AL Mourakeb | المراقب نحو عمل اعلامي متطور..
يسارع البشر في ابتكار تقنيات تكنولوجية جديدة يوما بعد يوم. صناعة الروبوتات ابرز تطور تكنولوجي يتنافس عليه البشر في القرن الحادي والعشرين، حتى باتت هذه الروبوتات تتطور بشكل سريع وتشهد تحسنا كبيرا في مجال آدائها.
لكنّ هذا التطور تخطى حدود مساعدة الانسان في تحسين مستوى حياته وزيادة خدماته الرفاهية، ووصل الى حد التغلغل في ظائف الانسان، حتى اعتبره البعض تهديدا لخسارة الانسان عمله في المستقبل.
الروبوتات تغزو وظائف الإنسان
نشهد اليوم سباقا بين الشركات العالمية على ابتكار روبوتات شبيهة بالبشر، من حيث جسد الانسان، وذكائه، وقدرته على التحرك، وتشغيلها في وظائف عديدة معقدة مثل التعليم والمحاماة والمطاعم والطب والفضاء والرياضة، والعديد من المجالات الأخرى بعد ان كانت وظائف الروبوتات سابقا تقتصر على قطاع الصناعة والخدمات.
الروبوتات في قطاع التعليم
- الروبوت “ان أي أو”
اطلقته شركة فرنسية وهو من اشهر انواع الروبوتات التعليمية، حيث قامت مدرسة بولاية كونتيكت الاميركية بتجربته في مجال تعليم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. هو ذو حجم صغير وطوله 22 بوصة فقط، ويحتوي على الكاميرات والميكروفونات وكذلك على عدد كبير من المستشعرات، وهو ما يساعده على المراقبة والقيام بالكثير من المهام المختلفة.
الروبوتات في قطاع المطاعم والسياحة
- الروبوت “موزو”
أول روبوت لخدمة الزبائن بمطعم في مصر، تمت برمجته لاستقبال الطلبات وتوصيل الوجبات للطاولات. وهو يعمل مع طاقم الموظفين بالمطعم، الذين يقتصر دورهم على إدخال رمز لتأكيد الطلب الخاص بكل طاولة ثم وضع أطباق الطعام على صواني الروبوت المصممة خصيصا لأداء المهمة.
- الروبوت “بايليرو“
تم تصميمه في اسبانيا ووظيفته طهي طبق Paella اشهر طبق رز في اسبانيا. الروبوت يمكنه ان يتحكم بدرجة الحرارة واضافة المكونات وتحريك الطعام وطهيه. تم تصميمه ليكون مساعدا للطباخ، من اجل الحفاظ على المذاق نفسه دائما للطبق.
- الروبوت “أميكا”
روبوت على هيئة انسان من حيث الجسد والتعابير والكلام.تعد من اكثر الروبوتات تقدما حول العالم، وتستقبل الزوار في معرض دبي للمستقبل. تعتمد على الذكاء الاصطناعي ويمكنها تتبع الحركة والتعرف على حركة الوجوه، بالاضافة الى انها قادرة على القيام بحركات شبيهة بالانسان كحركات اليد وتعابير الوجه وتشنجات العينين، كجزء من تفاعلها البشري في خدمة العملاء.
الروبوتات في قطاع الفن
- الروبوت “روبوتور“
يعمل الروبوت في مجال النحت ويبلغ طوله 13 قدما. وقد عرضت الشركة المطورة له فيديو وهو يقوم بنحت لوحة عملاقة من الرخام لإعادة صنع تمثال “تيربسيكوري لكانوفا”، المنحوتة الإيطالية الشهيرة التي تعود للقرن التاسع عشر.
الروبوتات في قطاع الطب
- روبوت صيدلي
روبوت آلي يعمل في صيدلية في مصر ويمكنه تحضير الوصفات الطبية للناس خلال 30 ثانية. بدأ استخدامه خلال فترة جائحة كورونا، لتقليل احتكاك علب الادوية مع الناس والحد من انتشار الفيروس. كما يمكنه رصد المخزونات لكل دواء، وتحديد الأدوية التي يقترب موعد انتهاء صلاحيتها.
- روبوت طبيب
روبوت محلي الصنع في ايران استخدم في اجراء عملية جراحية لكلب عن بعد، حيث وضع الروبوت الجراح في مستشفى والطبيب في مستشفى آخر حيث تفصل بينهما مسافة 7 كيلومترات. ويمتلك الروبوت ذراعين آليين، يتحكم بهما الجرّاح عن طريق وضعهما خلف وحدة التحكم الجراحية عن بُعد، ويتم عرض صور العملية على الشاشة أمام الطبيب
- الروبوت “غارمي”
ابتكره باحثون من معهد ميوونخ للروبوتات ومهمته مساعدة المسنين وتقديم الرعاية لهم. فهو قادر على تشخيص امراض المسنين وتقديم الرعاية والعلاج المناسب لهم بالاضافة الى تقديم وجبات طعام، وفتح عبوات الماء ومساعدة المريض في حالة السقوط.
الروبوتات في الاعمال المنزلية
- الروبوت “دايسون“
عرضت شركة “دايسون” نماذج أولية لروبوتات مخصصة لتنظيف المنازل تلقائياً. ومن ضمن هذه الروبوتات، روبوت له ذراع آلية مع فوهة مكنسة كهربائية لتنظيف الأثاث. وروبوت آخر له قبضة ناعمة يمكنه تحريك الأواني والأطباق وترتيبها، والروبوت الثالث يمكنه جمع الأشياء الصغيرة المبعثرة في المنزل، من لعب ودمى الأطفال وغيرها.
الروبوتات في القضاء
شركة “دو نات باي” طورت اول محام روبوت في العالم. الروبوت يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي للاستماع إلى قضايا المحكمة وإخبار المدعى عليه بما يجب أن يقوله من خلال سماعات الرأس.
الروبوتات في قطاع الإعلام
- الروبوت “ابتكار”
“ابتكار هي مذيعة الذكاء الاصطناعي لدى قناة الجزيرة، وقد عُرفت ب “الإعلامية الروبوت” كما أطلق عليها. وقد ظهرت “ابتكار” في مقطع فيديو وهي تقدم نفسها على انها مذيعة تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي. وهي تبدو كالإنسان ومن الصعب ملاحظة انها روبوت.
الروبوتات في قطاع الرياضة
- الروبوت “آرتيمس”
يبلغ طوله 4 أقدام و8 بوصات، وهو من بين الروبوتات الثلاثة الوحيدة في جميع أنحاء العالم التي لديها القدرة على الجري لمسافة 2.1 متر في الثانية.
رجل آلي متقدم مزود بأجهزة استشعار فائقة الذكاء, يمكنه المشي والقفز وهو محترف في كرة القدم. المصممون قالوا إنه يتفوق على النجم ليونيل ميسي في ركل الكرة.
لا يجب أن تخشى المهاجرين الذين يأخذون وظيفتك ، يجب أن تخاف من الروبوتات
الصحافي سعيد فضيل باسيك
متغيرات الوظائف مع الروبوتات
كشفت دراسة حديثة من جامعة أكسفورد وجامعة أوتشانوميزو انه سيتم تنفيذ 44٪ من الأعمال المنزلية و 28٪ من أعمال الرعاية بواسطة الروبوتات في غضون عقد من الزمن. وشملت الدراسة رأي 65 خبيرا في الذكاء الاصطناعي الذين قدّروا ان الانسان سيقضي وقتا أقل بنسبة 59٪ في التسوق بحلول عام 2035 و 46٪ وقتا أقل في الطهي والتنظيف بمساعدة الروبوتات. في المقابل اورد المنتدى الاقتصادي العالمي في دراسة 17 مهمة وتغير الوقت المستغرق لها في غضون 10 اعوام، مشيرا الى انّ الانسان سيستغرق وقتا اقل في الاعمال المنزلية بفعل وجود الروبوتات، لكنه سيستغرق وقتا اكثر في امور الرعاية والاطفال التي ستكون صعبة في البداية على الروبوتات.
الروبوتات: تهديد ام مساعد للإنسان؟
بالنظر الى التطور الكبير في قطاع الروبوتات والمتغيرات التي سيحدثها على الوظائف، يقول الكاتب والمتخصص في الذكاء الاصطناعي منوّر محمد للمراقب إنّ “الروبوتات اليوم أصبحت أكثر تطورًا وقدرة على القيام بمهام أكثر تعقيدًا”. ويشدد على “ضرورة النظر إلى الروبوتات كأدوات مساعدة للإنسان في أداء المهام وتحسين جودة الحياة، وليس كبديل عن العمل البشري. بالاضافة الى النظر في الجوانب الأخلاقية والاجتماعية لاستخدام الروبوتات، والتأكد من أن تكون تقنية مفيدة ومتاحة للجميع، وأن لا تؤثر على الوظائف البشرية والقيم الاجتماعية”.
وبالحديث عن احتمال تهديد وظائف الانسان يرى محمد “انه من الممكن ان يؤثر التطور السريع في مجال الروبوتات على بعض الوظائف في المستقبل لكنّه لن يلغي دور الانسان، لأنّ التكنولوجيا لا تتمتع بالقدرة على القيام بجميع الأعمال التي يقوم بها الإنسان وخصوصا تلك الابداعية”.
ويقول إنّ ” التطور في التكنولوجيا يمكن ان يخلق وظائف جديدة ويحسن الإنتاجية وجودة العمل في العديد من الصناعات”. ويعتبر انه يجب النظر إلى التكنولوجيا على انها “أداة مساعدة للإنسان في العمل وليس كبديل له”، من اجل تعزيز التعاون بين الإنسان والآلة، وتطوير المهارات اللازمة للعمل مع التكنولوجيا الحديثة، وتحديث وسائل التعليم والتدريب في سبيل مساعدة الناس على التأقلم مع التغيّرات المستمرة في سوق العمل.
ويعدد محمد الوظائف التي ستتأثر بالروبوتات على الشكل التالي:
- الصناعات: يمكن للروبوت أن يحل محل العمل اليدوي في تجميع المنتجات والتحكم في عمليات الإنتاج.
- الخدمات اللوجستية والتوزيع: يمكن استخدام الروبوتات في عمليات التحميل والتفريغ والتوزيع للحد من العمالة البشرية.
- الخدمات المصرفية والمالية: يمكن للروبوت ان يحل محل بعض الوظائف الإدارية والمالية الروتينية مثل إصدار الفواتير وإعداد التقارير.
- الرعاية الصحية: يمكن استخدام الروبوت في العمليات الجراحية والعناية بالمرضى.
وشدد محمد على انّ “الروبوت لا يمكنه أن يحل محل العمل البشري بشكل كامل في هذه الصناعات، وقد يعمل كمساعد لتحسين الإنتاجية والجودة وخفض التكاليف. وعلى المدى البعيد، قد يتم خلق وظائف جديدة في الصناعات المرتبطة بتصميم وبرمجة وصيانة الروبوت”.
وللتكيف مع هذا التطور المتسارع في قطاع الروبوتات، يقول محمد إنّه “يتعيّن على الأفراد تحسين مهاراتهم وتطوير قدراتهم في العمل لمواكبة كل ما هو جديد حول العالم لا الاكتفاء فقط بالمعلومات المحلية، وخصوصا عندما يتعلق الامر بالذكاء الاصطناعي الذي لا حدود لمجاله”. اذ يرى انّ “أصحاب العمل من الآن فصاعداً سيبحثون عن المواهب التي تجيد استخدام التقنيات الحديثة وتطويعها لإنتاجية أعلى في العمل اليومي”، داعيا الى “استخدام الروبوت والذكاء الاصطناعي على أنها حليف وليست عدو لتطوير الفرد وخلق فرص جديدة”.
لقراءة المزيد حول التحولات الرقمية اضغط هنا
