الرئيسية / سلامة رقمية / التكنولوجيا في زمن covid 19 وبعده، تأثيرها على أولادنا.علينا بالحذر!
التكنولوجيا في زمن covid 19 وبعده، تأثيرها على أولادنا.علينا بالحذر!
هل تحوَلنا الهواتف إلى زومبيين

التكنولوجيا في زمن covid 19 وبعده، تأثيرها على أولادنا.علينا بالحذر!

خلال جائحة كورونا أذنَا لأولادنا بالإستخدام الواسع لوسائل التكنولوجيا وما يدور حولها وبها لأن الضرورة فرضت ما هو غير مستحب لكن هذا الأمر أصبح له نتائج سلبية بحيث بات من الصعب إبعاد الأجهزة التكنولوجية عنهم وبدأ الصراع والخوف من أن تتحول حاجتهم لاستعمال الإنترنت إلى إدمان. هذا الخوف لم يأت عن عبث لأن بوادر التعلَق المفرط بدأت تظهر عليهم وكان وما زال علينا التصرَف حيال المشكلة كي نتفادى الوقوع في مصيبة الإدمان الرقمي.

أولادنا و الإنترنت في ظلَ كورونا

كان لوباء COVID-19 تأثير كبير على الحياة اليومية للناس في جميع أنحاء العالم ، والمراهقون ليسوا استثناءً. أجبر الوباء العديد من الأشخاص على قضاء المزيد من الوقت في المنزل والانخراط في التعلم عن بعد ، مما أدى إلى زيادة كبيرة في استهلاكهم للأجهزة الإلكترونية و الإنترنت. فعدا عن الدراسة عن بعد، كان الأولاد بشكل عام وفي مختلف الدول يقضون وقتًا كاملاً في المنزل بسبب قيود COVID-19  ، لذلك لجأوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو ووسائل ترفيهية أخرى كطريقة للبقاء على اتصال مع الأصدقاء وتخفيف الملل.

 أدى هذا الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا إلى زيادة نسبة الإدمان لوسائل التواصل بين المراهقين. علاوة على ذلك ، أدى الوباء أيضًا إلى ارتفاع مستويات التوتر والقلق للعديد منهم ، وقد استخدموا وما زالوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات عبر الإنترنت كوسيلة للتعامل مع مشاعرهم. وكلَ ذلك أدَى ويؤدَي  إلى سجن الأولاد في عالم إفتراضي وهذا يستدعي إطلاق الصَرخة لتوعية المجتمع مما إلنا إليه وما يمكن أن نصل إليه. لذا علينا بالحذر من الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب أكثر فأكثر.

مسؤوليتنا تجاه أولادنا

كان من المهم على الوالدين ومقدمي الرعاية مراقبة استهلاك الأولاد والمراهقين بشكل خاص لوسائل التواصل الإجتماعي أثناء الوباء وتشجيعهم على الانخراط في أنشطة أخرى ، مثل القراءة وممارسة الرياضة وقضاء الوقت في الخارج ، للترويج لنمط حياة صحي ومتوازن. بالإضافة إلى ذلك ، قد يكون طلب المساعدة المهنية ضروريًا إذا كان المراهق يعاني من الإدمان الرقمي الذي قد يؤثر على صحته العقلية والجسدية.

 أمَا أنا، في فترة كورونا وكما العديد من الأهل المضطلعين على الموضوع ومدركين العواقب، قمت بتنظيم وقتهم بشكل أنهم لم يكونوا بحاجة لقتل الملل. في الصباح، كان هناك ضرورة لاستعمال الأجهزة الإلكترونية من أجل الدراسة عن بعد، لكن بعدها كانوا يكملون يومهم بإتمام الفروض المدرسية بكتبهم وبممارسة الرياضة والنزول إلى الحديقة لمساعدة أبيهم بالزراعة.

كان نهارهم ممتلئ بالعمل والتسلية وفي المساء كان يختمون اليوم بالألعاب التعليمية التي جمعتنا كأسرة للتسلية. كان هذا وقتاً ثميناً أمضيناه مع الأولاد مما ساعدهم وساعدنا نحن أيضاً على الإتَزان في استعمال الأجهزة الإلكترونية علماً أن بعض الأوقات كانت صعبة علينا كأهل بأن نبقي أعيننا منفتحة على الأولاد وآذاننا صاغية لمشاكلهم التي طرأت عليهم في فترة الجائحة الصعبة.

الأجهزة المحمولة باتت هواجس أولادنا

عندما كان أولادي كلهم ما دون العشر سنوات كنت أعتبر أن العمر لم يكن ذوأهمية لأنهم كانوا صغاراً وكانوا يرضخون للنظام المنزلي أي أن استعمال الإنترنت لم يكن مسموحاً لأكثر من ساعة واحدة في النهار.

لكنهم الآن كبروا والمجتمع في تبدَل مستمر والتعامل معهم لم يعد كما من قبل خصوصاً أن رفاقهم في المدرسة باتوا يحملون الهواتف من عمر الخمس سنوات وهنا بدأت المشكلة لدرجة أن إبني الصغير ذو الثماني سنوات قال لي:”لماذا أنا مختلف؟ فالأصغر مني يحملون الهواتف وأيضاً لديهم حساباً على ال”Tiktok” “. هل هذا طبيعي أن يحمل ولداً صغيراً هاتفاً أينما ذهب ليلعب عليه ويصوًر ويشاهد ويضع ما يريده على حسابه الخاص بدلاً من أن يلعب مع رفاقه في الطابة ويقفز ويضحك؟ أعتقد أن هذا الجيل سيتضرَر كثيراً من حيث صحَته الجسدية والعقلية والنفسية والإجتماعية.

العالم الرقمي سبَب  عزلة لدى العديد من الأولاد وجعل من الهواتف ضرورة غير ضرورية. ما نعلمه أن الأجهزة التكنولوجية والإنترنت في عصرنا اليوم هي حاجة ملحَة ووسيلة لتتميم الواجبات لكن في الوقت عينه هو سلاح ذو حدًين. الناحية السلبية جدَاً باتت اليوم تطغى على الجيَدة منها فنرى أولادنا منزوون لا يحبون اللعب ولا الإختلاط ولا التحدَث مع أهلهم في المنزل و ذلك يعود للأوقات الطويلة التي يمضونها أمام شاشاتهم.  جوابي لأولادي أحياناً يكون سهل عليَ إيجاده وأحياناً أخرى لا أجد ما أقوله فأستعين بمن يمكن أن يساعدني لأجد الجواب المناسب دون إحراجهم أو صدَهم بل بإقناعهم بما هو لمصلحتهم.

صورة مأخوذة من موقع New York Times

هل نحن مسؤولون أمام أطفالنا عن تورَطهم في عالم التكنولوجيا؟

في بعض الحالات تكون المسؤؤلية على الأهل بشكل مباشروالأسباب تختلف:

  • هناك بعض الأهل يتركون أولادهم على الأجهزة أو يسلَمونهم الأجهزة لأوقات طويلة قد تمتدَ على مدى النهار كلَه كي يستريحوا من الطلبات والأسئلة وينكبوا على ما يريدون فعله. كما نعرف أن الأولاد يحتاجون للكثير من العناية والصبر والتعب لينموا بالشكل السليم.
  • بعض الأهل يبقون هم أنفسهم لفترات طويلة على ألعاب الفيديو ووسائل التواصل الإجتماعي ولايدركون أن الأولاد هم أوَل المقلَدين.
  • هناك من يجهل كيفية التصرَف مع الأولاد تجاه مواقف مثل هذه فيترك هؤلاء على سجيَتهم.

“Designed by Freepik”

أولادنا اليوم هم أولاد التكنولوجيا التي تغزو العالم لتحوّل البشرية من الواقعية إلى الإفتراضية. كل يوم تزيد المصائد التي تشبك الأولاد في شراكها والأهالي لا يعرفون السبل للمساعدة. العديد والعديد من الحالات التي نراها تؤثَر على جيل يحتاج إلى رعاية زائدة لأنَه محاط بكل أنواع المغريات لذا علينا أن نتنبَه ونتثقَف ونسأل ونتعب لكي نوصلهم إلى برَ الأمان.

عن reinekaram

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأمن السيبراني يعتبر من أهم المواضيع التي تشغل الأفراد والشركات، الحكومات والدول

الأمن السيبراني – كيف يخلق المتسللون فرصًا للمتخصصين

الأمن السيبراني هو ممارسة حماية أجهزة الكمبيوتر والشبكات وتطبيقات البرامج