الرئيسية / تقصي الحقائق / فيديو متداول لحادثة سرقة لم تحدث في لبنان
محاولة فاشلة للسرقة لم تحدث في لبنان

فيديو متداول لحادثة سرقة لم تحدث في لبنان

فاطمة عبد الجواد

تداول نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو لمحاولة سرقة تحت تهديد السلاح ادعى الجميع أنها وقعت في لبنان.  

وانتشر الفيديو بشكل واسع بين المستخدمين، لتتناقلها لاحقاً مجموعة من الصفحات الإخبارية على “فيسبوك”، مرفقاً بعبارات: “محاولة سرقة في خلدة، الضحية مسلح ولكن السارق أصابه”، وأيضاً “محاولة سرقة سيارة في طرابلس وإصابة صاحبها بطلق ناري”، أو “محاولة سرقة إحدى الإشخاص في منطقة زحلة ليل أمس وكان الشاب بالمرصاد للسارق” أو حتى “محاولة سرقة فاشلة لسيارة في صيدا ليل أمس”.

وتظهر المشاهد الليلية المسربة من كاميرا مراقبة، رجلا يترجل من سيارة صغيرة بيضاء ليصوب مسدسه نحو رجل آخر في سيارته المركونة على جانب الطريق، ثم تتحول الأمور ويتم تبادل إطلاق النار بين الرجلين، إلى أن فر السارق بالهروب.

https://twitter.com/klna_psp/status/1341061111311962115

صحافي: الحادثة لا علاقة لها بلبنان

بعدما تعددت الروايات، وتكثف تشارك المقطع المصور على جميع المنصات، تحدثنا مع الصحافي اللبناني المتخصص في تقصي الحقائق، محمود غزيّل، لنتحرّى من دقة الخبر ومكان وقوعه.

وحول آلية التحقق من صحته، يوضح غزيل لـ “المراقب”، أن البحث عن المقطع المصور بعد تجزئته إلى مشاهد ثابتة “Invid” يقود إلى مواقع إخبارية إسبانية، لا سيما في الأورغواي، ضمن تقارير عن مواجهة شرطي ورجل حاول أن يسرقه.

وبذلك يؤكد غزيل أنه لا صحة للمزاعم التي أرفقها النشطاء اللبنانيون مع الفيديو، وأن الحادثة لا علاقة لها بلبنان، وقد صورت في الأورغواي في الخامس عشر من كانون الأول\ديسمبر من العام المنصرم، ويظهر مواجهة بين شرطي ورجل أراد سلبه تحت تهديد السلاح، وهو ما نشر على موقع Montevideo في الاوروغواي.

ويضيف غزيل أنه بعد معاينة الرسومات التي ظهرت في الفيديو على الجدار الخلفي، تبين أن الجدار يحيط بمبنى الفن المعاصر Espacio de Arte Contemporáneo في الأورغواي، والذي كان معتقلاً قبل أن يتحول إلى متحف. وبالتالي تمكن غزيل من تحديد الشارع الذي وقعت فيه الحادثة عبر منصة Google Maps.

الشارع الذي وقعت فيه محاولة سرقة فاشلة في الأورغواي (Google Maps)

غزيل: هناك حاجة لمكافحة الأخبار الزائفة

ويوضح محمود غزيّل، وهو أحد الصحافيين اللبنانين الذين يتصدون للأخبار الزائفة على صفحته الشخصية على فيسبوك منذ عام 2013، أنه بحكم خلفية عمله الصحافي، “بات الأمر شبه تلقائي للتدقيق بالمعلومات الواردة، والرد على المزاعم المتكررة والمتشابهة”، إلى حد لم يعد الأمر يأخذ بضع لحظات من أجل تفنيد الأخبار.

“بات الأمر شبه تلقائي للتدقيق بالمعلومات الواردة، والرد على المزاعم المتكررة والمتشابهة”

ويرى غزيل أنه في فترة الثورة المعلوماتية والتطور التكنولوجي، كان واضحاً أن هناك حاجة الى وجود سياسة إعلامية لدى المؤسسات الصحافية اللبنانية لمكافحة الأخبار الزائفة، حيث ظهر جليا أن هذه المؤسسات تستهلك وتعيد نشر الأخبار الكاذبة في ظل غياب الرد من الهيئات الاعلامية على ما ينشر من أخبار مغلوطة.

ثقة الناس

رغم قلة الإمكانات التي يحظى بها الأفراد في مواجهة كم كبير من الأخبار الكاذبة، إلا أن هذه الجهود الفردية خففت بشكل واضح كمّ المعلومات المغلوطة.

وفي هذا الصدد، يشير غزيّل الى أن حساباته الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي تحولت أخيراً إلى صندوق بريد لطلبات الناس في التدقيق والحصول على معلومات لا سيما تلك المتعلقة بفايروس كورونا سواء لناحية الإصابات أو كيفية الوقاية منه، أو ما يتم التداول به عبر حسابات غير معروفة المصدر.

وبذلك، لاقت المعلومات التي تم تصحيحها تفاعلاً كبيراً من الجمهور ووسائل الاعلام، عبر إعادة نشر ما يتم تصحيحه ونسبه لصفحته الشخصية من أجل تعزيز المصداقية، بحسب غزيّل.

نصائح من الصحافي محمود غزيل حول تقصي الحقائق

مقالات ذات صلة:

الاقفال العام في لبنان… مواطنون يفضحون الخروقات عبر مواقع التواصل
النّساء على مواقع التواصل الإجتماعي… بين التأثير والتأثّر

عن فاطمة عبد الجواد

فاطمة عبد الجواد، صحافية، حاصلة على إجازة في فنون التواصل من الجامعة الدولية في بيروت، وتتابع دراسة الماجستير في الإعلام في الجامعة اللبنانية. عملت في عدد من المؤسسات الإعلامية كمراسلة، ومحررة، ومنتجة برامج. تعمل حالياً كمراسلة لقناة الغد، وأيضاً لمنصة كامبجي Campji.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

إيلون ماسك يغير شعار تويتر إلى كلب دوجكوين

إيلون ماسك يغير شعار توتير إلى كلب.. دلالات وأبعاد

إعتاد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، إثارة الجدل بأفكاره وتصرفاته واجراءاته، لا سيما عبر سلسلة القرارات ...