الرئيسية / تحولات رقمية / الذكاء العضوي: هل سيكون بديلاً أكثر كفاءة من الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء العضوي يغزو العالم في العام 2023

الذكاء العضوي: هل سيكون بديلاً أكثر كفاءة من الذكاء الاصطناعي؟

يشهد العام 2023 تطورًا تكنولوجيًّا هامًا اجتاح الأوساط العلميّة بسرعة هائلة، ألا وهو “الذكاء العضوي” (Organoid Intelligence). فبعد أن شغل الذكاء الاصطناعي العالم على مدار عقود من الزمن لما حقّقه من إنجازاتٍ متقدّمة على مستوى الآلة والتقنية، هاهو الذكاء العضوي اليوم يشغل العلماء، إذ يمثّل نقلة نوعية في مجال العلوم والتكنولوجيا التي تعمل بالخلايا الدماغية وتمكّن الآلات من محاكاة التفكير البشري.

ما هو الذكاء العضوي؟

الذكاء العضوي هو محاولة معلوماتية لإنتاج الوظائف المعرفية للإنسان كالإدراك والذاكرة وغيرها من خلال إنتاج نموذج مخبري يشبه ما يقوم به الدماغ البشري، أي إنتاج خلايا مخبرية تشبه الخلايا البشرية ومن ثم العمل على برمجتها لتقوم بمهام حوسبية، وفي هذا الإطار تشير بعض التقارير أنّ العلماء لديهم خطّة لاختراع أجهزة كمبيوتر تعمل بخلايا الدماغ البشري.

بدأ الدكتور توماس هارتونغ، أستاذ الصحة البيئية والهندسة في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة وكلية وايتينغ للهندسة، في تنمية عضويّات الدماغ عن طريق تغيير عيّنات من جلد الإنسان في عام 2012.

يعتقد هارتونغ وزملاؤه أنّ جمع قوّة عضويات الدماغ في نوع من الأجهزة البيولوجيّة سيكون أكثر كفاءة من أجهزة الكمبيوتر العملاقة، ويقول إنّ أجهزة الكمبيوتر العضوية ستوظّف شبكات من عضويات الدماغ لإحداث ثورة محتملة في الاختبارات الصيدلانية لأمراض مثل مرض الزهايمر، وتوفّر نظرة ثاقبة في الدماغ البشري وتغيّر مستقبل الحوسبة، وفق بحث نشره العلماء في مجلّة “Frontiers in Science“.

وقال هارتونغ، كبير مؤلفي الدراسة، في بيان إنّ الحوسبة والذكاء الاصطناعي يقودان ثورة التكنولوجيا، لكنّهما بلغا حدًّا أقصى. وذكر أنّ الحوسبة العضويّة ستزيد الكفاءة لتجاوز حدودنا التكنولوجية الحالية.

تمهيدًا لإنتاج لذكاء العضوي الدكتور توماس هارتونغ مع عضويّات الدماغ في مختبره.

العضيات الذكية مقابل الدماغ البشري

ويعتمد الذكاء العضوي على تطوير ما يُعرف بالعضويات أو العضيات (Organoids) . والعضيات هي كتل نسيجية مشتقة من الخلايا الجذعية تعيش في أطباق داخل المختبرات. وتم دمجها في هياكل ثلاثية الأبعاد تحاكي بنية ووظيفة الدماغ البشري. وتمتلك خلايا عصبية ونقاط تشابكية تساعد الكومبيوتر على القيام بوظائف حيوية مثل التعلم والتذكر. وكانت قد استُخدمت سابقًا في علاج السرطانات وزرع الأنسجة والاضطرابات العصبية.

صورة تمثل العضيات الذكية على شكل الدماغ البشري

لكن استخدام الخلايا البشرية لصناعة الحواسيب يثير مخاوف بشأن اعتبارات أخلاقية، إذ يشير النقاد إلى أن العضيات قادرة على الإحساس بالألم ما يستوجب إجراء فحوص تمنعها من المعاناة. لكن القائمين على المشروع يقولون إنهم على شراكة مع علماء الأخلاق لتقييم جميع القضايا الخلافية.

ويحذر المهندس رينيد زينو من مغبة طمس الخط الفاصل بين الإنسانية والتكنولوجيا. ويرى أن “دمج الذكاء الاصطناعي مع الوعي البشري سيشوه معنى أن تكون إنسانًا وآلة وقد يصبح القضاء على الذات البشرية خطرًا وجوديًا”.

تقرير حول تطوير “حاسوب حيوي” مدعوم بعضو حيوي مكون من الملايين من خلايا الدماغ البشري

الذكاء العضوي خيرٌ أم شر؟

يشير البروفيسور غسان مراد الباحث الأكاديمي وأستاذ اللسانيات الحاسوبية في الجامعة اللبنانية الى أهميّة الذكاء العضوي في حياة البشرية ومستقبلها، حيث أنّ “هذا النوع من الذكاء سيساهم في تعزيز فهمنا لعملية معالجة المعلومات في الدماغ، كمعالجة العديد من الأمراض الدماغية، بالإضافة للتعرف على كيفية عمل الشبكات العصبية لأننا سنقوم بعملية برمجة الخلايا المخبرية التي تشبه الخلايا الدماغية ، ممّا سيحسن فهمنا للفيزيولوجية المرضية العصبية، وستتم الإستفادة منه لابتكار مناهج للوقاية”.

من ناحية أخرى، يؤكّد مراد “أن الذكاء العضوي شأنه شأن أي تكنولوجيا وُجِدت تاريخيًّا وحتى يومنا هذا، إذ يمكن الإستفادة منها لصالح البشرية أو لطالحها في الوقت عينه.”

وأردف مراد أن “الذكاء العضوي يتكامل مع الذكاء الإصطناعي بحيث يمكن تسميته بالذكاء العضوي الإصطناعي، إلا أنّه سيكون أسرع ويستهلك طاقة أقلّ بكثير من الطاقة المستهلة حاليًّا من الذكاء الاصطناعي والحواسيب التي تعتمد على الالكترونيك والكهرباء”.

مقالات ذات صلة: ”شات جي بي تي4.0 يبصر النور” و 1377 عالم يطالبون ب”هدنة صيفية” للذكاء الاصطناعي!: الذكاء العضوي: هل سيكون بديلاً أكثر كفاءة من الذكاء الاصطناعي؟

عن loulousleiman

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شريحة ال E Sim ثورة في عالم الاتصالات

شريحة ال e sim تزايد اهتمام شركات الاتصالات الهاتفية الجوالة بتقنية eSIM للهواتف الذكية، وكثر الاهتمام بالعملاء ...