ماريا علوان
مواقع التواصل الإجتماعى فرضت نفسها كعنصر قوي وأساسي في حياة كل فرد مما سمح لها فيما بعد بخلق مساحة خاصة بها على وسائل الإعلام التقليدية بشكلٍ عام، وعلى التلفزيون بشكلٍ خاص.
محتوى مواقع التواصل الإجتماعي مواد لنشرات الأخبار.
مواقع التواصل الإجتماعي تعتبر اليوم إحدى المصادر المهمة للأخبار، لذلك قد نرى في غالبية النشرات فيديوهات، صور، مواقف وتصاريح نُشرت على هذه المواقع لجهةٍ ما. وفي بعض الاحيان تستعين النشرات بردود أو بيانات وُضعت من قبل الصفحات الرئيسية لشخصيات تتعاطى الشأن العام أو مؤسسات رسمية وخاصة.
بالإضافة إلى ذلك تُعتبر تغريدات السياسيين على حساباتهم على “تويتر” إحدى أهم الوسائل لتعبيرهم عن مواقفهم وآرائهم تجاه موضوعٍ معيّن، كما أنّه المنير المستخدم للرد على تصريحات الموجّهة لهم. لذلك تعتمد النشرات الإخبارية التلفزيونية كُل ما سبق وذكرناه كمواد إخبارية لها. وفي السياق نفسه، ابتكرت شاشة “الأل بي سي آي” نشرة كاملة خاصّة بأخبار مواقع التواصل الإجتماعي وأطلقت عليها تسمية “الأخبار من عندك”، تطلع من خلالها المشاهدين على كل ما يحدث على هذه المواقع من آراء المواطنين حيال موضوع أو حدث معين وأبرز ما يتم تداوله عبرها.
حضور مواقع التواصل الإجتماعي في البرامج التلفزيونية.
من ناحية الأولى، تقدّم مواقع التواصل الإجتماعي الكثير من المحتوى للبرامج التلفزيونية وخاصّةً الحوارية منها، فتعتمد على ما ينشره الضيف على حساباته الخاصّة على هذه المواقع من صور وتصاريح وتعليقات تأتيه من قبل المتابعين لإعداد بعض من أسئلة الحلقة. كما أنّ بعض البرامج تطلب، عبر صفاحاتها الإلكترونية، من جمهورها طرح الأسئلة التي يرغبون بتوجيهها إلى ضيف الحلقة. وفي بعض الأحيان تقوم بالإستفتاءات حيال قضيةٍ ما لمعرفة آراء الأكثرية من الشعب وبالتالي تُبنى المواضيع وفقرات البرنامج على هذا الأساس.
من ناحية أخرى، تسمح هذه المواقع بالتواصل بين الجمهور المتابع ومقدّم البرنامج خلال فترةعرض الحلقة إذا كانت مباشرةً على الهواء فينقل بدوره تعليقاتهم وأسئلتهم إلى ضيفه. بالإضافة إلى ذلك، فهي وسيلة يتفاعل عليها الجميع لانتقاد وتقييم مستوى البرنامج. وتُعتبر الآن مصدر لمعرفة مدى نجاح وانتشار الحلقة، فتعتمد البرامج اليوم على “تويتر” لمعرفة نسبة المشاهدة التقريبية، فإذا حقق هاشتاغ اسم البرنامج التراندينغ الأوّل على الموقع فتكون بدورها قد حققت نسبة مشاهدة عالية وتفاعل كبير بين الجمهور والعكس صحيح.
مواقع التواصل الإجتماعي هي المراقب والمحاسب.
مواقع التواصل الإجتماعي، هي المراقب والمقيّم للبرامج التلفزيونية ومحتواها، فجميع المتابعين يعبّرون عن آرائهم وينتقدون ما يُقدّم لهم عبر التلفزيون من خلالها، مما يجير القائمين على البرامج من رفع مستوى محتواياتهم ويضعهم أمام ضغط كبير لتقديم الأفضل والسعي إلى المزيد من التحسن والتطوّر، فبات للجمهور منبرا” يحاسب من خلاله على أدق التفاصيل.
إذاً، مواقع التواصل الإجتماعي هي الحاضر الأكبر والأول في وسائل الإعلام التقليدية ما غيّر من ملامحها وفرض عليها قواعد، شروط وأسس جديدة.