التسويق الالكتروني في ظل جائحة كورونا

كريستين مهنا وسندريلا عازار

في ظل انتشار #فيروس_كورونا، شهدت دول العالم كافة تراجع ملحوظ لناحية القطاع الاقتصادي. يأخذ هذا التراجع منحى مختلف في لبنان مع انخفاض قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي، وإقفال المؤسسات التجارية، والتطورات السياسية الأخيرة حيث خسر العديد من المواطنين المهن الحرة والأعمال الخاصة. بالمقابل، استطاع العديد من أصحاب المهن الاستفادة من العالم الرقمي لتطوير أعمالهم والوصول الى المستهلكين عبر التسويق الالكتروني في ظل جائحة كورونا. فكيف يتمكّن هؤلاء من العبور من التسويق التقليدي الى الرقمي وكيف يحافظون على المدخول نفسه؟ أو كيف يتمكنون من زيادة المداخيل؟

أثر البطالة على الصحة النفسية وفرص التسويق الالكتروني في ظل جائحة كورونا

لا شك في أن الإقفال التام للبلاد له تأثير سلبيّ ومباشر على القدرات الإنتاجية للفرد وكذلك على الصحة النفسية، حيث يجد أصحاب المؤسسات صعوبة بالتحوّل من الأسلوب التقليدي إلى التسويق الالكتروني في ظل جائحة كورونا واغتنام فرص جديدة خاصة عبر العالم الرقمي الذي يعتبر جديداً نسبيًا على العالم العربي من حيث التقنيات التكنولوجيّة الحديثة.  

في أواخر آذار/مارس الماضي، أجرت أكاديمية العلوم الطبية في المملكة المتحدة استطلاعاً كشف عن قلقهم من آثار العزل الاجتماعي والصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة.

 وقال روري أوكونور، باحث جامعة غلاسكو وأحد المشاركين في بحثٍ نشرته مجلّة ذا لانسيت سايكايتري، أن “الإمعان في العزل الاجتماعي، والوحدة، والقلق، والتوتر، والإعسار المالي، هي بمثابة عواصف قوية تجتاح الصحة النفسية للناس”.

بهدف تفادي هذا الأثر السلبي، يمكن أن “تكمن الفرص في وسط المصاعب” بحسب قول العالم الشهير ألبرت أينشتاين من خلال اعتبار التحوّل إلى التسويق الالكتروني في ظل جائحة كورونا حافزًا للحفاظ على المدخول أو بالأحرى زيادته. لا بل أنه يشكّل فرصةً للوصول الى منزل المستهلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى استخلاص العبر من المواقع التي نجحت في عمليّة التحوّل وكسب الأرباح من خلاله.

بدأت “AJS” كشركة صغيرة تخدم السكان المحليين فقط في مدينة شكا الساحلية اللبنانية، إلّا أن فريق هذه الشركة الصغيرة تطوّر مع الوقت، ويقوم اليوم بتغطية وتوفير عدد من الخدمات على جميع الأراضي اللبنانية. كما يقوم القيمون على “AJS” الآن بالتخطيط وإجراء الدراسات والبحوث اللازمة للتوسع عالميًا.

ما يجعل هذه الشركة مميزة هي قصة الشغف والقدرة على التحول من خلال العمل الجاد، حيث كان مؤسس “AJS” يعمل كبائع في شركة طباعة الى حين افلاس هذه الشركة مع بداية الأزمة الاقتصادية التي عصفت في لبنان، وبالتالي قرر تأسيس شركة طباعة خاصة به وقام خلال مسيرته المهنية بتطوير علاقات ثقة ومودّة مع العملاء. مع ظهور جائحة كورونا، استغلّ فريق عمل هذه الشركة الفرصة للتركيز على التسويق الرقمي، مما دفع الشركة إلى الأمام حول العالم وحجز مكانة كبيرة لها في العالم الافتراضي.

كيف يتم تسويق الشركة عبر العالم الالكتروني؟

يعتبر فريق عمل “AJS” أن هناك عدّة طرق لنجاح التسويق عبر الإنترنت ومنها:

1. تحديد الأهداف.
2. وضع استراتيجية واضحة للتسويق.
3.  وضع ميزانية محكمة وشاملة.
4. الاستفادة من الخبرة.

تستخدم الشركة أيضاً المدونات كما تقوم بالتفاعل مع جمهورها. بالاضافة، فهي تقوم في المناسبات بتقدمة عينات مجّانية للمؤثرين والمؤثرات، كما يقوم فريق العمل في خلق ال”giveaways” أو الهبات مما يحفزّ الجماهير على المشاركة ونشر المحتوى. كما يدرك فريق العمل أهمية التخفيضات لجذب الجماهير، فيقوم من فترة إلى أخرى في تحفيز الجمهور من خلال التخفيضات. بالاضافة، تعتمد “AJS” هوية واضحة لمنتجاتها حيث تستخدم لونًا محدّداً وطريقة خاصة في التصميم.

أهميّة التسويق الالكتروني:

يعدّ التسويق الالكتروني من أبرز أجزاء ومراحل الاستراتيجية التسويقية، الشاملة والحديثة. حقّقت العديد من الشركات العالمية والمحلية مثل “AJS” نجاحاً بارزاً من خلال استغلال التحولات الرقمية والاستفادة منها.

تكمن أهمية التسويق الالكتروني في النقاط التالية التي تجعل منه عاموداً من أعمدة الأعمال التجارية في القرن الحالي:

• عدم ارتباط البيع في مواعيد محدّدة، أي اندثار العامل الزمني.
• تلاشي الحدود الجغرافية، والوصول إلى العملاء في أي بقعة من الأرض.
• قلة التكاليف.
• عرض المنتجات الملائمة حسب أنماط سلوك المشتري عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

يبقى أهم بند من بنود التسويق الالكتروني في ظل جائحة كورونا هو التفاني في العمل والإصرار على زيادة فرص النجاح والانتشار والتحول من الأساليب التقليدية مما يتطلّب الكثير من الوقت والجهد والبحوث والتعلّم من تجارب الآخرين.