الرئيسية / تقصي الحقائق / كيف يتعامل الصحافيون مع الأخبار الكاذبة؟
الأخبار الكاذبة
الأخبار الكاذبة

كيف يتعامل الصحافيون مع الأخبار الكاذبة؟

زينب حمود

الأخبار الكاذبة
موقع المراقب – الأخبار الكاذبة والصحافي

إن موضوع الأخبار الكاذبة  قديم بقدم صناعة الأخبار نفسها. ورغم وجود هذا النوع من الأخبار منذ القدم، إلا أنه في الوقت الراهن ومع ظهور مواقع التواصل الإجتماعي، اكتسب قوة كبيرة.

الأخبار الكاذبة أو الزائفة أو المخادعة، هي شكل من أشكال الأخبار التي تتكون من معلومات مضللة تهدف إلى خداع القراء عبر إيهامهم بأنها معلومات موثوقة وصحيحة. غالبًا ما يتردد صدى هذه الأخبار على أنها معلومات مضللة في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها تجد طريقها إلى وسائل الإعلام التقليدية أيضًا.

أجرى موقع المراقب مقابلة مع الصحافية في قسم تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس، جوزيت أبي تامر، تحدثت فيها عن موضوع الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الإجتماعي وكيف يتعامل الصحافي معها.

هل مواقع التواصل الإجتماعي هي المساهم الأكبر في انتشار الأخبار الكاذبة؟

مواقع التواصل الإجتماعي لم تساهم فقط بانتشارها بل شكلت بيئة خصبة لإنتاج هذه المواد. هناك جزء كبير من الأخبار الزائفة المتداولة منشأها صفحات التواصل الإجتماعي. ويوجد أيضًا صفحات عملها فقط بث أخبار كاذبة.

– جوزيت أبي تامر

” أما وسائل الإعلام التقليدية فالبعض منها يقع في فخ هذه الأخبار، ولكن بالإجمال يكون لديها ما يسمى “فلاتر”. أي إذا وصل أي خبر أو صورة أو فيديو للوسيلة الإعلامية يمكنها التأكد قبل النشر. بينما على صفحات مواقع التواصل من السهل أن تنتشر هذه الأخبار دون تأكد ناشرها من صحتها، وبالتالي هذه الفلاتر غائبة عن هذه المواقع. “

ما الهدف من هذه الأخبار؟ وهل من جانب إيجابي لها؟

أهداف الأخبار الكاذبة مختلفة حسب نوع الخبر:

تأتي الأهداف التجارية بالدرجة الأولى: وهنا نتحدث عن الدور الذي يلعبه Traffic  الصفحات في مختلف التطبيقات من فيسبوك أو يوتيوب أو غيرها. Traffic  الذي يعمل على تحصيل أرباح من خلال الإعلانات.

إذًا هناك هدف تجاري ربحي من نشر هذه الأخبار بدرجة عالية، خصوصًا في مواقع التواصل الإجتماعي، والصفحات التي تهدف إلى نقر المتلقي عليها كذلك مشاركته وتفاعله.

الأهداف السياسية: كترويج لأشخاص معينين، حزب معين أو فكرة معينة. مثلًا أخبار تتعلق بالرئيس التركي أردوغان أو الإتحاد الأوروبي. وكل ذلك على حساب تشويه صورة معينة أو الترويج لأشخاص أو سياسات دول محددة.

كذلك المضامين الدينية أحيانًا التي تدّعي أن شيئًا عجيبًا قد حدث. ولا يمكن أن ننسى الشائعات والأخبار الكاذبة التي تهدف إلى تخويف الناس وأحيانًا قد تشتمل على مضامين “تافهة” كحشرة الشيطان مثلًا، فتقوم الناس بالتفاعل حول الخبر وإعادة نشره ظنًّا منهم أنها تحمي غيرهم.

نموذج خبر كاذب – حشرة الشيطان

أما إيجابًا لا أجد للأخبار الكاذبة أي وجه إيجابي، وتحديدًا الآن بما يتعلق بالأخبار على الصعيد الصحي كالتي تتناول فيروس كورونا. فقد تُنشر أحيانًا بعض الأخبار التي تقتل من يصدقها، كاقتراح الخلطات والأدوية.

هل قوّضت الأخبار الكاذبة عمل الصحافي الجيّد؟

هي تشكل تحديًّا للصحافي أكثر منها تقويضًا لعمله. فأحيانًا عند متابعة خبر معين، نكتشف بعد عملية بحث أن صحافيين أصحاب خبرة هم من نشروا هذه الأخبار الكاذبة. إذًا هنا هي تحدي للصحافي، وعليه أن يتحقق من الأدوات التي يستخدمها عند نقله خبر معين.

وبرأيي، يجب على كل غرفة تحرير وكل جامعة تدرس الصحافة أن تدرب الصحافيين على كيفية التحقق من المعلومات. ولكن يجب أن لا ننسى أن التحقق من معلومة هو بالأساس جزء من المبادئ الصحافية العامة وليست بشيء تكنولوجي. لذلك أصبح أمام كل صحافي تحدٍّ كبير الآن، لأنه بات متاحًا أمامه فيض من المعلومات المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي.

هل باتت هذه الأخبار نوعًا من أنواع الحروب بين الدول؟

باتت الأخبار الكاذبة تشكل صراعًا سياسيًّا بين الدول. محوران متصارعان ينشر كلّ منهما أخبارًا كاذبة عن (المحور) الآخر. إذ أصبحت هذه الأخبار جزءاً من الصراعات السياسية وحتى الصراعات الدينية.

فمثلًا عندما كان هناك صراع بين قطر ودول الخليج تقاذف الطرفان أخبارًا كاذبة عن بعضهما، كل جهة أدانت المحور الذي تنتمي إليه الأخرى. حتى الصراعات العسكرية دخلت فيها الأخبار الكاذبة، كالصراع العسكري بين أرمينيا وأذربيجان.

كيف يتجنب الصحافي فخ الأخبار الكاذبة؟

التأكد من مصدره: يجب أن يسأل أكثر من شخص عن الحدث أو الخبر.

المواد البصرية أيضًا يجب التأكد منها، فأحيانًا يوجد داخل صورة معينة أو فيديو عناصر واضحة تؤكد أن الخبر غير صحيح أو أن الصورة  غير صحيحة. وبالتالي عملية البحث عن الصورة “reverse image search” تكون عبر غوغل، وهي عمليًا سهلة للصحافي، يمكن أن يتعلمها بسرعة، وتشكل الدورات المجانية المتاحة على غوغل عاملًا مساعدًا. أما الفيديو، فيوجد أدوات تقطع الفيديو إلى صور ومن خلال هذه الصور نستطيع التحقق من صحته.

موقع غوغل – البحث عبر الصورة

ما هي الأدوات التي تساعد الصحافي عند التقصي عن خبر كاذب؟

ما هي الصعوبات التي تواجه الصحافي في عملية التقصي عن الحقيقة؟

أبرز ما يمكن أن يواجهه أي صحافي هو عدم نسب المعلومة إلى مصدر معين، وتكون عملية التقصي أصعب. من جهة أخرى قد تكون الصعوبات تقنية، كصور لا أثر لها على الإنترنت أو فيديو بتقنية ضعيفة جدًّا.

بالنسبة لعملنا في وكالة فرانس برس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الموضوع أسهل. نحن أكثر من مئة صحافي منتشر في جميع بلدان العالم ومن جنسيات مختلفة. إذا أردنا التحقق من صورة بألمانيا مثلًا يمكننا التواصل مع الصحافيين التابعين لنا في ألمانيا أو صحافيين يعرفون اللغة، لأن بعض مقاطع الفيديو يعجز غوغل عن تفسير محتواها فنلجأ إلى صحافيين يتقنون نفس اللغة.

هل يؤثر تحيّز الصحافي في عملية تقصيه عن خبر كاذب؟

إذا أردنا التحدث عن “المثاليات” الصحافي لا يجب أن يكون منحازًا لأي طرف أو جهة. والتحقق لا يتم إلا بالدليل القاطع، أي أنه إذا لم يصل الصحافي إلى دليل قاطع يؤكد أن هذا الخبر غير صحيح فلا يعمل عليه. في بعض الأوقات هناك صحافيين يجعلهم انحيازهم ينشرون أخبارًا كاذبة فقط لأنها تخدم الجهة السياسية التي يتبعون لها، تمامًا كما يفعل الجمهور.

هل من منصات عربية تعمل على التحقق من الأخبار الكاذبة

في العالم العربي منصات تعنى فقط بالتقصي عن الأخبار الكاذبة، وهي عبارة عن مجموعة من الصحافيين، كمنصة “فتبينوا” في الأردن، “تأكد” في سوريا، “متصدقش” في مصر.

موقع المراقب – تعاون بين “فيسبوك” ووكالة فرانس برس

وكما قلنا وكالة فرانس برس المنتشرة مكاتبها في مختلف بلدان العالم تعمل على التدقيق في الأخبار كلّ حسب لغته. في الوكالة لدينا عقد مع شركة “فيسبوك” يقدم ميزة معينة تتيح تعقب الأخبار الخاطئة المنتشرة على الموقع وتخفيض نسبة المشاهدة للصفحات الناشرة لها، وإبلاغ المستخدمين الراغبين بمشاركة هذه الأخبار بأنها غير صحيحة.

وكل ذلك لكبح انتشار الأخبار المغلوطة لكنه لا يؤثر على المحتوى الذي تنشره الوكالة. و بالتالي إذا نشر أحد الأشخاص صورة أو فيديو تم التحقق منها من قبل فريقنا، يُظهر “فيسبوك” أعلى المنشور “فيلتر” يوضح أن المضمون خطأ، مع نقرة تنقل القارئ إلى صفحات الوكالة لمعرفة الأسباب.

عن زينب حمود

زينب حمود، 23 سنة، حائزة على شهادة في الصحافة من كلية الإعلام الجامعة اللبنانية، وتكمل دراستها في اختصاص الصحافة الرقمية في الجامعة اللبنانية. تسعى لإحداث تغيير ولو بسيط في عالم الإعلام وتحديدًا الإعلام الرقمي اللبناني.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

إيلون ماسك يغير شعار تويتر إلى كلب دوجكوين

إيلون ماسك يغير شعار توتير إلى كلب.. دلالات وأبعاد

إعتاد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، إثارة الجدل بأفكاره وتصرفاته واجراءاته، لا سيما عبر سلسلة القرارات ...