الرئيسية / تحولات رقمية / الإعلام الجديد بين التحديات والفرص: موقع درج ميديا:

الإعلام الجديد بين التحديات والفرص: موقع درج ميديا:

كريستين مهنا وسندريلا عازار

موقع درج ميديا

استطاع موقع درج ميديا، وهو موقع إخباري عربي، خلال 3 أعوام من تأسيسه أن يصبح فعّالًا على الساحة اللّبنانية والعربيّة، من خلال تسليط الضوء على القضايا الملحة في المنطقة وبناء قاعدة جماهيرية عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. يعتبر القيمون على الموقع، أنّ احدى أهم نقاط القوّة هي توظيف الوقت والجهد لاكتشاف واستثمار تقنيات العالم الرقمي، بالإضافة إلى التنبّه إلى أهميّة الإعلام الجديد وتأثيره على المجتمع.

مع تطوّر #الانترنت، وجدت مؤسسات الإعلام الجديد نفسها أمام تحدّ دائم بين الحاجة للاستعانة بمنصات ومواقع العالم الرقمي، في محاولة لتوسيع القاعدة الجماهيرية من جهة، ومبدأ الحفاظ على المهنية من جهة أخرى. فما هي المعايير التي يعتمدها فريق عمل موقع درج ميديا لتجاوز التحديات وضمان تأثير منصة الإعلام الجديد هذه على الجمهور التقليدي والعصري على حدّ سواء؟

تأثير الإعلام الجديد على المجتمع | موقع درج ميديا

للإعلام الجديد تأثيرًا مباشرًا على المجتمع وذلك بسبب سلسلة من نقاط القوة التي يفرضها هذا النوع من التواصل، ولعلّ أبرزها: سهولة مخاطبة الجمهور والتفاعل معه من خلال أساليب جديدة ومنصات مختلفة.  تقول ديانا مقلّد، وهي #صحفية لبنانيّة وإحدى مؤسسي موقع درج ميديا، أن “المعلومة يجب أن تكون دقيقة” وأن المصداقية تأتي بالدرجة الأولى قبل كتابة أي #خبر أو أي #تحقيق عبر الموقع على الرغم من وجود مواقف سياسية واضحة في مقالات الرأي أحيانًا. إذًا، جودة المحتوى هي حجر الأساس في عملية بناء الثقة بين المنصات والجماهير.

مؤسيسو موقع درج ميديا

في ظل صعوبة الحفاظ على هذه الثقة والانتشار الواسع للأخبار عبر العالم الرقمي ووجود وسائل اعلامية مسيّسة، تعمل وفقًا لأجندات سياسيّة محدّدة، تقول مقلّد أن مؤسسي الموقع أرادوا خلق “منصة غير خاضعة لضغوطات المال السياسي الذي نشهد نتائجه داخل وخارج #لبنان”.

على غرار مواقع اعلامية جديدة أخرى، يركّز موقع درج ميديا بالدرجة الأولى على المحتوى، بالإضافة الى مراعاة المعايير التقنية الرقمية لتعزيز نسبة الوصول الى الجمهور. فهل ينجح من خلال اعتماد هذه الاستراتيجية؟

توافق الاستراتيجية الرقمية مع المحتوى الصحفي 

على الرغم من أهمية التزام منصات الإعلام الجديد بمعايير النشر الرقمي (اعتماد الكلمات المفتاح، العناوين الفرعية، الروابط وغيرها)، يحاول موقع درج ميديا ألّا يقع في فخ الأخبار الشائعة والعبارات الرنانة بحسب مقلّد، ولعلّ التوازن بين الاستراتيجية الرقمية والمصداقية في كتابة المحتوى هو السر في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور. تضيف مقلّد أن فريق عمل الموقع يعمل بشكل يومي على تطوير الاستراتيجية الرقمية لتحقيق معايير محركات البحث أولاً، ووصول المحتوى عبر# مواقع_ التواصل_الاجتماعي ثانياً.  

مقالات موقع درج ميديا

مخاطبة الجمهور 

يحاول موقع درج ميديا أن يستهدف شتى شرائح الجمهور من خلال وضع المادة المناسبة على المنصّة المناسبة. يعتمد الموقع أيضاً على معيار تفكيك وتحويل #المعلومة، وذلك من خلال استخدام القصص والبيانات والصور من أجل تبسيط الرسالة ووصولها إلى جميع الفئات بحسب مقلّد.

عرض الأخبار بأسلوب مثير بصريًّا

تعتبر مقلّد أن موقع درج ميديا يعرض المعلومات والفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأسلوب مثير بصرياً، معتمداً على الصوت والصورة مما يساهم في القابلية على قراءة الرسالة وفهمها من قبل المستخدمين.

استخدام البيانات

تؤكد مقلّد أن فريق عمل موقع درج ميديا يسعى إلى تقديم المعلومات للجميع، لذلك، المحتوى ليس مدفوعًا، ولا تفرض أي اشتراكات على القارئ، مما يترافق مع هدف تأسيس الموقع وهو: قدسية المعلومة، فبحسب مقلّد “المعلومة مقدّسة” – بالمعنى المهني. في هذا السياق، يتلقى موقع درج الدعم من مؤسسات عالمية تعنى بالشأن الديمقراطي نفسه، كالOpen Society Foundations، والInternational Media Support، بالإضافة إلى الEuropean Endowment for Democracy.

مواقع التواصل الاجتماعي، آداه أم هدف؟

بهدف إيصال المعلومة، يعتمد الإعلام الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي، الّا أن الهاجس الأكبر هو أن تتحول هذه المنصات من آداه تأخذ بالجمهور الى الموقع الالكتروني، الى وسيلة لتلقي الخبر.

واجهت منصة درج ميديا هذا التحدي العام الماضي بحسب شربل خوري، محلل البيانات وصحفي في موقع درج ميديا، الذي أوضح أن الموقع كان يعتمد بشكل أساسي على تفاعل الجمهور مع محتوى صفحة الفيسبوك، الأمر المضر بالموقع الالكتروني. فالموقع هو الأساس وبالتالي كان لا بد من التركيز على طريقة وصول الجماهير اليه. 

من هنا، يستخدم موقع درج ميديا مواقع التواصل الاجتماعي كأداة لجذب الجمهور نحو محتوى ذات جودة عالية ومصداقية ليقصد الموقع مباشرة من أجل تفقد الأخبار بشكل يومي، فارتفعت نسبة الوصول الى الموقع بطريقة مباشرة بنسبة 50% حسب خوري.   

طريقة النشر عبر انستاغرام

ضمن عالم مواقع التواصل المختلفة، يحاول موقع درج ميديا نشر محتوى مبني على تفاعل الجمهور كما أن فريق العمل يسعى الى خلق محتوى مختلف كلياً لكل منصة ضمن الاستراتيجية المستقبلية. يشرح خوري أن الجمهور يتفاعل مع فيديو “أنا برأيي” عبر يوتيوب، إلا أنهم يفضلون المعلومات البيانية عبر فيسبوك مثلًا. جمهور فيسبوك مختلف عن جمهور مواقع أخرى.

تقنيات الاعلام الرقمي  

لا شك في أن المعايير الصحفية تعتبر مدماكاً عند كتابة الأخبار إلا أنه لا بد من التركيز على التقنيات الرقمية خاصة لناحية مراعاة محركات البحث المتعلقة بالموقع. من هنا، تمت برمجة موقع درج ميديا ليكون “متوافق مع الجوال”، أي أنه يراعي كون 90 % من المستخدمين يتصفحون الموقع من خلال الهواتف الذكية بحسب مقلّد.  كما يتم اعتماد الصور والمحتوى المناسب بصرياً على أساس قابلية المستخدم لقراءة هذا المحتوى بطريقة فعالة عبر #الموبايل. ت

تحسين المعايير الرقمية على موقع درج ميديا

شدد مقلّد أن الموقع يحاول أيضاً الحفاظ على مستوى في المعايير الرقمية من خلال الاستعانة بمبرمجين ووسائل إعلام أخرى لديها المقومات في هذا المجال. لا يعتبر مؤسسو الموقع أنه تم الوصول الى الهدف الأساسي من انشاء هذه المحطة الجديدة، حيث أن الاعلام الجديد لا يقف عند معايير موحّدة أو هدف مثالي. بالتالي، فان فريق العمل لا يزال يحاول تحسين المعايير الرقمية وتطويرها وذلك من خلال الاستعانة باختصاصيين رقميين واعتماد مبدأ “التجربة والخطأ” بشكل دائم بحسب مقلّد.

المقالات الطويلة وغياب التقسيم

نلاحظ مثلاَ أنه على الرغم من نشر المقالات الطويلة عبر موقع درج، يتم نشر محتوى عصري ومفصّل عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تحسين الوصول الى الجمهور عبر المنصات المختلفة. بالتالي، فقد لا تراعي جميع المقالات معايير النشر بحذافيرها، حيث أنه يتم نشر مقالات طويلة أحيانا أو الاستغناء عن تقسيم النص الى فقرات في بعض المقالات الأخرى. تقول مقلّد في هذا السياق أنها لا تزال تؤمن بالقراءات الطويلة، خاصة إذا تم اعتمادها في المواضيع المتخصصة أو التحقيقات. من هنا، يعتمد درج على الدخول المباشر الى الموقع أحياناَ حتى إذا تكن معايير الكتابة الرقمية متّبعة.   

المدونات والمواضيع المختلفة

على الرغم من قدرة بعض منصات الاعلام الجديد مثل درج وميغافون وغيرها الى الوصول الى الجمهور بشكل مباشر، وهو ما يمكن التحقق منه من خلال تفاعل الجهور مع هذه المنصات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا يمكن الاعتبار أن مهمة هذه المواقع قد أنجزت على أكمل وجه.  يكمن التحدّي الحقيقي في الحفاظ على معايير النشر والكتابة الرقميين ومجاراة تدفّق المعلومات وتقسيم فئات المجتمع من خلال خلق منصات جديدة لنشر المحتوى وتفكيكه وتحويله، وهو ما يعمل عليه فريق عمل موقع درج ميديا كخطة للعام الجديد بحسب مقلّد وخوري.

يبقى السؤال، هل ستعيد هذه المواقع التي تحمل راية الحريّة والاستقلالية الحياة إلى الجسم الصحفي في لبنان في ظلّ واقع أبعد ما يكون عن الاستقلالية والتعددية الحقيقية؟

عن سندريلا عازار

Lebanese journalist and advocate for issues related to freedom of expression, human rights and women empowerment.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

شريحة ال E Sim ثورة في عالم الاتصالات

شريحة ال e sim تزايد اهتمام شركات الاتصالات الهاتفية الجوالة بتقنية eSIM للهواتف الذكية، وكثر الاهتمام بالعملاء ...