الرئيسية / تحولات رقمية / الإعلام الرّقمي: سيف ذو حدّين
الإهتمام بالإعلام الرّقمي
الغوص في العالم الإفتراضي

الإعلام الرّقمي: سيف ذو حدّين

باتريسيا الحدّاد

الإعلام الرّقمي، الإعلام التّفاعلي، الإعلام الجماهيري، تسميات تتماشى مع بيئة التّحوّلات الرّقميّة. تطوّر عالم التّكنولوجيا بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وتعدّدت وسائله، ما جعل أطفال الجيل الجديد مولعين بالكمبيوتر، الهواتف الذكيّة… لكنّ هذا التطوّر يفرض استحقاقات لا بدّ من الاهتمام بها والالتفات اليها للتّخفيف قدر الإمكان من الآثار السّلبيّة المترتّبة على ذلك. ولا شك أنه في ظل الثورة الاتصالية التي يعيشها العالم الآن، أصبح الإعلام الرّقمي الاجتماعي ظاهرة واسعة الانتشار ومؤثرة على طريقة تفكير الأفراد وتواصلهم مع الآخرين، وضمن العائلة.

التأثيرات الايجابيّة للإعلام الرّقمي

للإعلام الرّقمي تأثيرات ايجابيّة على حياة الأفراد ضمن العائلة: فوسائل الاتصال الحديثة تعزّز التواصل بين أفراد الأسرة البعيدين عن بعضهم البعض، في حالات سفر الأبناء… ويعتبر الاعلام الرّقمي من الطّرق الفعّالة للتواصل بين الآباء وأولادهم في حالات الطّلاق، وبالتّالي يتابع الأهل نمو وتطوّر أطفالهم على الرّغم من البعد عنهم. إضافة إلى أنّ جلوس الأطفال أمام الشّاشات ينمّي ويوسّع مخيّلتهم ، ويعرّفهم على مختلف اللّغات. 


تأثيرات الإعلام الرّقمي السّلبيّة


أما عن التّأثيرات السّلبيّة على مستوى العلاقات داخل الأسرة،  فنلاحظ تغيّر اجتماعي واضح في مستوى العلاقات سواء بين الآباء والأبناء أو بين الزّوجين. يؤدّي قضاء الكثير من الوقت على الإنترنت إلى الإدمان، ممّا يؤثّر على سير الحياة الاجتماعيّة للأشخاص. فالأولاد الذين يتعرّضون للشّاشات لوقت طويل  يتأثّرون سلبًا على مختلف الأصعدة: تتأثّر قدرتهم على التّفكير والتّركيز وعلى تطوّر شخصيّتهم، يتأثّر النموّ الحسّي لديهم، تتأثّر صحّتهم…

الجلوس أمام الشّاشات والأجهزة الإلكترونيّة  لساعات يؤدّي إلى قطع علاقات الطفل مع الآخرين، حتّى تضعف علاقته مع أهله،  ويصبح بالتّالي أكثر انطواءًا على نفسه، ويكون بذلك قد فقد الاتصال المباشر مع الناس واستسلم إلى تلك التقنية وإلى ذلك العالم الإفتراضي، يستسلم للإعلام الرّقمي. يتأثّر سلوك الولد إذ يمكن أن يصبح في بعض المواقف عدوانيًّا وعنيفًا وذلك لأنّه لا يعرف أن يتعامل مع الوضع  ومع الآخر بطريقة أخرى. إذًا فإنّ استخدام الأبناء لشبكات التواصل الاجتماعي يُفقدهم مهارة التفاعل الاجتماعي التي تنمو من خلال الحديث المباشر مع الآخرين، كما وتضعف مهارة القدرة على التعبير الشفوي لديهم.

إنّ انشغال الأهل أيضًا على مواقع التّواصل الاجتماعي وعلى مختلف الصّفحات يبعدهم عن الاهتمام بأولادهم، وهذا ما يمكن أن يزعج الأبناء باعتبار أنّ أهلهم غير مبالين لأمرهم ولا يعطونهم الوقت الكافي، وهذا يمكن أن يدمّر العلاقة بينهم. كما وأنّ غياب رقابة الآباء على أبنائهم أثناء استخدامهم لوسائل التّواصل الاجتماعي أمر غير صحّي قد يؤدّي إلى  تواصل الأولاد مع مجموعات يمكنها أن تقحمهم في مشاكل عدّة ويمكن أن تؤثّر عليهم سلبًا وتغيّر في سلوكهم.

في الإعلام الرّقمي، وجوه وشخصيّات استخدمت وسائل التّواصل الإجتماعي بشكل مختلف وباتت أفراد مؤثّرات على مواقع التّواصل الإجتماعي. منهم من تغيّرت حياتهم للأفضل ومنهم تأثّرت حياتهم سلبًا. ومع التقدّم الحاصل في عالمنا اليوم، أحدث التطوّر في تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال الكثير من المتغيّرات خصوصًا في أسلوب العمل الإعلامي التقليدي. ومع كلّ ذلك، والأهمّ، ما هي الإجراءات التي يمكن اتّخاذها للوقوف أمام الانعكاس السّلبي للإعلام الرّقمي على حياة الأفراد وعلاقتهم ضمن العائلة ؟

عن باتريسيا الحدّاد

باتريسيا الحدّاد، 22سنة، طالبة ماجستير في الصّحافة الرّقميّة، وحائزة على إجازة في الصّحافة من الجامعة اللّبنانيّة-كليّة الإعلام.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

شريحة ال E Sim ثورة في عالم الاتصالات

شريحة ال e sim تزايد اهتمام شركات الاتصالات الهاتفية الجوالة بتقنية eSIM للهواتف الذكية، وكثر الاهتمام بالعملاء ...