الرئيسية / تحولات رقمية / الصين واميركا… الرقائق الإلكترونية محور حرب
رقائق الكترونية

الصين واميركا… الرقائق الإلكترونية محور حرب

أراد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تدمير “هواوي”، أمّا الرئيس الحالي جو بايدن فيريد تدمير الصين بأسرها، معتبرًا أنها تشكل “التحدي الجيوسياسي الأكثر أهمية بالنسبة لأميركا”.

أقدم بايدن على سلسلة إجراءات، في 12 تشرين الأول 2022، ضمن النسخة الأحدث من إستراتيجية الولايات المتحدة للأمن القومي. هذه الإجراءات المشابهة لتلك التي فرضها ترامب على “هواوي” والجيش الصيني، كان العملاق الآسيوي يتمكن من تجاوزها عبر تأسيس شركات وهمية.

ماذا حصل مع “هواوي”؟

في عام 2019، قامت الولايات المتحدة الأميركية بفرض عقوبات إقتصادية على الشركة الصينية، واتهمتها بانتهاك العقوبات الأميركية المفروضة على إيران وكوريا الشمالية. وبذلك، حرمت “هواوي” من الوصول إلى بعض المنتجات والتقنيات الأميركية، وبدأت بعض الدول بفرض قيود مشابهة مثل أستراليا، كندا، اليابان، نيوزيلندا، فرنسا…

ومنذ ذلك الحين، واجهت “هواوي” صعوبات في الحصول على المكونات الأساسية لإنتاج هواتفها الذكية ومنتجاتها الأخرى، مما أثّر على أدائها المالي. وقد أعلنت الشركة في عام 2021 أنها ستقلص عملياتها في مجال الهواتف الذكية، وستركز على الأجهزة الذكية الأخرى مثل الحواسيب المحمولة وأجهزة الإنترنت وخدمات البنية التحتية للشبكات.

https://www.youtube.com/watch?v=7uNQYjG-0QM

وبعدما كانت العملاقة الصينية عام 2020 أكبر مصنّع للهواتف الذكية، متفوقة على “سامسونغ” و”آبل”، لم تعد موجودة ضمن المصنعين الخمس الأوائل حاليًا، بحيث حدّد رئيس مجلس إدارة “هواوي” هدف الشركة خلال السنوات القادمة بـ”البقاء على قيد الحياة”.

ما هي الرقائق الإلكترونية؟

الرقائق الإلكترونية، هي أشباه الموصلات الدقيقة، التي تستخدم في صناعة الأجهزة الإلكترونية المتطورة مثل الحواسيب والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة التحكم في الصناعة والمعدات الطبية والسيارات والغسالات والتلفزيونات…

وتتكون الرقائق الإلكترونية من مجموعة من المواد الشبه موصلة مثل السيليكون والجرمانيوم، ويتم تصنيعها باستخدام تقنيات متقدمة مثل تقنية التصوير بالأشعة فوق البنفسجية وتقنية التنظيف الكيميائي وتقنية الترشيح والحفر بالليزر.
وتستخدم في صناعة المعالجات المركزية وذواكر الوصول العشوائي والذواكر الفلاشية والحساسات والمحولات الرقمية إلى تناظرية والعديد من الأجهزة الإلكترونية الأخرى التي نستخدمها في حياتنا اليومية. وتتطلب الأجهزة الإلكترونية المتطورة رقائق إلكترونية أكثر دقة وموثوقية وسرعة للتعامل مع البيانات والمعلومات بكفاءة عالية.

الصين… رقائق الكترونية

“إغتيال تكنولوجي”… ماذا فعلت أميركا؟

عملية اغتيال تكنولوجي مارستها الإدارة الأميركية على “هواوي” والجيش الصيني، تفرضه الآن على بلاد التنين من خلال حصار تكنولوجي شامل عنوانه “الرقائق الإلكترونية”، قطعة صغيرة تستخدم في كل الصناعات. وتمنع الولايات المتحدة، بفعل قانونها، الشركات حول العالم من توريد هذه الشرائح إلى الصين من دون موافقة مسبقة من الحكومة الأميركية، في حين أن أميركا تستورد هذه الرقائق مثلها مثل الصين ولا تصنّع سوى 10% من مجمل الإنتاج العالمي.

ما الذي يمنع الصين من تصنيع هذه الرقائق؟

إنتاج الرقائق الإلكترونية أو أشباه الموصلات ينقسم إلى قسمين: التصميم والإنتاج.

في التصميم، تمتلك الصين 28 شركة لكنها ستُمنع بفعل القانون الأميركي من إستخدام برامج (software) التصميم الأميركية eda، التي لا يوجد في العالم بديلاً عنها. في المقابل منعت الولايات المتحدة الشركات العالمية من بيع التصاميم الجاهزة خوفًا من المصير نفسه.

أمّا في مرحلة الإنتاج، تثبت الولايات المتحدة إمساكها بسلاسل التوريد الخاصة بالرقائق في حال أرادت التصنيع عند الغير فهناك العملاق التايواني tsmc وسامسونغ وانتل، وجميعها شركات تعتمد على براءات إختراع أميركية في عمليات التصنيع، إلتزموا بالقرارات الأميركية خوفًا من منعهم من التصنيع.

وفي حال أرادت بكين أن تصنّع عليها أن تشتري المعدات اللازمة. ولكن، 5 شركات تسيطر على هذا السوق، 3 منها أميركية ملتزمة بقانون بلادها ورابعة هولندية وأخرى يابانية. وإذا افترضنا أن الصين تمتلك القدرة على تصنيع آلات الرقائق علماً أنها صناعة لا يملكونها، لكن إدارة بايدن خططت لذلك ومنعت أي شركة من بيع الصين قطعًا يمكن إستخدامها في تصنيع آلات التصنيع.

بالإضافة إلى ذلك، أي شخص يملك جواز سفر أو إقامة أميركيين ممنوع من المشاركة في دعم أو تطوير قطاع أشباه الموصّلات في الصين حتى لو لم يكن صينيًا.

ولكن هل محاصرة الصين في هذا المجال، سيجعلها قادرة على أن تصنّع التكنولوجيا الخاصة بها، مما سيسمح لها بالإستغناء عن الغرب و”الإنتصار بحزم”؟ أم أن أميركا ستعيد بكين إلى العصر الحجري؟

عن ghenwafahed

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شريحة ال E Sim ثورة في عالم الاتصالات

شريحة ال e sim تزايد اهتمام شركات الاتصالات الهاتفية الجوالة بتقنية eSIM للهواتف الذكية، وكثر الاهتمام بالعملاء ...