الرئيسية / تحولات رقمية / الحرب السيبرانية .. ما هي؟ وما مدى خطورتها؟
الحرب السيبرانية هي الحرب الصامتة
الحرب السيبرانية هي حرب إفتراضية

الحرب السيبرانية .. ما هي؟ وما مدى خطورتها؟

الحرب السيبرانية أو Cyber War، وهي عبارة عن هجمات إلكترونية بقيادة عسكرية تقوم بإختراق الأنظمة الإلكترونية العالمية، وكل ما يعتمد على التكنولوجيا، وذلك بهدف إلحاق الضرر بالحواسيب والأجهزة التي تستخدم شبكة الإنترنت العالمية.

وكلمة سيبراني، تعني الإلكترونية، وقد أُصطلح على أن تُطلق كلمة “سيبراني” على كل ما يتعلق بالشبكات الإلكترونية الحاسوبية، وشبكة الإنترنت، والإنترنت، والتطبيقات المختلفة..

كيف تتم الحرب السيبرانية؟

الحرب السيبرانية هي حرب إفتراضية، تتميز بأسلحتها الرقمية، وبجنودها الجالسين أمام الكمبيوتر. تعمل هذه الحرب على خرق الشبكات الأجنبية دون أن يلاحظها أحد، وتتلاعب بالبنى التحتية الحيوية مثل شبكات الكهرباء أو الإتصالات..

كما أنها قد تؤدي إلى نتائج كارثية، كسرقة بيانات خاصة، وغيرها من الكوارث التي قد تكون عالمية مثل الحروب النووية وغيرها..

متى بدأت الحرب السيبرانية

تعرضت الولايات الأميركية، في عام 1997، لهجومين كبيرين الأول، وهو “الشروق الشمسي”، والذي تبين لاحقًا أن فاعله هما صبيان أميركيان، لم تتجاوز أعمارهم السادسة عشر، حيث كانا يتسابقان لخرق البنتاغون.

أما الهجوم الثاني، والذي أطلق عليه إسم، “متاهة ضوء القمر”، والذي إستمر القراصنة فيه لأشهر عدة في إختراقاتهم، وكانت روسيا هي وراء هذه الهجمة، التي نتج عنها خرق لكثير من المعلومات والملفات التي تقدر بالملايين، ومن هذه النقطة يمكن إعتبار أنها كانت بداية الحرب السيبرانية الفعلية.

أمثلة عن الحرب السيبرانية

عام 2007، تعرضت سوريا لهجمة سيبرانية على دفاعاتها الجوية في إحدى المنشآت التي يشتبه في أنها منشأة نووية في مدينة دير الزور من قبل إسرائيل، مما أدى إلى تعطيل هذه الدفاعات لتمكين الطائرات الإسرائيلية من قصف هذا الموقع دون أن يتم الكشف عن الهجوم.

وأيضًا، تعرضت جمهورية إستونيا عام 2007، لهجوم إلكتروني مستقل بذاته، موجه من روسيا الإتحادية، وذلك عن طريق إغراق المواقع الإلكترونية بسيل من البيانات غير اللازمة، وقد إستهدفت المواقع الحكومية والصحف والجامعات والمستشفيات، بالإضافة إلى المصارف وخدمات الإطفاء و الإسعاف، وذلك بهدف إسقاط وشل الحكومة الإستونية.

كما تعرضت روسيا، لإتهام بالقرصنة الإلكترونية في الإنتخابات الأميركية لدعم المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في مواجهة منافسته الديمقراطية هيلاري كلنتون.

بين عامي 2014 و 2016، إستهدفت مجموعة قراصنة روسية معروفة بإسم Fancy Bear القوات الصاروخية والمدفعية الأوكرانية، وقد كانت نتائج هذا الهجوم مخيفة، حيث تزعم شركة الأمن السيبراني “CrowdStrike”، أن هذه الهجمات ساهمت بتدمير أكثر من 80٪ من مدافع الهاوتزر D-30 الأوكرانية، من خلال نشر برنامج ضار ضمن أحد التطبيقات التي تعمل على نظام أندرويد، ويستخدمها الضباط الأوكرانيون في وحدة المدفعية هاوتزر D-30، لإدارة بيانات الإستهداف، والذي يحتوي أيضًا على برنامج تجسس X-Agent.

في عام 2019، شنّت الولايات المتحدة مجموعة من الهجمات الإلكترونية، على شبكة الكهرباء الروسية كرد فعل على حملة تضليل الكرملين، ومحاولات القرصنة خلال الإنتخابات الأميركية لعام 2018، والشكوك حول إختراق روسيا لقطاع الطاقة.

في عام 2017، إستهدف متسللون أحد مصانع البتروكيماويات التابعة لشركة أرامكو السعودية، وقد صرح أحد المسؤولين في المصنع، أن هذا الهجوم لم يكن يهدف فقط إلى إغلاق المصنع أو محو البيانات، بل كان يحمل رسالة سياسية، ويُعتقد بأن هذا الهجوم تم من روسيا، ويعتبر من أشهر الهجمات الإلكترونية على السعودية.

ما هو الجيش السيبراني؟

أصدرت لجنة أميركية مختصة بحماية البنية الأساسية تقرير عام 1997، دعت فيه للتفكير بشكل مغاير عن الصورة النمطية، التي يفكر بها الجميع بالأمن عمومًا والسيبراني خصوصًا، وتداعياته على الوضع العالمي، وآثاره في ظل التطور الهائل للتكنولوجيا الرقمية.

وفي ظل هذا التطور التكنولوجي، والمخاوف من الحرب السيبرانية وأخطارها، قامت الولايات المتحدة بتشكيل “الفريق الأحمر”، المختص بكشف الثغرات التي تتعرض لها الشبكة الرقمية الأميركية، وإعتبر بمثابة الجيش السيبراني لأميركا، حيث إكتشف كافة الثغرات التي شكلت نقطة ضعف للولايات المتحدة.

وتعرف الجيوش السيبرانية، بأنها مجموعة من الأفراد يتمتعون بخبرة عالية في مجال تكنولوجيا المعلومات، يعملون لصالح حكومات أو دول أو جهات ذات توجهات سياسية محددة، تستخدمهم الدول لحفظ أمنها السيبراني الوطني، وشن الهجمات السيبرانية على أهداف معادية إن لزم الأمر.

دور الأمن الداخلي في مكافحة الحرب السيبرانية

ومن جهتها، تعمل قوى الأمن على حماية أفراد المجتمع، من الجرائم والهجمات السيبرانية، وضمان أمن الفضاء السيبراني اللبناني وتوعية المواطنين، وذلك من خلال القيام بالتحقيقات اللازمة لكشف المجرمين السيبرانيين، وتوقيفهم وإحالتهم إلى المراجع القضائية المختصة، مع المحافظة على سرية هذه التحقيقات، وإحترام الخصوصية الفردية ومعايير حقوق الإنسان.

إن التطور التقني الحاصل، قد حوّل العالم الى قرية كونية، وذلك عبر شبكة الإنترنت التي سمحت بتطوير العديد من البرامج ومنصات التواصل الإجتماعي وغيرها من التطبيقات، إلَا أن هذا التطور التكنولوجي، لاسيما في مجال المعلوماتية والإتصالات، أدى إلى ظهور أنواع جديدة من الجرائم،  بأساليب وطرق حديثة. إذ باتت المخاطر السيبرانية تشكل مشكلة كبيرة، لكونها تسببت في زيادة الجرائم المتعلقة بإختراق البيانات الشخصية للأفراد والمؤسسات وسرقتها، بالإضافة إلى تهديد البنية التحتية المعلوماتية للأنظمة، والشبكات الحيوية على مستوى الدولة.

إضغط هنا للإطلاع على كل ما هو جديد

عن mariamfneich

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شريحة ال E Sim ثورة في عالم الاتصالات

شريحة ال e sim تزايد اهتمام شركات الاتصالات الهاتفية الجوالة بتقنية eSIM للهواتف الذكية، وكثر الاهتمام بالعملاء ...