الرئيسية / سلامة رقمية / احذر التطبيع الرقمي مع “إسرائيل” … #بلّغ !
التكبيع الرقمي مع العدو الإسرائيلي

احذر التطبيع الرقمي مع “إسرائيل” … #بلّغ !

نور ضيا

التطبيع مع العدو الإسرائيلي ليس وجهة نظر، التطبيع خيانة. يعرف اللبنانيّون هذه العبارة جيّدًا ويؤمنون بها، لكنّ التكنولوجيا المتطوّرة، لا سيّما مواقع التواصل الإجتماعي، أدخلت نوعًا جديدًا من التطبيع يوقعهم ضحيتّه، فيطبّعون دون أن يدركوا أنّهم يطبّعون!

العدوّ الإسرائيلي يستدرج العرب إلى التطبيع الرقمي

لم يفوّت الإسرائيليون يومًا فرصةً للتطبيع مع العرب عمومًا واللبنانيين خصوصًا، فيحاولون بشتى الطرق إقناعهم بـ “السلام مع إسرائيل”. وبطبيعة الحال لم يفوّت العدوّ منصّات التواصل الإجتماعي، لا سيّما تويتر، التي تقدّم لهم منبرًا مجانيًا لمخاطبة العدد الأكبر من العرب، وتقدّم لهم التطبيع الرقميّ على طبقٍ من فضّة.

والمعروف أنّ العدوّ الإسرائيلي لا يقوم بأي عمل عن براءة أو لمجرد صدفة، بل كل خطوةٍ يخطوها مدروسةٌ ومخطّطٌ لها. فإنشاء حسابات أفراد “الجيش الإسرائيلي” باللغة العربية ليس إلّا لاستهداف العرب والتأثير بهم. وحساب الناطق باسم “الجيش الإسرائيلي” أفيخاي أدرعي دليلٌ على ذلك.

الإسرائيليون يسترجون العرب إلى التطبيع الرقمي.

يوجّه أدرعي منشوراته مباشرةً للعرب بلغتهم والأفكار الأقرب إليهم، بعدّة أساليب. أي أنّه يستفزّهم أحيانًا ويضربهم من النقط الحسّاسة كاستخدام القرآن الكريم مثلًا في شريط مصوّرٍ له. وأحيانًا بتهنئةٍ و”ودّيةٍ” على انجاز قامت به دولةٌ عربية. فتنهال عليه تعليقات العرب المهاجمة والشتائم وغيرها… بطبيعة الحال حصل عندها أدرعي على ما يريد، حقّق الهدف: العرب يتابعونه ويتواصلون معه، منشوراته تصل إليهم، سيتأثرون بأفكاره على المدى البعيد، وهو لا يطلب غير ذلك. إنّه التطبيع الرقمي!

في السياق نفسه، ينشر أدرعي تجربته في مناسبة معينة مثل الفالنتين أو غيرها ويرفقها بوسوم مثل “#شاركونا” أو سؤال “وأنتم؟”.

 والمؤسف أنّ بعض العرب على مواقع التواصل الإجتماعي فعلًا تأثروا بالتطبيع الرقمي ولم يمتنعوا عن التعليق مثلًا، بل أصبحوا يلقون التحيّة والسلام ويتمنّون للإسرائليين “جمعة مباركة”.

الجدير بالذكر أنّ مجرّد الضغط على زرّ الـ “متابعة” لحسابات الإسرائيليين يعدّ اعترافًا بوجودهم ووجود كيانهم الغاصب، ويندرج تحت التطبيع الرقمي.

التطبيع الرقمي خيانة
احذروا التطبيع الرقمي، احذروا الخيانة.

#بلّغ حملة إلكترونية ضدّ العدوّ الإسرائيلي

ظهرت حملة بلّغ على مواقع التواصل الإجتماعي بعد انتشار ظاهرة تفاعل الناشطين اللبنانيين على حسابات المسؤولين الإسرائيليين وهم يعتقدون أنّ التعليقات السلبية هي “مقاومة ضدّ العدوّ” أو تعبيرًا عن كرههم لهم. لكنّ في الواقع مجرّد “الاتصال” مع العدوّ يعدّ تطبيعًا.

كما أنّه لا بدّمن الإشارة إلى أنّ القانون اللبناني يحاسب على “الاتصال” مع العدو الإسرائيلي وفق المادّة 278 من قانون العقوبات.

المادة 278 من قانون العقوبات اللبناني
قانون العقوبات الللبناني يعاقب على “الاتصال” بالعدوّ

بالعودة للحديث عن حملة بلّغ، فنشرت عند انطلاقتها على مواقع التواصل الاجتماعي الشريط المصوّر أدناه وأوضحت من خلاله خطأ متابعة حسابات الإسرائيليين أو التعليق على منشوراتهم. بالإضافة إلى ذلك دعت الناشطين إلى الدخول إلى صفحات الإسرائيليين، إلقاء المتابعة ومن ثمّ التبليغ عنها (report) لإدارة الموقع الاجتماعي المعني: فيسبوك أو تويتر، ليتمّ إغلاقها ومحوها عنه.

لكنّ الأمر لا يقتصر على التبليغ فحسب، بل تستمّر الحملة تحديدًا عبر حسابها على تويتر بنشر التوعية الرقمية المتعلّقة بالتطبيع الاكتروني مع العدوّ، فتطرح باستمرار أسئلة على المتابعين حول التطبيع، تعطيهم فرصةً للتفاعل والإجابة ومن ثمّ تعطي الجواب الصحيح على السؤال عن طريق المحتصين.

فعلى سبيل المثال، سألت الحملة المتابعين مؤخّرًا عبر حسابها عن رأيهم حول “استفادة العدوّ الإسرائيلي من التفاعل العربي السلبي أو الإيجابي على مواقعه وصفحاته الإلكترونية”.

في هذا السياق أيضًا، حذّرت حملة بلّغ من تطبيق كلوب هاوس (clubhouse) الذي انتشر مؤخرًا، وأشارت إلى أنّه يستدرج المستخدمين إلى غرف حوارٍ مع مطبّعين أو مع إسرائيليين، فيتواصلون معهم عبر هذا التطبيق ويتناقلون الأفكار غير مكترثين إلى أنّهم يشاركون بالتطبيع الرقمي.

وهذه الفكرة الأهم من التبليغ عن الحسابات الإسرائيلية، أي فكرة توعية الناشطين اللبنانيين وإغنائهم بكلّ المعلومات اللازمة والإجابة على تساؤلاتهم باستمرار كي لا يقعوا في التطبيع الرقمي دون إدراك ذلك.

ماذا عنكم؟ يمكنكم كتابة تساؤلاتكم حول التطبيع الرقمي لنزوّدكم بالإجابة في أسرع وقت.

عن نور ضيا

حائزة على إجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية وطالبة ماستر 2 في الإعلام الرقمي. مهتمة بقضايا الأطفال والأمور التربوية. أسعى إلى تطوير مهاراتي في التصوير الفوتوغرافي.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

رقائق الكترونية

الصين واميركا… الرقائق الإلكترونية محور حرب

الرقائق الإلكترونية تعتبر محور حرب بين الصين وأميركا