجبه!”، “يوسف الشريف بريء من هذه الحقارة”. أما “الفن” و”بصراحة” فهما أفضل من هذه الناحية، فتكون العناوين معلوماتية تحضّر القارئ لما سيجده داخل الخبر. موقع الفن: ” الموزع الموسيقي أحمد عادل يكشف تفاصيل تعاونه مع عمرو دياب”، “نانسي عجرم تبهر متابعيها بأحدث جلسة تصوير”. وموقع “بصراحة”: “أوّل تصريح لدنيا الشربيني بعد انفصالها عن عمرو دياب”، “لايف ستايلز ستوديوز تستلم النسخة الأولى لفيديو كليب الفنانة ياسمين علي.”

لكنّ الموقع نفسه يضع عناوين قد تكون مضللة للجمهور:”جوزيف عطية مشتاق إلى حبيبته…شاهدوا ماذا فعل” من يقرأ هذا العنوان يعتقد أن محتوى النص هو عبارة عن تفاصيل تتعلّق بحياة عطية الشخصيّة إلا أنّ المقال يتحدّث عن الفيديو كليب الجديد الذي طرحه الفنان الشاب مؤخراً.

جوزيف عطية على موقع بصراحة
جوزيف عطية على موقع بصراحة.

المشاهير الذين يتم تداول أخبارهم.

خبر عن ممثل تركي على موقع بصراحة
خبر عن ممثل تركي على موقع بصراحة.

أغلبية المواقع الإلكترونية د تغطي أخبار المغنين، الممثلين، مشاهير مواقع التواصل الإجتماعي(مع العلم أنّ عددا” كبيرا” منهم لا يقدّم أي محتوى فني أو ثقافي)، والإعلاميين العرب واللبنانيين. ونظرا” للنجاح الكبير الذي تحقّقه المسلسلات التركية في عالمنا العربي يكون لنجومها حصّة في مواقعنا. لكن تغيب عن هذه الأخيرة كل ما يتعلّق بالفنون التشكيلية، الرسامين، النحاتين، الشعراء… وكأنّ كلمة الفن تقتصر فقط على الغناء والتمثيل.

الصور المرفقة للخبر على المواقع الإكترونية الفنية.

تعدّ الصور عامل أساسي لاكتمال الخبر ومن الضروري أن تكون لها علاقة مباشرة به. في معظم الأحيان تكون هي نفسها التي نشرها الفنان على إحدى حساباته الخاصّة على مواقع التواصل الإجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، اعتمد موقع الفن العديد من الصور التي لا صلة لها بالمضمون، فنشر الموقع خبراً عن تلقي الفنانة نورهان لقاح فيروس كورونا، تمّ ارفاقه بصورةٍ لها وهي في لباس السباحة جالسة على ظهر يخت.

وهذا الموقع و”الجرس” يعتمدون نشر صور تخدش النظر وتُظهر أجسام الفنانات بشكلٍ واضح. على الوسيلة الإعلامية إحترام الجمهور على كافة اختلفاته ومعتقداته، فقسم كبير لا يحبذ رؤية هذا النوع من الصور. بالإضافة إلى ذلك، ليس كل ما يُنشر على مواقع التواصل الإجتماعي يمكننا إعادة نشره على الوسائل الإعلامية، لأنّ لهذه الأخيرة قواعدها أخلاقياتها الخاصّة.

المحتوى هو الأساس.

مع كل التطوّر الذي شهدته الوسائل الإعلامية يبقى المحتوى هو أساس كل ما يُنشر. لكن المواقع الإلكترونية اللبنانية بشكلٍ عام، والفنية بشكلٍ خاص لا تقدّم بأغلببتها أيّ محتوى جيّد يمكنه أن يفيد فكر وثقافة القارئ.

لا يحق للوسيلة الإعلامية أن تتناول حياة الفنانين الخاصّة ولو كانوا شخصيات عامّة، فاحترام الخصوصيّة واجب عليها. كما أنّ ما يهم الجمهور هو متابعة أعمال المشاهير ومستجدّاتهم على الصعيد المهني. ولكن ليس هذا ما نراه على المواقع الفنية فمعظم الأخبار تكون عن حياتهم الشخصية بخاصّةً العاطفية والعائلية(انفصال، ارتباط…) فيصبح ذلك تطفل على حياة الغير وبخاصّة إذا كان الفنان يحب أن يترك أموره الخاصّة بعيدةً عن الأضواء.

ومنذ ظهور مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت الأخبار تتمحور حول ما ينشره الفنانين عليها دون أي إضافة قد تقدّمه هكذا نوع من الأخبار للمتابعين. ولا تقتصرعلى النجوم فقط، بل على المقربين منهم أيضاً. لكن أولاد، أزواج أو زوجات وأهل الفنانين لا يمكن للمواقع وغيرها تداول أخبارهم وإعادة نشر صورهم دون احترام رأيهم أو موقفهم من الموضوع. بالإضافة إلى أنّهم لا يقدمون أيّ عمل فني يجعل منهم مادّة إخبارية.

ومن المواضيع الأساسية أيضاً، هي ملابس الفنانات. فنلاحظ أنّ تغطية أخبار المشاهير الغربيين نادرة إلاّ في ما يتعلّق بطريقة لبسهم، وغالباً ما تكون ملابس “فاضحة” لذلك تلجأ المواقع للحديث عنها فهي تجذب عدد كبير من الناس. كما تُعطى مساحة واسعة على هذه المواقع الإلكترونية للنزاعات التي تنشأ بين النجوم والردود المتبادلة في ما بينهم. ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ النقد الفني البناء والمحترف يغيب عن مواقعنا بشكل لافت.

النقطة الأساسية للإعلام الفني يجب أن تكون الأعمال الفنية المقدّمة من قبل المشاهير، ولكن مواقعنا اليوم لا تنشر هذه المواضيع إلا بشكلٍ نادر وقليل. ولكن لا بدّ من الإشارة، إلى أنّ موقع بصراحة يُكثر من الأخبار المتعلقّة بالمستجدات المهنية على الساحة الفنية.

إذاً، مازالت المواقع الإلكترونية الفنية في لبنان بعيدةً عن العمل الإعلامي المحترف، فهي تستخف بعقول الجمهور اللبناني والعربي من خلال تقديم محتوى سخيف أو نشر صور غير لائقة معتبرة بذلك أنها تثير اهتمامه وتجذبه.  فهي بالتالي تحتاج إلى الكثير من العمل الجدي لتغيير الفكر السائد المتعلّق بالأخبار والمواضيع الفنية.

عن ماريا علوان

صحفية مجازة من الجامعة اللبنانية كلية الإعلام، تتابع دراسة الماجستير في الصحافة الرقمية. عملت كمحررة في الوكالة الوطنية للإعلام وكمعدة برامج في محطة الأوتي في.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

زلزال تركيا

الاخبار الزائفة حول زلزال تركيا وسوريا: تضليل ورعب!

منذ 6 شباط حين وقع زلزال تركيا و سوريا وحتى اليوم، ينتشر على مواقع التواصل ...