الرئيسية / تحولات رقمية / المحرر الصحفي والعمل عن بعد: تجارب واقعية وتحديات مشتركة
العمل عن بعد
العمل عن بعد للمحررين

المحرر الصحفي والعمل عن بعد: تجارب واقعية وتحديات مشتركة

جائحة كورونا، غيمة سوداء أحاطت الكرة الأرضية، وقلبتها رأسا على عقب، تبدلت الحياة وتغيرت المفاهيم، وكعادة الانسان في كل حدث مرير يرفض الاستسلام فيبحث عن البدائل لإكمال حياته بأقل الأضرار الممكنة.

لم يكن فيروس كورونا سهلا على دول العالم، التي قررت البحث عن الأساليب الممكنة لإكمال الحياة، من العمل الى الدراسة الى الترفيه وغيره، والتغيير الأكبر الذي لجأ البشر البه هو الـ “اونلاين” ان كان من ناحية التعليم عن بعد او العمل عن بعد، والاقرب الى المفهوم العام الدراسة والعمل عن بعد.

ولأن الاعلام نقطة التواصل في هذه الحياة كان له دور كبير في هذه الجائحة، التي أثر وأثرت به، ومع تخبط الوسائل الإعلامية في بداية الامر لتجنب خطر “كورونا” عمدت الى نقل مهام عمل الصحافيين وتحديدا المحررين الى منازلهم.

ويعد التحرير الصحفي من المنزل ظاهرة جديدة تعكس التحولات في صناعة الإعلام ووسائل الاتصال، حيث يتيح التقدم التكنولوجي وتوسع استخدام الإنترنت فرصا جديدة للصحفيين للعمل عن بعد، والتفاعل مع الأخبار والمحتوى الإعلامي بطرق مبتكرة ومرنة.

ضغط نفسي كبير في العمل عن بعد

المحررة اية ايوب

في هذا السياق كشفت الصحافية “اية أيوب” والتي تعمل كمحررة في موقع “ليبانون تايمز” أن “تجربة العمل عن بعد وتحديدا في المنزل بدأت في يوم وليلة تقريبا، بأقل قدر من التحضير أو الدعم، فكنت أعمل على طاولة غرفة الجلوس في منزلي، لم يكن الامر سهلاً في بادئ الامر لناحية فترة الجلوس الطويلة، وفي ظل الأصوات من هنا وهناك ولا سيما من قبل الاطفال الذين لا يفهمون جدية الموقف، وخاصةً خلال الاجتماعات الافتراضية، واقصد هنا تحديداً التشويش الذي كان يشكل عائقاً احياناً لمتابعة العمل بشكل طبيعي”.

وأضافت “شكّل ضعف الانترنت عائقاً اخراً، فهو يؤثر تلقائياً على فعالية أدائي في بيئة العمل هذه، فقد كنت مضطرة احياناً للغياب عن الدوام لفترات طويلة، الامر الذي فُهم في بعض الاحيان على أنه استخفاف بالعمل، أو لا مبالاة، إضافة الى التأثير النفسي الذي يرافقنا مع هذه العوائق خاصة المحرر او الصحفي الجاد في عمله”.

ولفتت أيوب إلى أن “العمل عن بعد له اثار ايجابية كـ “تخفيض وقت وتكلفة التنقّل”، لا سيما واننا نشهد ازمة اقتصادية حادة وغلاء معيشة غير مسبوق. كما ان هذا القرار سمح بإعطائنا كموظفين “قدراً أكبر من الاستقلالية” وقدرة أكبر على تنظيم الوقت، إضافة الى اننا لم نشعر ان هناك تقصير من قبلنا فاستطعنا انجاز مقالات والتحدث مع مصادر للمقالات والاخبار خارج دوام العمل وانجازه وقت الفراغ وهو ما لم نشعر به في دوام العمل الذي ننهي عملنا فيه بساعات معينة “.

وأكدت أيوب ان “العمل من المكتب الوظيفي أفضل من المنزل، فبيئة العمل المريحة والتواصل المباشر مع الزملاء والتشاور معهم يشكل دافعاً لإنجاز المهام المطلوبة وضمن الوقت المحدد، ويحفز الموظف على المتابعة بدقّة اكثر”.

العمل عن بعد بين الايجابيات والسلبيات

العمل عن بعد
المحررة ايمان قاسم

معاناة الصحافيين كانت واحدة تقريبا باختلاف بسيط في تجربة العمل عن بعد، فبعد سؤال أكثر من محرر عن التجربة لم نجد الفرق كبير بين الإيجابيات والسلبيات والتحديات، حيث اشارت الصحافية ايمان قاسم والتي تعمل كمحررة في موقع “nabaieh.org” الى أن ” تجربتي في العمل عن بعد بدايةً لم تكن بالسهلة ، وذلك يعود لعدّة أسباب منها صعوبة إنجاز الأعمال بوقتها بسبب مشكلة الإنترنت والكهرباء التي نعاني منها في البلاد والتي كانت في بعض الأوقات تُأخذ بالاعتبار وتارّة تُعتبر “تقصير”… وأيضاً تختلف التجربة بأن الفرد ضمن نطاق عمله قد يتلقّى مساعدة من بعض الأفراد المتواجدين معه ، ليس كالعمل من المنزل حيث يبقى مضطراً لينجز المطلوب لوحده”.

وأوضحت ان للعمل من المنزل إيجابيات ليس فقط سلبيات حيث “وفّر على البعض تكلفة بدل نقل، خصوصاً أنّه جاء مع بداية الأزمة الاقتصادية التي يشهدها البلد، إضافة الى توفير الوقت لمن يعيش بعيدا عن مكان عمله ويضطر للبقاء ساعتين في المواصلات، إضافة الى القدرة على انجاز عملين في ان واحد بسبب الأوضاع، فما عدتي مضطرة الى الالتزام بدوام محدد”.

وبالمقارنة بين المكانين رأت قاسم أن “على الصعيد الشخصي أُفضّل العمل ضمن نطاق المكان المخصص للعمل سواء كان مكتب أو مؤسسة أو غيرها ، وذلك يعود لاكتساب خبرات من الزملاء المتواجدين والقدرة على تطوير الذات أكثر”.

العمل عن بعد يوفر الوقت

المحررة بتول دندش

أما المحررة بتول دندش والتي تعمل في موقع “exposed news” كان لها حديث عم نفس التحديات ولكن اختلفت وجهة نظرها لصالح العمل من المنزل، فرأت أن العمل من المنزل أفضل من العمل ضمن مكتب رغم التحديات المحاطة، ولكن دوام العمل من المنزل برأيها يمكنها من اخذ راحتها اكثر وتوفير الوقت لأنها تعيش في الهرمل وعملها كان في بيروت وهو ما يكلفها ساعتين ونصف الساعة للوصول الى العمل، إضافة الى وضع معاش العمل على اجار الطرقات”.

وأضافت دندش أن “المحرر يمكن التواصل مع مسؤول فترة العمل لإدارة العمل في حال حدوث أي أمر مستعجل، لذلك بالنسبة لي العمل من المنزل افضل لي من العمل في مكتب العمل”.

التجربة قد أظهرت لنا تأثيرات إيجابية عديدة، وكذلك سلبية لناحية الوقت والضغوطات العملية والنفسية، ولكن أدركنا أن العمل الصحفي من المنزل يمكن أن يكون فعالاً وناجحاً إذا توفرت الشروط الملائمة، كما أن استخدام التكنولوجيا الحديثة والاتصالات عبر الإنترنت قد أتاح للصحفيين فرصاً جديدة للتواصل مع مصادر الأخبار والبحث والكتابة والتحرير عن بُعد، مما مكنهم من تغطية الأحداث والتعامل مع الأخبار بشكل فعال.

ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن العمل الصحفي من المنزل يتطلب تحديات معينة، مثل التحديات التقنية والاجتماعية والنفسية، والتي يجب التعامل معها بشكل جيد وتفهمها أيضا من قبل القيمين على العمل ككل او على التحرير في المواقع الإخبارية.

عن zahraacharafaldine

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شريحة ال E Sim ثورة في عالم الاتصالات

شريحة ال e sim تزايد اهتمام شركات الاتصالات الهاتفية الجوالة بتقنية eSIM للهواتف الذكية، وكثر الاهتمام بالعملاء ...