الرئيسية / تحولات رقمية / تقرير رويترز حول اتجاهات الصحافة والإعلام خلال عام 2023: الذكاء الاصطناعي وتيك توك يتصدران!
رويترز تكشف اتجاهات الصحافة والاعلام الرقمي للعام 2023
رسم توضيحي أنشئ باستخدام Dall.E وهو برنامج يعمل بالذكاء الاصطناعي يحول النص إلى صور

تقرير رويترز حول اتجاهات الصحافة والإعلام خلال عام 2023: الذكاء الاصطناعي وتيك توك يتصدران!

تحوّلات، تحدّيات ومتغيّرات عدّة ستطبع عالم الصحافة وستؤثر على مسار تطوره خلال العام 2023. فما الذي ينتظر الجمهور والصحافيين؟ ما الدور الذي سيلعبه تيك توك وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام خلال هذا العام؟ ماذا عن مصير تويتر والجيل الأول من مواقع التواصل الاجتماعي؟ وكيف ستكون توجّهات صنّاع الصحافة وأصحاب المؤسسات الإعلامية؟

تساؤلات عديدة يجيب عنها التقرير السنوي لمعهد رويترز وجامعة أوكسفورد بعد استطلاعهما آراء 303 أشخاص من 53 دولة ومقاطعة حول العالم ممن يتبوأون مناصب عليا في مؤسسات الإعلام.

منصات التواصل الاجتماعي: الى أين؟

مع استحواذ إيلون ماسك على موقع تويتر وفرضه قواعد جديدة وتسريح موظفين، اهتزّ عرش المنصة ومقامها لدى الصحافيين الذين بدأوا يتساءلون عن قيمتها الفعلية في عملهم، وقد رأى 51% من الناشرين المشاركين في تقرير رويترز أن إضعاف تويتر سيكون سيئاً للصحافة فيما اعتبر 17% أنه أمر جيّد ويمكن أن يقلل من الاعتماد على الآراء الصاخبة للنخب.

أما فيسبوك فلا يبدو أفضل حالاً من تويتر، فالطلاق وقع بين الموقع المذكور والأخبار، وبدأت المنصة تعيد توجيه نفسها نحو الترفيه والتجارة من أجل تفعيل المشاركة، لذا قد نشهد على اختفاء تبويب الأخبار على فيسبوك بعد عدة سنوات.

بشكل عام، يبدو أن منصات الجيل الأول من مواقع التواصل خسرت جاذبيتها لصالح تطبيقات مليئة بالمرح مثل تيك توك الذي استقطب الشباب في الفترة الأخيرة. وفي هذا السياق، كشف إداريٌ في غوغل أن 40% من الشباب باتوا يستخدمون تيك توك أو انستغرام لاختيار مكان للتنزه أو تناول الطعام بدلاً من الاعتماد على خدمات البحث والخرائط التي يقدمها غوغل. لذا من غير المفاجئ أن يقول الناشرون المشاركون في استطلاع الرأي أنهم سيزيدون من مجهودهم على تيك توك ويخفضونه على فيسبوك وتويتر، أي أنهم سيعطون الأولوية لتيك توك ويوتيوب كتطبيقات لجذب الجيل الشاب.

الذكاء الاصطناعي يخترق!

بهدوء، بدأت المؤسسات الإعلامية بدمج الذكاء الاصطناعي ضمن منتجاتها كطريقة لتقديم مواد صحافية أو تجارب أكثر تخصصاً الى الجمهور. وقد كشف ثلاثة من عشرة مؤسسات شاركت في الاستبيان (28٪) أن هذا الإجراء بات الآن جزءاً منتظما من أنشطتها، فيما أشار 39٪ آخرون الى أنهم يجرون تجارب في هذا المجال. 

ولعل برنامج chatgpt كان من أكثر البرنامج التي حازت على اهتمام الرأي العام والمؤسسات الإعلامية في الفترة الأخيرة، خصوصاً أنه أعطى لمحة عن المكان الذي قد يتجه إليه الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة. فـ”chatgpt ” وغيره من التقنيات المتطورة ستكون أداة مهمة في غرف الأخبار وبين يدي الصحافيين، حيث سيتم استخدامها لكتابة ملخصات لأهم الأخبار اليومية، بالإضافة إلى استعماله لتلخيص سياق أو خلفية أو توفير روابط لقصص ذات صلة. إلا أن هذا التطور لن يعفي الصحافي من إتمام عمله، بل سيرتب عليه فحص كل النسخ التي ينتجها “chatgpt” لتعديلها إذا لزم الأمر.

تقرير رويترز يسلط الضوء على دور chatgpt و الذكاء الاصطناعي في صناعة الاخبار

كل ذلك يأتي وسط الاعتقاد أن إنشاء محتوى آلي سيكون أسهل من أي وقت مضى وذات جودة عالية أيضاً، لكن في المقابل سيكون من الصعب، أكثر من أي وقت مضى أيضاً، فصل ما هو حقيقي عما هو مزيف أو مضلل. وهنا يمكن الإشارة الى شركة “DeepBrain AI”، مركزها كوريا الجنوبية، التي تخلق نسخاً رقمية أو توائم رقمية لبعض المذيعين المعروفين، ليتم عرضها أو بثها بشكل عادي عبر القنوات الآسيوية.

التغير المناخي: تغيير في التغطية

مع بروز التغير المناخي كأزمة واضحة المعالم، وجدت وسائل الإعلام نفسها مضطرة الى إعادة النظر في أساليب تغطيتها للكوارث الطبيعية والمواضيع ذات الصلة. لذلك تتجه المؤسسات، خلال هذا العام، الى مواكبة ما يحصل على المستوى المناخي عبر الاعتماد على استراتيجيات لصحافة أكثر استدامة. وفي السياق عينه، أعلن نحو نصف المشاركين في استبيان رويترز (49%) أنهم شكّلوا فرقاً مختصصة بالتغيير المناخي بهدف تعزيز تغطية الاحداث المرتبطة بهذا الملف، في حين ثلث المشاركين (31%) تحدثوا عن زيادة نسبة التوظيف من أجل تغطية كافة وجوه هذه الأزمة.

البودكاست والفيديو: مزيد من النجاح!

أدى اعتماد الهواتف الذكية إلى تسريع التحول الى الاعلام المرئي والفيديو العمودي والبودكاست. هذا المشهد سيتعزز خلال الفترة المقبلة أيضاً، فقد أفاد المشاركون في تقرير رويترز أنهم سيصبون تركيزهم، هذا العام، على البودكاست والصوت الرقمي (71%)، إضافةً الى النشرات الإخبارية عبر البريد الالكتروني (69%) والفيديو الرقمي (67%).

لذلك، سنرى هذا العام المزيد من الناشرين الذين يتبنون تقنيات رواية القصص بالفيديو القصير لا سيما على الشبكات الاجتماعية (تيك توك، انستغرام وغيرها…)، لكن الاختلاف الوحيد عن العام الماضي هو أن مقاطع الفيديو ستكون أطول بغية تأمين أرباح مستدامة للشبكات المذكورة.

ومع استمرار النجاح في مجال “الأوديو” والبودكاست، لن يقف المعلنون مكتوفي الأيدي بل سيحرصون على دخول هذا القطاع أيضاً. ومن المقرر أن تتضاعف عائدات الإعلانات في الولايات المتحدة إلى 4 مليارات دولار بحلول عام 2024، وهذا ما سيدفع ببعض المؤسسات الى تقديم خاصية “برميوم” التي تسمح للمستخدم بالاستماع الى المواد الصوتية من دون مقاطعة ومن دون إعلانات.

المستخدمون قلقون…

بعد عقود من النمو المستمر، انخفض الوقت الإجمالي الذي يقضيه المستخدمون على الإنترنت بنسبة 13٪، وهذا ما يمكن أن يعكس القلق الذي يشعر به الناس عند استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي نظراً للأخبار التي يعتبرونها “سلبية” أو “مقلقة” أو “مثيرة للاكتئاب”. وقد أفاد 58% من الناشرين المشاركين في تقرير رويترز أن حركة المستخدمين على مواقعهم بدت ثابتة أو متراجعة خلال العام الماضي، وذلك رغم وجود سلسلة من الأخبار المهمة على رأسها حرب أوكرانيا، وارتفاع أسعار الطاقة، وتغير المناخ، ووفاة الملكة اليزابيث الثانية.

لذلك تتصاعد دعوات، هذا العام، للاهتمام أكثر بالصحافة التوضيحية التي تشرح الأخبار، وتمنح الناس الأمل، وتشير إلى الحلول بدلًا من تصدير المشاكل. كما يخطط الناشرون لمواجهة تحدي تجنب الأخبار من خلال إنتاج محتوى توضيحي (94٪) وتقنية الأسئلة والأجوبة (87٪) والقصص الملهمة (66٪) التي تعتبر مهمة جدًا هذا العام، إضافةً الى إنتاج أخبار أكثر إيجابية (48٪).

ترتبط مخاوف المحررين والرؤساء التنفيذيين والقادة الرقميين المشاركين في عينة المسح بارتفاع كلفة الانتاج، وتراجع اهتمام المعلنين، وانخفاض نسبة الإشتراكات. وقد أعرب أقل من نصف المشاركين في استطلاع الرأي (44%) أنهم واثقون بشأن العام المقبل، بينما يبدي الخمس (19٪) عن ثقة منخفضة، و37٪ يقولون إنهم غير متأكدين. حتى أولئك المتفائلين يتوقعون تسريح عمال وتدابير أخرى لخفض التكاليف خلال العام 2023.

وأمام هذا التطورات، قد نشهد موجة أخرى من تحول العلامات الإخبارية الكبيرة والتاريخية إلى نموذج رقمي فقط، وستتوقف المزيد من الصحف المطبوعة أيضاً من الصدور يومياً بسبب ارتفاع تكاليف الطباعة والتوزيع.

في المقابل، تعلق الصحف المطبوعة آمالها على النمو المستمر في الاشتراكات الرقمية والعضويات والتبرعات، ويجمع الناشرون على اهتمامهم بالحفاظ قدر الإمكان على المشتركين الحاليين عوضاً عن استقطاب مشتركين جدد. لذلك، سنرى تخفيضات في أسعار الاشتراك أو عروض بنصف السعر أو أقل لجذب القراء والمستخدمين. كذلك سيتم ربط الأخبار الأساسية بميزات إضافية أو منتجات تكميلية ضمن حزمة واحدة لجذب المشتركين، مثلاً الجمع بين تطبيق الخبر العاجل وتطبيقات الطهي والألعاب وغيرها.

تقرير رويترز
رسم مرفق بتقرير رويترز يشرح كيف ساهمت أخبار نيويورك تايمز في تغذية الميزات الأخرى الخاصة بالمؤسسة

ختاماً، يكشف تقرير معهد رويترز وجامعة أوكسفورد أن الشعور السائد في عالم صناعة الأخبار هو عدم اليقين والقلق بشأن ما قد يخبئه العام، مؤكداً أن الأعوام المقبلة ستتحدد معالمها وفقاً لقدرة وسائل الإعلام على التكيّف مع التكنولوجيا ونسبة نجاحها في تحويل المحتوى الرقمي الى قيمة مضافة ومواد أكثر فائدة وملائَمة للجمهور ولمختلف المجموعات.

لقراءة المزيد من الأخبار حول الصحافة الرقمية وآخر تطوراتها، إضغط هنا.

عن يارا بو فخر الدين

تعليق واحد

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شريحة ال E Sim ثورة في عالم الاتصالات

شريحة ال e sim تزايد اهتمام شركات الاتصالات الهاتفية الجوالة بتقنية eSIM للهواتف الذكية، وكثر الاهتمام بالعملاء ...