الرئيسية / سلامة رقمية / “البلوغر” حياة افتراضية تخطف صاحبها ومتابعيه
المشاكل النفسية ل البلوغر ومتابعيها

“البلوغر” حياة افتراضية تخطف صاحبها ومتابعيه

في وقتنا الحالي لا يمكن اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي شيء منفصل عن حياتنا اليومية، او ظاهرة غريبة، حيث بات الصغير والكبير يمتلكها، وتمتلكه في آن معا، فبين الوان زاهية وحياة وردية يتنقل رواد مواقع التواصل بين حسابات “البلوغر“، وهكذا يقلب هاتفه من شخص لاخر، ليتطلع على اخر اخباره حقيقية كانت ام مصطنعة من خلال منشوراته، ان اعجبه وضع له قلبا وتعليقا يريح الاثنين معا، وان لم يعجبه شتمه وكب كلامه الجارح في التعليقات، فما حقيقة الحياة المبنية على مواقع التواصل

“البلوغر” بين “الحقيقة” و “التصنع”

البلوغر وعالم التواصل

رأت الاخصائية النفسية نانسي قاروط ان “عند النظر الى “البلوغر” وخاصة مقدمي مواد لا نراها بحياتنا اليومية، نرى انه له علاقة بالهوية وهو قليلا تمرد وتمزق عن الحياة اليومية التي يعيشها، ويرينا حياة ثانية يمكن ان تكون حقيقة يعيشها او لا”، مضيفة  “”البلوغر” في يومنا اصبح بامكانهم وضع المعلومات والتعليق والمواجهة، وهم يحصلون على “فيدباك” بسرعة واسهل بكثير، وهو ما دفع هؤلاء الاشخاص الى التحول لـ “بلوغر” طبعا لا نعمم للجميع، فبالتأمل قليلا بشخصية هؤلاء، هم اشخاص يحتاجون للتعزيز الفوري وبحاجة لسماع كلمة اطراء”.

واعتبرت قاروط أن “”البلوغر” يظهرون لنا الجانب اللامع من حياتهم من احتفالات الى مفاجئات وغيرها، ولكن الاهم ايضاحه ان الناس لا يعيشون هذه الحياة بشكل طبيعي وان عاشها عدد قليل، بالرغم من ان الهدف من اظهار ذلك غير محدد ربما بهدف التسلية او المساعدة على المعرفة او من اجل المشاهدات”، لكن الاهم من ذلك انه يمكن القول ان “البلوغر” يصنعون عالم افتراضي بهم يتمنون العيش به”.

تأثير “البلوغر” على المتابعين

اشارت قاروط الى ان ” “البلوغر” في اغلب الاوقات يرونا الحياة الجميلة والفرح، وهو ما يؤثر على متابعيهم خاصة الذين يمرون بفترات تعاسة او ينقصهم شيء معين، مثلا هناك مراهقة تتابع “بلوغر” من عمرها صبية جميلة تمتهن “البلوغر” ومن خلالها تظهر عملها مع الشركات كونها وتقوم بعرض منتجاتهم، اضافة الى اظهارها انها مستقلة ولا تحتاج لشريك، هذه القتاة المراهقة متاثرة بها جدا وتشعر انها ليست جيدة كفاية وليست راضية بنفسها ولا تحب شكلها بالرغم انها جميلة وعلاقتها جيدة مع أهلها، وتذهب للجامعة وتعمل، اكتشفت ان مشكلتها متعلقة بتاثرها بهذه “البلوغر”، واخبرتها ان لا تتأثر لان هناك “بلوغر” يمثلون حياتهم وفرحهم لا أكثر.

“البلوغر” من التسلية إلى الضغط النفسي القاتل

البلوغر وحاجتهم لعلاج نفسي في بعض الأوقات

كشفت قاروط ان “هناك العديد من “البلوغر” يرتادون عيادتها ولديهم مشاكل نفسية بعكس ما يظهرونه لنا”، معتبرة أنه “ليس بالضرورة ان يكونوا سعداء فهم لديهم هموم بتقديم مادة جديدة للمتابعين، هي تبدأ كهواية وتسلية، ويصبح لديهم ضغط ويتأثرون من الانتقادات والتنمر الذي يتعرضون له من المتابعين، اضافة لعدم قدرتهم على التوفيق بين حياتهم الشخصية والعملية، وهم مجبورين دائما على الظهور بأحسن شكل بالرغم من احتياجهم لان يكونوا طبيعيين”.

ولفتت الى أن “البلوغر لا يمكن ان يحمي نفسه من التعليقات السلبية، بل يجب ان يعي انه يعرض حياته وشخصيته للناس ومثل قبوله للتعليقات الايجابية يجب تقبل التعليقات السلبية، وبسبب عدم تحصين الشخص لنفسه ضد هذه التعليقات يسقط وينهار، وبهذا يجب ان يتم اللجوء الى التدريب والعلاج النفسي والتقبل ان الانتقاد جزء من هذا العمل”.

“حشرية” المتابعين والتأثير النفسي الناجم عنها

المتابعون وهوس تصفح مواقع التواصل

أكدت الاخصائية النفسية قاروط أن ” المتابع يستمتع بالنظر لحياة الاخرين الشخصية، وهناك هرب من واقع نعيشه احيانا ونذهب عبر الشاشة لواقع اخر نشاهده، وهذا الشخص يبني علاقة مع هؤلاء “البلوغر” عبر تتبع اخبارهم وكانهم يتصلون به ويخبرونه مثلا انا ساتزوج أو ساترك، وهكذا يتم بناء علاقة وهمية مع هؤلاء الأشخاص، بالرغم من ان معظمنا يعرف ان هؤلاء “البلوغر” يلعبون ادوار وليس بالشيء الحقيقي، هذا يستهوينا وكأننا نلعب بيت بيوت مع اشخاص على الشاشة وهم جسديا ليسوا معنا، ولكن في النهاية هذا هروب من حياتنا اليومية وروتيننا”.

وأوضحت أن الانسان عندما يكون وحيد يجد راحة في مشاهدة الريلات وغيرها، لانه يرى الناس وحياتهم وعلاقاتهم، وهو ما له تاثير عاطفي وانفعالي عليه، من حب لزعل لارتباط وحتى رؤية حياتهم الفاخرة  تؤثر عليه وتجعله ينهار إن كان يحلم بها”.

وحذرا قاروط من تحول حب المتابعة الذي يعتبر طبيعي الى هوس، حيث يجب ان يسأل المتابع نفسه، هل انا اهمل عملي وعائلتي وغيره واكره حياتي وانتقد من حولي واقارنهم به واريد ان اعيش حياتي بتفاصيل حياتهم؟، لت شعر بذلك فهنا يجب ان يلجأ للمساعدة لانه يكون قد خرج من الدائرة الطبيعية، واذا لم يحدث ذلك يكون مشاهدته لهم للتعلم والتسلية فقط”.

بالرغم من عدم قدرة العلم على تفسير سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي الى الأن، الا ان اثار نفسية وسلوكية رصدت تصرفات المتابعين والمستخدمين لها، وهنا يجب الحذر من ادمانها، وعدم السماح لها بتملكنا.

عن zahraacharafaldine

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رقائق الكترونية

الصين واميركا… الرقائق الإلكترونية محور حرب

الرقائق الإلكترونية تعتبر محور حرب بين الصين وأميركا