الرئيسية / سلامة رقمية / الإدمان الرقمي : هوس القرن 21 وشبابنا تحت عبودية الإنترنت
الإدمان الرقمي
“Designed by Freepik”

الإدمان الرقمي : هوس القرن 21 وشبابنا تحت عبودية الإنترنت

الإدمان الرقمي هو اضطراب السيطرة على الاندفاعات المرتبطة باستخدام الإنترنت والأجهزة الرقمية بإفراط.

الإنترنت أصبح من ضروريات مجتمعنا والإجتياح الإلكتروني أدَى إلى تغيير كبير بطريقة عيشنا في السنوات الأخيرة لأنَه دخل في كلَ المجالات كالعمل والدَراسة والَلهو وغيره. حتَى اليوم ما زالت الأكثريَة من الناس تتعامل معه بطريقة متَزنة نوعاً ما بيد أن هناك نسبة مستخدمين لوسائل التواصل وألعاب الفيديو لا يمكنهم الإنفصال عن هواتفهم (nomophobia) وذلك لأنهم مدمنون. الإدمان الرقمي يؤثر على الصحَة النفسية والعقلية كما يشكَل حاجزاً أمام التواصل الإجتماعي. وبحسب دراسة أجريت على 720 طالباً جامعياً تبيَن أن المدمنين منهم يتجاهلون مهامهم الأساسية  ممَا يؤثَر على مستوى التحصيل الدّراسي كما أن هؤلاء يتفاعلون مع الأنشطة الذكية أكثر من تفاعلهم مع الأنشطة الإجتماعية  فيصبحون في عزلة عن العالم.

أسباب الإدمان الرقمي عديدة، أهمها…

Freepic

1 – يمكن للضغط النفسي والتوتر في فترات حياة الأفراد والوساويس اتي تنتح عن حالتهم النفسية أن تسبًب هذا التعلًق بوسائل التواصل للهروب من الواقع مما قد يؤدي إلى الإدمان الرقمي.

2-  تنتج منصَات التواصل الإجتماعي مثل Facebook ,Instagram  و  Snapchatنفس الدوائر العصبية التي تسببها المقامرة والأدوية المخدرة. وكل هذا هو لمصلحة أصحاب المنصَات خاصًة أن المستخدمين المدمنين لا يمكنهم التخلًي عنها مما يؤمًن مداخيل هائلة لأصحاب هذه الشركات الإلكترونية. وقد أظهرت دراسة عن الإدمان الرقمي تابعة لمركز معالجة الإدمان على أنواعه Addiction Center أن كثافة التغريدات واستمرارها إضافة للإعجابات والمشاركة من هذه المواقع تؤثَر على منطقة مكافأة الدماغ وهذا النوع من التفاعل الكيميائي هو نفسه الذي يظهر مع أدوية مثل الكوكايين وغيره.

3- ظاهرة الFOMO  وهي شائعة عند المراهقين والشباب، هذه الظاهرة تفسَر بخوف الشخص من فقدان الإتصال بما يحيط به وعدم قدرته على السيطرة على المعلومة فيرهب من ألَا يعلم بما يحدث لحظة بلحظة.

4 – الشعور بالملل والفراغ والسعي لملء الوقت على الشاشة.

5 – قدرة الشاشة الصغيرة على اختصار الوقت من خلال الإتصال الدائم بالإنترنت للبحث عن معلومات لمشاريع مدرسية أو جامعية أو غيره.

6- إعطاء الشباب الشعور بالكفاءة والإستقلالية من خلال ألعاب الvideo  ،عندما يبرعون بذلك ويتواصلون مع أشخاص من كافَة أنحاء العالم.

كل هذا وغيرها من الأسباب هي التي جعلت شباب اليوم متعلَقين إلى حدّ بعيد بالشاشة لدرجة الوصول إلى الإدمان الرقمي أو الإلكتروني.

ما هي أعراض الإدمان الرقمي ؟ طريقة التشخيص

على الرغم من كثرة الإعتماد على وسائل التواصل الإجتماعي إلَا أن قلَة من الناس يشخَصون بحالة الإدمان الرقمي .  ولكي نتأكَد عمَا إذا كان الشخص مدمناً، يجب طرح مجموعة من الأسئلة وهي:

  • هل هناك رغبة تشتدَ أكثر فأكثر باستعمال وسائل التواصل الإجتماعي؟
  • هل يتمَ الإعتماد على هذه الوسائل لنسيان المشاكل والهروب من الواقع؟
  • هل يشعر الشَخص بالإضطراب إذا لم يقدر على استعمالها؟
  • هل لهذه الوسائل تأثيراً سلبيَاً على الدراسة والعمل؟
  • هل هناك سعياً للتقليل من استعمالها دون نجاح؟
  • والسؤال الأهم هل هذا الشخص يقضي وقتاً طويلاً على وسائل التواصل الإجتماعي لدرجة أنَه يخطَط للوقت الذي سيقوم به بذلك؟

والإجابة ب”نعم” على ثلاثة من هذه الأسئلة قد يشير على أن الشخص يعاني من الإدمان الرقمي .

الشريحة الأكثر عرضة لمخاطر الإدمان الرقمي ، ونتائجه عليها

يعدَ الإفراط في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي أكثر إشكالية لدى الأطفال والشباب لأن أدمغتهم ومهاراتهم ما زالت في مراحل التطوَر الإجتماعي. هناك دراسات عديدة أظهرت أن استخدام وسائل التواصل منذ الصَغر قد أدّى إلى إيقاف مرحلة نمو المهارات الإجتماعية في سنَ الشباب. وعلى الرغم من أنَ التواصل يتمَ بين الأشخاص على منصَات التواصل إلَا أنه لا يترجم بشكل صحَي في العالم الحقيقي. وأيضاً بحسب الدَراسات فإنَ التجمَعات التي تحصل على مواقع التواصل تزيد من القلق والإضطراب مما يؤدَي بالمستخدم إلى حالة الإكتئاب وهناك العديد من الشباب فقدوا الثَقة بأنفسهم بسبب الصَورة المثالية للجسم أو الوجه التي تظهر على صور المواقع وهذا يفاقم مشكلة التنمَر وتدهور الصَورة الذاتية و إحترام الذّات.

الأمر تخطَى الصورة الذاتية للإنسان فبسبب نشر الYOUTUBERS  و الTIKTOKERS  لحياتهم الخاصة ومشاريعهم الكبيرة وقصورهم الفخمة بشكل مثالي جدَاً، هم يعملون على إشعال الغيرة عند بعض الأشخاص الذين يجدون أن حياتهم بائسة وهذا ينتج عنه حالة من الدونية والإكتئاب وعدم القدرة على الإنتاج والإبداع بسبب الخوف من عدم الوصول إلى هذه الدرجة من الرفاهية. هؤلاء باتوا يظنَون أن الناشرين هم أكثر سعادة ونجاحاً غير مدركين لعنصر الربح والتجارة والصورة الدَعائيَة.

https://blog.gitnux.com/technology-addiction-statistics/

إحصاءات عالمية عن الإدمان الرقمي في البلدان الأكثر استعمالاً للsmartphone””

 مشكلة الإدمان الرقمي ! بمن الإستعانة؟

لحسن الحظَ أنَ العديد من النًاس يستخدمون المواقع بشكل يومي بداعي العمل أو الدراسة أو التسلية أو غيره. أمَا بالنسبة لمن يعاني من حالة الإدمان الرقمي ، فهذا وضعه صعب لكنه قابل للعلاج. يعدَ التقليل من وقت الشاشة بداية علاج جيَدة وطريقة رائعة لمكافحة الإستخدام الإشكالي لوسائل التواصل الإجتماعي. على المستخدم المدمن أن يفكَر في السبب الذي يجعله يقوم بالإستخدام لوقت طويل وما هي مزايا وعيوب هذا الوقت المقضي على الشاشة خصوصاً إذا كان صعباً على الشخص أن ينقص من هذا الوقت؟ ومن الجيَد أن يعرف المدمن كما في مختلف أنواع الإدمان أن الشخص ليس وحده في هذه الدوًامة وأن لكلَ مشكلة حلَ. كما على الشخص أن يستعين بمن يساعده مثل SKOUN ADDICTION CENTER وهو مركز علاج لمختلف أنواع الإدمان ويمكن التواصل معهم عبر الخطَ الساخن.

إجراءات وقائية لمساعدة الشباب

هل هناك وسيلة لتفادي هذه الدوَامة؟ طبعاً هناك دراسات تطبَق في دول الغرب كألمانيا وأميركا كإجراءات وقائية تتيح للشباب الفرصة لتكوين معرفة حول الموضوع وبالتالي لتفادي الوقوع به. مختصر هذه الإجراءات عرض محاضرات للطلَاب والقيام بتجريب الإجراءات الوقائية عليهم: إن طريقة توفير المعلومات الأساسية المتعلَقة بحالة الإدمان الرقمي كان لها فعالية كبيرة على الشباب، مع التركيز على المعلومات الواقعية المتعلَقة بعواقبه السلبية وتقديم النصائح للتحكَم باستخدام الإنترنت للطلَاب. عسى أن تطبَق هذه الاستراتيجيات في البلدان العربية كما في لبنان أيضاً لأن هذه اللآفة تطال بلدنا خصوصاً في ظلَ الأزمات المتتالية التي تدفع الناس للهروب من مشاكلهم بمختلف الطَرق.

عن reinekaram

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأمن السيبراني يعتبر من أهم المواضيع التي تشغل الأفراد والشركات، الحكومات والدول

الأمن السيبراني – كيف يخلق المتسللون فرصًا للمتخصصين

الأمن السيبراني هو ممارسة حماية أجهزة الكمبيوتر والشبكات وتطبيقات البرامج