باتريسيا الحدّاد
تبثّ يوميًّا العديد من الإعلانات، التي تسعى من خلالها الشّركات التّجاريّة إلى لفت انتباه المشاهد وتغريه لكي يحصل على ما تحتويه من منتجات بحيث تعمل هذه الأخيرة على إيجاد فكرة تصل إلى عقول الأطفال بسرعة أكبر. فيتحوّل بالتالي الطّفل ليكون مستهلك لهذه المنتجات، ويبدأ بإقناع أسرته للشّراء. أصبحت أيضًا تحيط هذه الإعلانات بالأطفال من مختلف الجهّات: بعدما كانت تعرض فقط على التّلفزيون، باتت اليوم في كل مكان، مع التّطوّرات الحاصلة: تظهر للأطفال على مواقع التّواصل الإجتماعي، أثناء مشاهدتهم برامجهم المفضّلة على الانترنت، أو أثناء استمتاعهم بالألعاب الإلكترونية.
أضحت هذه الإعلانات تؤثّر بشكل كبير على الأطفال، ويكون هذا التّأثير مختلف بحسب اختلاف الفئات العمريّة. قد تؤثّر على نشأة الطّفل وسلوكه، على أفكاره… وأصبحت تأثيراتها سلبيّة أكثر ممّا هي إيجابيّة. ما هي هذه التّأثيرات؟ وكيف يمكن حماية هؤلاء الأطفال من هذه التّأثيرات السّلبيّة؟
بعض إيجابيّات الإعلانات
- هناك بعض الإعلانات التي يكون هناك من خلالها فرصة للحصول على وظائف، أو تساعده على إيجاد شقق.
- التي يكون هدفها الأساسي هو التّوعية على أمور معيّنة كأهميّة الحفاظ على البيئة: ففي هذه تشجيع للشّباب والأطفال للمحافظة الدّائمة على سلامة ونافة البيئة.
- إضافة إلى تلك التي توعّي المشاهد على مختلف المواضيع الإجتماعيّة كالتّحرّش الجنسي والعنف وغيرها…
التّأثيرات السّلبيّة للإعلانات على الأطفال
- قد تقدم بعض الإعلانات محتوى عنيفًا، ما يؤثّر على الأطفال ويجعلهم يتصرّفون بعنف مع الآخرين فأحيانًا تمرّ مشاهد ضرب أو أذيّة.
- تقدّم بعض الإعلانات محتوى مثير جنسيًا، ما يؤثر سلبًا في الأطفال الذين هم على أبواب المراهقة، فتعتمد هذه الأخيرة على المزج بين الاحتياجات والرّغبات، فينمو الطّفل ويكبر دون أن يعي الفرق بينهما.
- أحيانًا تستعمل ألفاظ بذيئة وغير جيّدة فيها بعض الإيحاءات ما يؤثّر سلبًا على الأطفال
- يقع الأطفال في فخ التصويرات الكاذبة للكثير من المنتجات أي تحفيز المشاهد على شراء المنتج بالكذب عليه والإدّعاء بأنّه الأفضل.
- غرس عادات غذائيّة سيّئة في الأطفال، فتجعل إعلانات أطعمة الوجبات السّريعة والحلويات الطّفل راغبًا في تناول هذه الأطعمة والتي هي غير صحيّة ومضرّة له، تؤذيه دون أن تغذّيه.
- عند المشاهدة، يرغب الطّفل في شراء كل ما يراه ولو كان منتج يؤذيه أو لا يفيده، فيلحّ كثيرًا للحصول عليه
كيف يمكن حماية الأطفال من سلبيّات الإعلانات؟
هناك عدّة نقاط يجب على الأهل اعتمادها لحماية أطفالهم نذكر منها:
- أثناء استخدام الأولاد واستعمالهم الهاتف أو الكمبيوتر وأثناء جلوسهم أمّم التّلفاز، يكون من الضّروري مراقبة الوالدين لأطفالهم، فالرّقابة هنا ضروريّة من أجل حمايتهم. ومن الجيّ أن يجلس الأهل وإمضاء بعض الوقت مع أولادهم، فهذا يشعرهم بالرّاحة والأمان.
- استخدام الأهل لتطبيقات التحكّم التي عن طريقها، يتمكّن الآباء من التحكّم من هاتفهما في هواتف أطفالهم.
- الحد من وقت جلوس الأطفال أمام الشاشات مع تفسير السّبب: التعامل مع الأطفال بهدوء والتحدّث معهم بمنطق وهذا يساعد كثيرًا على تقبل هؤلاء الأطفال لمختلف الأمور، لذا يجب على الوالدين شرح سبب تحديد وقت الجلوس الشاشات أي بالقول لهم بأنّ الإكثار من هذا الأمر يضرّ بسلامتهم النفسية والعقلية.
- تقديم بدائل مسلّية للأطفال كبعض الألعاب المنزليّة وتشجيعهم على الرّياضة والحركة بدلاً عن الجلوس أمام الشّاشة.