تقصي الحقائق.. تطبيقات ومواقع تساعد على اكتشاف الحقيقة

زينب سلهب

قال مالكوم اكس: “وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض .. لديهم القدرة على جعل المذنب بريء وجعل الأبرياء مذنبين .. وهذه هي السلطة لأنها تتحكم في عقول الجماهير”.

الشائعات والأخبار المزيفة أو الخاطئة، تمتلك دومًا قابلية للانتشار بشكل أسرع وأكبر من الأخبار الصحيحة. والاستراتيجيات المتبعة في يومنا هذا لجذب القارئ للأخبار الخاطئة أصبحت أكثر تطورًا من ذي قبل. بحيث يقوم الصحافي أو أي انسان عادي بنشر الأخبار الكاذبة أو الخاطئة للتضليل أو لجذب القارئ لغايات شخصية، بغض النظر عن تبعات انتشار هذه الأخبار، وما اذا كانت تؤدي إلى إحداث أضرار كبيرة أو لا.

ومع ظهور الانترنت والذكاء الاصطناعي، أصبحت هناك قدرة لمعرفة الحقيقة من خلال المواقع والتطبيقات والبرامج التي ما زالت إلى اليوم تسعى إلى إيصال المعلومات الصحيحة إلى القارئ، ومساعدته على الخروج من التضليل والأوهام التي توقعه فيها الأخبار الكاذبة.

ما سبق، هل يعني أن المتابع للمواقع الاخبارية بات معدم الوسيلة من اكتشاف الزيف والكذب؟؟ قطعاً لا فمع ظهور المواقع والتطبيقات والبرامج التي تساعد على تقصي الحقائق، أصبح بإمكان المتابع التوجه نحو الوسيلة الأكثر صدقًا.

موقع وتطبيق Belling Cat

هو موقع صحافة استقصائية متخصصة في تدقيق الحقائق واستخبارات المصادر المفتوحة. أسسها الصحفي البريطاني والمدون السابق “إليوت هيغينز”.

ينشر “بيلينغ كات” نتائج تحقيقات الصحافيين المحترفين والمواطنين في مناطق الحرب وانتهاكات حقوق الانسان، مع الأدلة، بالإضافة إلى قيامهم بدراسة الحالات لأي مقال ينشر أو فيديو أو صورة ومن ثم يحقق في مصداقيتها بشكل دقيق، كأنه كان موجود في مكان وقوع الحادث.

بدأ هذا الموقع بالتحقيق في استخدام الأسلحة في الحرب الأهلية السورية، وتقارير عن الحرب في دونباس (بما في ذلك إسقاط رحلة الخطوط الجوية الماليزية 17 )، وحادثة تسمم سيرغي ويوليا سكريبال، والحرب الأهلية اليمنية، وتسميم سكريبال والقتل الجماعي من قبل الجيش الكاميروني، وغيرها من التحقيقات في المسائل المهمة عالميًا.

يمتلك هذا الموقع تطبيق للهواتف يمكن تحميله على الآندرويد والآيفون، ولكنه مدفوع أسبوعيًا أو شهريًا أو سنويًا.

تطبيق TruePic

تطبيق لهواتف آندرويد وآيفون تقدم من خلال موقع تروبيك، يساعد المستخدم على التحقق من صحة الصورة الموجودة أمامه، ومعرفة ما إذا كانت حقيقية أو مفبركة.

يساعد هذا التطبيق على انتشار الشفافية على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يمكن للمستخدم أخذ الصورة أو رابط الصورة الموجودة أمامه عن الخبر، ووضعها على التطبيق، الذي سيقوم بدوره بالتحقق من صحتها للحد من انتشار الأخبار والصور المفبركة والكاذبة.

ويذكر أن الدخول إلى هذا التطبيق يكون مجاني للصحافيين وعمال المنظمات غير الحكومية للتمكن من التأكد من صحة الصورة أو الفيديو.

يساعد هذه الموقع أيضًا المواقع الأخرى التي تمتلك تأثيرًا على الناس، التعلم كيفية الوصول إلى القارئ بشفافية ومصداقية من دون اتباع التضليل.

موقع Stopfake

برنامج تلفزيوني يبث من أوكرانيا، تم إنشاؤه للتحقق من الأخبار والبروباغندا التي تقوم بها الصحافة الروسية، بسبب الخلاف والحرب بين روسيا وأوكرانيا، وإيصال الخبر والمعلومة الصحيحة للجمهور.

تأسس هذا البرنامج عام 2014 على يد صحافيين وأساتذة في مجال الصحافة، وفي الأشهر الأربعة من تأسيسه تمكن من جذب مليون ونصف متابع أو زائر للصفحة الرسمية الخاصة به على “يوتيوب”، وفي عام 2016 أصبح جزء من مشروع الكتروني كبير يحارب الأخبار الكاذبة والخاطئة ” فيرست درافت نيوز”.

يعرض هذا البرنامج على 30 قناة محلية في أوكرانيا، وعلى الراديو أسبوعيًا، بالإضافة إلى عرضه على مواقع التواصل الاجتماعي.وقد حاز على جائزة “رائد الإعلام الحر” من المعهد العالمي للصحافة، لما أضافه من مصداقية وشفافية.

الصحافة مهنة تعتمد بالباب الأول على المصداقية والشفافية، وكل صحفي لديه مسؤولية تجاه القارئ وهي أن يقدم له معلومة صحيحة وغير كاذبة، وعلى الرغم من وجود تضليل كبير في مجال الصحافة اليوم، إلا أن العديد من الصحافيين ما زالوا يحاولون قصارى جهدهم لمنع انتشار الأخبار غير الصحيحة.

وهذه المواقع والبرامج والتطبيقات التي تساعد في تقصي الحقائق، هي وسائل ذكية ابتكرها صحافيون من مناطق وبلدان عدة لتتحقق من الخبر، وتتمكن من مواكبة عصر الصحافة الرقمية، بحيث أن سرعة انتشار الخبر الكاذب على الانترنت تفوق التوقعات.

ولكن على الرغم من المحاولات لخلق بيئة صادقة للقارئ وإعطاء معلومات صحيحة، هل ستتمكن هذه التطبيقات والمواقع أن تحتوي كمية الأخبار الهائلة التي تنتشر يوميًا في العالم وتتمكن من التحقيق فيها وتصحيحها؟