الرئيسية / ملفات / جورج خباز: أحب الكوميديا الذكية الخالية من الابتذال
المصدر: موقع الكتائب
( المصدر: موقع الكتائب)صورة للممثل جورج خباز

جورج خباز: أحب الكوميديا الذكية الخالية من الابتذال

شهدنا في السنوات الأخيرة، تغيّراً كبيراً في صناعة الكوميديا وكيفيّة وصولها إلى الجمهور، وذلك بفضل ظهور وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي”. هذه المواقع أتاحت الفرصة للكوميديين للتواصل مع جماهيرهم بطريقة مباشرة ومختلفة، ولكنّها أضحت من دون حسيب أو رقيب أقلّها في لبنان، هذا البلد المعروف بتعدد طوائفه، فمن جهة استغل البعض الكوميديا في تلك المواقع من خلال قولبة المواضيع المتعلقة بالعنصرية، التحريض وإيذاء الآخرين وفتح ذاكرة الحروب والشحن الطائفي، لإثارة الجدل وجلب أكثر نسبة من المشاهدة، ومن جهة أخرى شهدنا حضورَ مجتمعٍ بفئاته كافّة على اختلاف أفكارهم وتعدّد بيئاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي يعملون على تضخيم الموضوعات المطروحة.

أيّاً كان المسبّب لتراجع المحتوى الكوميدي فالنتيجة واحدة! المحتوى الكوميدي في تراجع نسبة لازدهاره في التسعينيات، لا سيّما بعد أن أخذت شاشات التلفزة على عاتقها هذا النوع المبتذل من الكوميديا الذي تحدثنا عنه، فأصبح ذلك المنفس الوحيد الذي كان في حوزتنا في زورق الجو العام نفسه .

الكوميديا اليوم تتأثر بمواقع التواصل الاجتماعي

وفي حديث لموقع ” المراقب”، تحدث خباز عن مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في المواضيع التي تعرض اليوم على شاشات التلفزة حيث توضع في قالب كوميدي، واعتبر أن التلفزيونات أصبحت تعوّل على مشاهير السوشيال ميديا لضمان استمراريتها، كما أنها أعطت مساحة كبيرة لهم على شاشاتها لكسب المشاهدات والربح وبالمختصر أشار إلى أن الشاشة الصغيرة أصبحت مخصصة لنجوم هذه المواقع.

الكوميديا في التلفزيون
المصدر: موقع أكيد الأردني

رفض خباز أن يتم تصنيف الكوميديا اليوم على أنها غير هادفة واعتبر أن هذه الحقبة كسابقاتها، حيث نجد فيها المضمون الكوميدي الجيّد والهادف، أيضاً السطحي والمبتذل، ولكن الفرق أن الكوميديا الحالية تعتريها الفوضى بشكل أكبر بسبب المساحة التي أعطتها مواقع التواصل الاجتماعي للجمهور. هذا الجمهور الذي عبّر عنه خباز بأنه واسع ومتنوع، ونسبة كبيرة منه مختلف بأسلوبه وطريقة طرحه للمواضيع الكوميدية عن جمهور التلفزيون والممثلين الكوميديين التقليديين فيه. ما أدى إلى اختلاف نوعيات البرامج من حيث حصرها بقضايا وبيئات معينة وملاحقة التراندينغ tranding. ( المواضيع التي تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي ).

الجميع مسؤول عن الفوضى في الكوميديا

يرى خباز أنه من يتحمل مسؤولية الفوضى الإعلامية هي المؤسسات الإعلامية من جهة ومواقع التواصل الاجتماعي من جهة أخرى، ورفض اعتبار جهة منهما بمفردها السبب، لأن الجميع سلسلة مترابطة تتبع بعضها البعض. وأضاف أن الوضع المتردي اجتماعياً هو الذي أثّر على الإنتاج الإعلامي الذي ينعكس على الفن والكوميديا أيضاً.

صورة جمعناها للمجموعة ممثلين كوميديين في الماضي

الكوميديا في الماضي

لكل زمن كوميديا خاصة به وبأنواعها المختلفة، هذا ما أكد عليه خباز. ذاكراً بعض أنواع الكوميديا في الماضي، “في زمن الكوميدي أبو سليم (الكوميدي المصلح) كان هناك أيضا مسرح شوشو(المسرح الشعبي الهادف) المختلف قليلاً، المقتبس من مسارح اجنبية لموليير، وأيضا زياد الرحباني ( المسرح السياسي الاجتماعي اللاسع) الذي قدم كوميديا مختلفة عنهم، كما كان هناك مسرح الساعة مسرح١٠(الشونسونييه).

أبو سليم: لقب اعتمده الكوميدي العريق صلاح تيزاني في غالبية مسلسلاته ومسرحياته وأصبح الاسم المحبّب لدى الجمهور للتعريف عنه، كان يقدّم الكوميديا الاجتماعية مع طاقم عمل يشاركه دائماً. أبو سليم الطبل الرجل الطيّب .المتسامح حلال المشاكل والكوميدي في آن واحد

مسرح شوشو: “شوشو” لقب اعتمده الفنان الكوميدي الكبير الراحل حسن علاء الدين وأصبح الاسم الموصول باسمه مباشرة، عُرف مسرحه بالمسرح الشعبي. شكّلت مسرحياته وأغانيه الساخرة ونكاته اللاذعة، خطراً على السلطات في حينها من فسادها وسوء أدائها.

مسرح موليير: مسرح الكاتب المسرحي الهزلي موليير، ذي العشرين مسرحية بين الهزلية والملهاة والمأساة مسرحيات موليير تطرقت إلى فضح الطبائع البشرية، وانتقاد التكلف المفرط لدى الطبقات الثرية في المجتمع الفرنسي أواسط القرن السابع عشر، وقد كانت مسرحيات موليير ملهمة للكثير من الكوميديين في لبنان.

مسرح زياد الرحباني: المسرح الواقعي إذا أصحّ التعبير، فقد انتقد زياد الرحباني في مسرحياته الدولة والنظام والشعب والطوائف والأحزاب. طالب بالثورة والتغيير والانتفاضة على الواقع السيء الذي قسم البلد الى فقراء وأغنياء. أعطى رأيه بصراحة من دون مواربة أو تزلف.

مسرح الساعة العاشرة: المسرح النقدي الذي يسلط الضوء على السياسيين ورجال المجتمع بطريقة فكاهية كتقليد الشخصيات مثل رئيس الجمهورية حينها سليمان فرنجية. امتاز هذا المسرح بالرقص التمثيل والغناء.

تقييم الكوميديا

“لا يمكننا الحكم على الكوميديا نفسها، انما نقيّم مقدّميها ” بهذه الكلمات عبّر خبّاز حين سألناه عن رأيه بالنوع الكوميدي الذي يقدم حالياً. حيث اعتبر أن الحكم يكمن في تقييم الأشخاص الذين يقدمون الكوميديا، من نجح في تقديم هذا النوع الجديد ومن فشل، عن طريق عرضها بأساليب مبتذلة ورديئة أدت الى ابتعاد جزء من الجمهور عن مشاهدة برامج الكوميديا لعدم قبولهم هذا النوع الفكاهة.

أخبرنا خباز وفي سياق الحديث عن النوع الكوميدي الأحب إلى قلبه فهو يحبها “ذكية مبنية على الموقف، خالية من الابتذال ومن اللعب على الغرائز الجنسية والسياسية، تبقى وتعيش، لا حدود لبقائها، وغير آنيّة.

مجتزأ من اتصال موقع المراقب بجورج خباز

بالطبع إجابته متوقّعة فلا سيما كانت وما زالت كوميديا جورج خباز من الأنواع التي جذبت عدداً لا يستهان به من شرائح المجتمع من مختلف الأعمار والطبقات والثقافات، تحاكي الجميع بعمق سهل، حيث تستنتج من صلب المعاناة ومن صلب القضايا المهمّة وعرضها بأسلوب مضحك ومبكٍ في الوقت عينه. وقد أتقن في إيصال الكوميديا بذكاء وحنكة وسعى أن تحافظ على ديمومتها من خلال أعماله.

نهاية “براندو الشرق”

على ما يبدو أن هذه السنة فاتحة خير على جمهور خباز الذي اشتاق لأعماله خاصة بعد ابتعاده عن الشاشة الصغيرة 11 عاماً، فقد عرض مؤخراً مسلسل ” براندو الشرق” على تطبيق شاهد من كتابته وبطولته. كان لنا الفضول في معرفة سبب اختيار تلك النهاية للمسلسل التي لم تكن متوقّعة، فيقول بأن الإنسان لا يمكنه كسب كلّ شيء في الحياة، علينا أن نكون واقعيين في وضع النهايات، ولنبتعد عن روتين الأفلام العربية التي اعتدنا على نهايتها السعيدة، ولنكون واقعيين لا بد أن تكون النهاية كذلك (حقق حلمه في إخراج الفيلم في المقابل خسر حبيبته لما).

مقطع من مسلسل براندو الشرق يظهر فيه “يوسف” وحبيبته “لما” قبل الانفصال

أعمال جورج خباز الحالية

وبالعودة إلى إنجازاته هذه السنة فقد حجز خباز مكاناً له في سباق رمضان 2023، من خلال مسلسل ” النار بالنار” الذي سيشارك في بطولته إلى جانب النجمين السوريين عابد فهد وكاريس بشار، في المقابل، لن يكتفي بهذا بل يتحضّر لتجربة سينمائية جديدة، من خلال فيلم يحمل اسم «الواوي»، ستنكشف تفاصيله قريباً. وإطلاق أول ألبوم كامل له يحمل كلماته وألحانه بعنوان ” جايي الأيام”، ضمن فعاليات «مهرجان البستان الدولي» الذي تحمل دورته هذا العام عنوان «إيقاعات السلام». وقدم خباز حفلتين غنائيتين في الرابع والخامس من آذار بعنوان ألبومه الجديد، الذي أوضح على موقعه الرسمي على الفيس بوك أنه استغرق الإعداد له أربع سنوات. وأعطى جورج بعض التفاصيل حول مشروعه، قائلاً: «سجّلت قسماً منه بين رومانيا وألمانيا، وهو من كلماتي وألحاني وغناء لينا فرح وتوزيع لوكاس صقر.

مقال ذات صلة: اضغط هنا

اعداد وكتابة: دينا مشيك، عائشة علوان

عن dinamcheik