الثقافة الرقمية الصورة الأحدث للثقاقة

تشهد صناعة الإعلام الرقمي تحولًا جذريًا في السنوات الأخيرة نتيجة التطور التكنولوجي السريع والانتشار الواسع للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي

 ومن بين هذه التغييرات،الصحافة الرقمية التي شملت مفهومًا واسعاً يتضمن مجموعة من الوسائل الرقمية والتقنيات التي تستخدم لإنتاج وتوزيع المحتوى على اختلاف انواعه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والترفيهية والثقافية وغيرها

الثقافة الرقمية وتحديات الصمود

في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي  والمنصات الرقمية يواجه المحتوى الثقافي صعوبة في الصمود، خصوصاً في وسائل الاعلام التقليدية كالتلفزيون مثلا الذي بات يبحث عن البرامج البسيطة الأقل كلفة بسبب الأزمات التي تمر بها البلاد.ففي السنوات الماضية تميزت القنوات المحلية بتخصيص محتوى ثقافي ضمن شبكة برامجها، كالبرامج الوثائقية والأفلام التي تتناول الثقافات الأخرى والأحداث التاريخية والعلوم والتكنولوجيا. كما برامج الأسئلة العامة والمسابقات وغيرها

ولكن اليوم أصبحنا نشهد انخفاضاً في المحتوى الثقافي، وأصبح المحتوى كناية عن الأخبار العاجلة والبرامج الحوارية السياسية والبرامج الترفيهية وهذا يعني أن التلفزيونات أصبحت تهتم بتسلية المشاهدين أكثر من تثقيفهم

بشكل عام، إن تأثير التلفزيون على المحتوى الثقافي يعتمد على البرامج التي يتم بثها، والطريقة التي يتم من خلالها تقديم هذه البرامج

أسباب عدة أدت إلى غياب البرامج الثقافية فإضافة إلى الأزمة الاقتصادية وتكاليف انتاج البرامج الباهظة،فإن الجمهور تغيرت اهتماماته فلم يعد لديه وقت لناحية المسؤوليات اليومية التي تشغله عن الاهتمام بالثقافة وتقلل من فرصه لتعلم واكتشاف أشياء جديدة

فأصبح وبظل الإعلام الرقمي يتوجه الى محتوى مختلف كالأخبار السريعة،معرفة أهم الأحداث، الفيديوهات الترفيهية القصيرة، محتوى الرياضة والفن أو الأفلام أو الألعاب الإلكترونية أو غيرها، وبالتالي لا يوجد لديه الوقت للاهتمام بالثقافة، أو حتى لتشغيل التلفاز.فبات من السهل أن يدخل إلى المحتوى الذي يريد وبكبسة زر من خلال الهواتف المحمولة الموجودة بين أيادي المستخدمين.

الصحافة الرقمية والثقافة الواسعة

ولكن الثقافة لم تغب على عكس ما يعتقد البعض فهي موجودة وتواجه كل الصعوبات وتحاول إثبات وجودها لكل من طلبها.

فالثقافة واكبت التطور وأصبحت متوفرة بالنسخة الرقمية في المناهج التعليمية مثلاً من خلال التعليم عن بعد وإعطاء الدورات التدريبية عبر التطبيقات الالكترونية المخصصة كال zoom وتطبيق Microsoft teams  وغيرهم من التطبيقات.

وشاهدنا هذا الموضوع في فترة جائحة كورونا التي اجتاحت العالم وأدت إلى تحولات جذرية في حياة الناس كالتعلم عن بعد،والعمل عن بعد والتسوق عن بعد وغيرها.

الصحافة الرقمية أيضاً أتاحت للثقافة أن تثبت ذاتها من خلال بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات المتخصصة،فهي تضم مجموعة كبيرة ومتنوعة من محتوى الثقافة، يتضمن معلومات عن التاريخ والفن والأدب والعلوم وغيرها .

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون مواقع التواصل الاجتماعي مصدرًا للثقافة الشعبية والثقافة الرقمية، حيث يمكن للأشخاص إنشاء محتوى ثقافي خاص بهم ومشاركته مع الآخرين كحسابات الإنستغرام وقنوات اليوتيوب.

الثورة الرقمية أتاحت للثقافة الرقمية أن تترجم  بطرق حيوية وممتعة كالكتب المسموعة،البودكاست،الفيديوهات المصورة التي تتضمن قصص التاريخ والوثائقيات والمعلومات الثقافية.

في هذا السياق تحدث موقع المراقب مع الشاعر المسرحي والأستاذ الجامعي أدهم الدمشقي الذي اعتبر أن المحتوى الثقافي حافظ على وجوده رغم كل التغيرات واهتمامات الناس وانخفاض مستوى التثقيف في وسائل الاعلام التقليدية والمرئية خصوصاً،فإننا نجده اليوم بشكل بارز عبر الاعلام الرقمي من خلال المواقع الالكترونية والصفحات المعنية بتقديم المحتوى الثقافي

الدمشقي أكد أن الثقافة الرقمية تعتبر من المحتويات المهمة والقيمة للمتلقي في ظل ما يعرض على مواقع التواصل الاجتماعي من الترفيه والمزاح والمحتوى غير التثقيفي في بعض الأحيان

المحتوى الثقافي يثبت وجوده في الفضاء الالكتروني رغم اختلاف المحتويات فهو موجود لكل من يبحث عنه

ولا بد من الاشارة هنا إلى المنصات والمواقع الرقمية الرائدة التي تهتم بالمحتوى الثقافي التي تعتمد بشكل أساسي على المحتوى المرئي الذي يعتبر الأكثر فعالية في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتميز بقدرته على جذب الانتباه والإيصال بشكل أسرع وأفضل، وخصوصاً عند استخدام الصور والفيديوهات والمؤثرات الصوتية وغيرها من التقنيات الحديثة.

وتبقى الوصفة السحرية لصمود المحتوى الثقافي الاهتمام بالتفاعل مع الجمهور،من خلال معرفة ما هي المواضيع الثقافية الذين يريدون معرفتها، كما الرد على تعليقاتهم واستفساراتهم والاستماع لآرائهم ومقترحاتهم.