OpenApp… تطبيق لبناني يهتم بالصحة النفسية

نوال برو

في شهر أيار عام ٢٠٢٠، أُطلق تطبيق OpenApp، الذي يهتم بالصحة النفسية للأفراد. إذ يشكل هذا التطبيق وسيلة لحديث المستخدمين عن كل مشاكلهم وهمومهم بكل حرية وجرأة، من دون الحاجة إلى الخوف من إخفاء حتى التفاصيل الحساسة بالنسبة لهم، لأن الحديث يتم بطريقة سرية وآمنة. إن تطبيق openApp متاح للتحميل مجاناً على متجرَي آبل وأندرويد. وهو موجود أيضاً على Google cloud حيث يمكن استخدامه بشكل مجاني، ولكن لن يبقى مجانياً لفترة طويلة بسبب حاجة التطبيق إلى التمويل.

كيف أتت فكرة التطبيق؟

قام بإطلاق تطبيق OpenApp مجموعة من اللبنانيين الشباب وهم  المبرمجين حسين ياسين، علي حريري،محمد قبيسي، بالإضافة إلى مسؤولة العلاقات العامة والخبيرة في المونتاج دجى شور. بحسب شور، إن فكرة التطبيق بدأت عام ٢٠١٥ ولكن تنفيذها الفعلي بدأ في العام الماضي ٢٠٢٠. وعن أصل الفكرة تقول شور أنه في عام ٢٠١٥ كان المبرمجين ياسين والحريري أصدقاء يفضفضون لبعضهم ويتساعدون في حل مشاكلهم، ثم فكروا لما لا نقوم بإنشاء منصة تسمح للناس بالفضفضة أيضاً لبعضها البعض لأن ذلك سيساعدهم في التخفيف عن بعضهم وتحسين صحتهم النفسية. كما أتت الفكرة بحسب شور من مجموعات الدعم (Support groups) أي المجموعات المؤلفة من أشخاص يعانون من نفس المشكلة مثل القلق ليتكلم كل واحد منهم عن تجربته الشخصية مع القلق. إذاً أرادوا رقمنة هذه الفكرة ولكنهم لم يقوموا بذلك آنذاك.

الدافع وراء بدء إنشاء تطبيق OpenApp بعد مرور سنوات

مرّت خمس سنوات ولم يقم الرفاق بتنفيذ فكرتهم بإنشاء التطبيق. ولكن مع مجيء عام ٢٠٢٠ الذي شكل عاماً صعباً جداً على العالم أجمع في ظل انتشار وباء كورونا، وعاماً أصعب على اللبنانيين في ظل انهيار قيمة العملة الوطنية والوضع الاقتصادي الصعب الذي كان ولايزال يشهده لبنان، أعيدت الفكرة إلى الواجهة وتقرر تنفيذها. فالغلاء المعيشي والتباعد الاجتماعي والحجر المنزلي  والإقفال العام وما تسببه من إفلاس للمؤسسات وزيادة البطالة ، بالإضافة إلى الأحداث المتلاحقة التي ألمّت باللبنانيين، كلها تركت تأثير كبير على صحتهم النفسية. ولكن في ظل هذا الوضع الاقتصادي، أصبح الحصول على علاج نفسي في المراكز المختصة مكلف جداً ما جعل الوضع أسوأ بالنسبة للبنانيين.

لمحة عن تطبيق OpenApp

عندما تدخل إلى الصفحة الرئيسية في التطبيق سترى أمامك إحصائيات عن أكثر المشاكل التي يعاني منها المستخدمين. فعلى حد قول مؤسسيه نقلاً عن صفحتهم الرسمية على فايسبوك، “تطبيقنا ليس مجرد منصة للتعبير عن النفس. على هذا التطبيق ، صحة مجتمعنا هي الاولوية. نحن في حالة دراسة مستمرة من خلال إحصائياتنا للتحقق من المشكلات والمواضيع السائدة ونسعى للمساعدة.” يضم التطبيق مختص نفسي واحد يمكن تمييزه من خلال ال verification tick بجانب إسمه، ومؤسسي التطبيق بحسب شور يطمحون لزيادة عدد المختصين النفسيين فيه. 

هنا تتكلم عن مشاكلك بلا خوف

إن تطبيق OpenApp يسمح للمستخدمين بالإنضمام إلى مجموعات الدعم، شبيهة بتلك الموجودة في العالم الحقيقي. كما يمكنهم أن يقوموا بالحديث عن مشاكلهم في الصفحة الأساسية حيث باستطاعتهم أن يختاروا أن يبقوا مجهولين. أما بالنسبة لمجموعات الدعم، فيمكن للمستخدم مشاركة مشاكله مع الآخرين بسرية تامة أيضاً. إذ أنه عند الإنضمام، سيتم اختيار اسم وصورة له افتراضية (غير حقيقية) اوتوماتيكيا. قد يصبح إسمك في مجموعات الدعم إسم فنان محبوب مثل شاندلر بينغ أو حتى إسم ملكة مثل الملكة سرزاي لانستر، فاستمتع بهذه الشخصيات. وفي كلا الحالتين، المستخدمين يجب أن يقدموا الدعم لبعضهم البعض.

وبالطبع، وبحسب شروط التطبيق، التنمر غير مسموح أبداً. إذ يمكن للمستخدمين التبليغ عن المتنمرين في حال قيامهم بذلك. والتنمر من الصعب أن يتم  حتى خارج التطبيق. فلا أحد يستطيع أن يأخذ صوراً للشاشة (screenshots) أو فيديو للشاشة (Screen Record) أو حتى أن ينسخ المحادثات الموجودة على التطبيق.

ولكن من ينشئ مجموعات الدعم؟

يمكن لأي أحد أن يقوم بإنشاء مجموعة للدعم,، حيث يمكن وضع تاريخ بدء وانتهاء للمجموعة بالإضافة إلى جلسات يومية. وحتى لا ينسى المستخدمين مواعيد هذه الجلسات، يقوم التطبيق بتذكيرهم بالموعد قبل ٣٠ دقيقة. وحرصاً على خصوصية المستخدمين، يتم مسح كافة المعلومات والمحادثات بشكل أوتوماتيكي عند انتهاء تاريخ المجموعات.

هل يستطيع مؤسسي التطبيق معرفة المستخدمين المجهولين؟

من الناحية التقنية، بحسب دجى شور، ممكن أن يستطيع مبرمجي التطبيق معرفة من هم المستخدمين حتى لو اختاروا أن يكونوا مجهولين. ولكنهم عادة لا يفضلون أن يقوموا بذلك احتراماً لخصوصية المستخدمين. إلا أنهم قد يضطروا للتدخل لمعرفة المستخدم في بعض الحالات الطارئة، وذلك لمصلحة وأمان المستخدم. على سبيل المثال، في حال اعتراف المستخدم بميوله للإنتحار.

إن هذا التطبيق له أهمية كبيرة في مجال الصحة النفسية، فهناك الكثير من الناس الذين هم بحاجة فقط للفضفضة والحديث عن مشاكلهم التي لا يستطيعون إخبار أحد بها. فالفضفضة تُعتبر نصف العلاج النفسي لدى الكثير من المرضى أو المتعبين نفسياً. ولا بد من التأكيد على أن OpenApp ليس موقع من مواقع التواصل الاجتماعي، بل هو مكان لكي تتكلم بطلاقة وتُسمع ويقدم لك الدعم.