AL Mourakeb | المراقب نحو عمل اعلامي متطور..
- في ظل هذا التطور المذهل في عالم الإعلام الرقمي، وبالموازاة تماما مع ارتباط ذلك بتطور الإعلام والخبر معه، أصبح عالم الأخبار الرقمي هو الأول من نوعه، وتفوّق بذلك على الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي، بل إن كل هذه الأنواع بدأت تتجه بشكل متسارع للحاق بالركب ومواكبة هذه الطفرة في عالم الإعلام والأخبار.
ويعتبر “تويتر“ المصدر الأول للأخبار الذي يلجأ له الناس من خلال تصفّح حسابات المؤسسات الإعلامية عليه، كما أنه المنصة الأولى التي تروّج المؤسسات الإعلامية لأعمالها عليه.
ماسك: ادفع لـ تقرأ!
ووفق التحديثات التي تقوم بها إدارة تويتر الجديدة المملوكة حديثا من قبل الملياردير الأميركي إيلون ماسك الذي أعلن عن خطة جديدة مثيرة للجدل بشأن النشر والقراءة على منصة تويتر .
وتسمح الخطة الجديدة لناشري الوسائل الإعلامية بتقاضي بدل من المستخدمين على أساس قراءة كل مقالة على حدة وبنقرة واحدة، بحسب تقرير لـ وكالة الأنباء الفرنسية.
وأعلن ماسك في تغريدة له على تويتر “هذا يمكّن المستخدمين الذين لم يشتركوا شهرياً بدفع بدل أعلى مقابل قراءة كل مقالة بشكل عابر”.
ويأتي هذا الإعلان بينما يسعى ماسك لجلب الأرباح لمنصة تويتر بإطلاق خطط مثيرة للجدل، كما تكافح المؤسسات الإعلامية منذ مدة طويلة لوضع خطط اشتراك تعود عليها بما يغطي تكاليف تشغيلها، رغم اعتياد القراء على الأخبار المجانية على الإنترنت.
والتحدي الذي يواجهه ماسك هو كيفية جعل مقاربة الدفع الجزئي مقابل المحتوى ناجحة حيث فشل الآخرون.
وأورد الصحفي البريطاني جيمس بول في مجلة “كولومبيا جورنالزم ريفيو” سلسلة مشاكل تعترض الدفع الجزئي، وهي فكرة على حد قوله “راودت بالتأكيد كبار الناشرين في جميع أنحاء العالم”.
قرار ماسك بين التأييد والرّفض
وعند سؤال المراقب بعض مستخدمي تويتر عن رأيهم بذلك كانت اجاباتهم بأنهم سيبتعدون فوراً ما إن يصطدموا بنظام دفع مقابل القراءة، والناشرون يفضلون “إلى حد كبير” تسجيل مشتركين دائمين، لأن ذلك يحقق لهم عائدات من الإعلانات أكثر بكثير من 20 سنتاً أو نحو ذلك مقابل قراءة كل مقالة.
كما أثار العديد من الأشخاص على تويتر اعتراضات أخرى، إذ اعتبر بعضهم أن القراءة على أساس كل مقالة ستشجع “طُعم النقرة” لاجتذاب القراء بعناوين خادعة، ويمكن أن يتم إعطاء الأفضلية للناشرين الكبار على حساب الصغار، إضافة إلى أنه ليس من الواضح إن كان الكتاب أيضاً سيتقاسمون العائدات مع الناشرين.
لم تكن ردة فعل جميع المستخدمين سلبية فالبعض كانت ردة فعلهم إيجابية حيال الخطة. فقد اعتبرتها طالبة الاعلام سمر هزيمة “فكرة عظيمة”، مضيفة “بصفتي طالبة صحافة أشعر بالإحباط غالباً عندما ينتهي الأمر بتقاضي مردود مادي ضئيل ككاتبة صحفية معتبرة أن “هذا هو الحل الصحيح”.
ما ينتظرنا من قرارات جديدة لـ”ماسك”؟
وتعتبر الخطة الجديدة لإيلون ماسك استمراراً لخطط سابقة أعلن عنها بعد الاستحواذ على منصة تويتر، من بينها حذف علامة التوثيق من صفحات مستخدمي تويتر الذين لا يدفعون اشتراكاً شهرياً.
وفي كانون الثاني الماضي قال إنه يفكر في إجراء “مزاد للمستخدمين” لبيع ما يقرب من 1.5 مليار حساب بالمنصة لزيادة الإيرادات، بتمكين بعض المستخدمين من الحصول على أسماء معينة كان قد استخدمها غيرهم عبر الشبكة.
فما هي خطط ماسك التي ستفاجئنا في المستقبل القريب ؟ وما ستكون ردة فعل الصحفيين والمؤسسات الإعلامية التي تستخدم تويتر للترويج لأعمالها الصحفية فور تنفيذ هذا القرار؟
