الرئيسية / أخلاق إعلامية / التغطية الإعلامية في زلزال تركيا وسوريا تغطية جديدة عنوانها التحديات
مراسلون غطوا زلزال تركيا وسويا

التغطية الإعلامية في زلزال تركيا وسوريا تغطية جديدة عنوانها التحديات

زلزال مدمر ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا ,تاريخ اسود ادى الى مقتل الاف الاشخاص وحل الدمار سيد الموقف. ومنذ تلك اللحظة اخذت وسائل الاعلام على عاتقها مهمة نقل الأحداث لحظة بلحظة لتغطية واقع البلدين المنكوبين وقد لعب المراسلون دور التغطية الإعلامية تحت ضغوطات نفسية قاسية جدا نظرا للوضع الانساني الصعب الذي كان يعاني منه ضحايا الزلزال، بالإضافة الى تحديات التغطية الصحافية في هكذا حدث جديد علينا في منطقة الشرق الاوسط كصحافيين ومواطنين وكلها تحديات سنذكرها في هذا المقال من خلال عرض تجارب اعلاميين ومصورين ومختصين غطوا زلزال في تركيا وسوريا ولبنان. فكيف كان واقع التغطية الصحافية لزلزال تركيا وسوريا ؟ وما هو دور المراسلين في تغطية هكذا كوارث؟

 مراسلون خاضوا تجربة تغطية زلزال تركياوسوريا 
تم اخذ صور المراسلين من صفحاتهم الرسمية على مواقع  التواصل الاجتماعي
مراسلون خاضوا تجربة تغطية زلزال تركياوسوريا

تغطيات زلزال تركيا سوريا عنوانها التحديات

تغطيات زلزال تركيا سوريا ما بين المهنية والانسانية

للاضاءة على واقع التغطيات الميدانية لزالزال تركيا سوريا اجرينا مقابلات عديدة مع عدد من الصحافيين

بداية مقابلة مع الصحافي في قناة الميادين أحمد عبدالله الذي غطى زلزال سوريا(حلب-جبلة وغيرها من المدن التي تأثرت بالزلزال..) وصف  احمد مشهد الزلزال قائلا:” اللحظة الاولى التي تدخل فيها المدينة تشعر بأنها مدينة منكوبة وقبل رؤية المباني المدمرة يأخذك مشهد الناس المشردين في الطرقات والشوارع وفي سياراتهم كان الخوف والرعب يطغى على وجوه الناس هناك ويكمل أحمد:”من اصعب المواقف التي يواجهها الصحافي في هذه التغطية هي قدرته على اخفاء مشاعره الانسانية والتعاطف الذي يشعر به ازاء الضحايا فالمراسل مجبر على التجرد من هذه المشاعر للمحافظة على دوره المهم في بعث الطمانينة في نفوس المشاهدين المتخوفين من حدوث زلزال ثاني.

” وانهى احمد :” ان من اكثر المشاهد المؤثرة هي انتشال الضحايا من تحت الانقاض بوجود احد افراد عائلاتهم المتأملين بنجاة ذويهم بالاضافة الى الاطفال المشردين الذين فقدوا اهلهم , وخلال تغطيتي في مخيم النيرب وهو مخيم للاجئين الفلسطنيين كانت التغطية تدور حول قصص مأساوية كلها تحت عنوان الموت والتشرد.

وكان هناك صحافيين يستخدمون صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لايصال صوتهم للجمتع المدني لعله يسارع الى انقاذ https://twitter.com/aliimortada?lang=ar …الضحايا ومساعدتهم مثل الصحافي علي مرتضى وغيره

https://youtu.be/1vkMevsr25
مراسلون ينهارون امام ضحايا زلزال تركيا وسوريا

واكملنا مع مقابلة اجريناها مع الصحافية لارا الهاشم مراسلة القناة اللبنانية للارسال إلى تركيا لتغطية احداث زلزال تركيا اوضحت لارا ابرز تحديات العمل الصحافي في هذه التغطية:” كانت تحديات هذه التغطية كثيرة وكان التحدي الاكبر هو كيفية الحديث والتعامل مع الناجين والمتضررين من زلزال تركيا في الاوضاع النفسية الصعبة التي يمرون بها. واشارت لارا الى ان من اكثر الامور صعوبة كان التواصل مع اهالي المفقودين اللبنانيين في تركيا.  فنقل الخبر حول مصير المفقودين امر بغاية الحساسية والدقة والمسؤولية تكبر تجاه اهاليهم الذين كنا على تواصل دائم معهم.  

واكملت لارا:”التحدي الثاني كان خطورة المكان فكنا متواجدين في مناطق تشهد هزات ارتدادية بشكل مستمر وبالوقت نفسه كان علينا مسؤولية القيام بعملنا الصحافي وتأدية المهمة التي اوكلنا بها من قبل المؤسسة التي وضعت ثقتها بنا. اضافة الى المسافات الطويلة التي كنا نسلكها للتنقل بين المدن المتضررة. هذا بالاضافة الى خصوصيات التغطية الاعلامية في تركيا والاجراءات الامنية التي فرضتها السلطات الرسمية التركية. فهناك اماكن لا يمكننا الوصول اليها من دون تصريح رسمي. وتابعت لارا:”التحدي البارز ايضا في هذه التغطية هو اختلاف اللغة فنحن لا نتقن اللغة التركية والمواطنون الاتراك الذين التقيناهم لا يتقنون اللغة العربية وبالتالي فإن التواصل صعب اثناء اجرائنا مقابلات تدعم الرسالة الاعلامية التي كنا نقدمها.”

خطر الهزات يلاحق المراسلين في تغطية زلزال تركيا وسوريا
https://youtu.be/sE4Xvp7LHoQ

عدسات الكاميرا شاهدة على مأساة زلزال تركيا سوريا

ولايكتمل المشهد دون مصور ينقل بعدسته كارثة زلزال تركيا وفي مقابلة مع المصور في قناة الميادين سليم ناصرالدين الذي كان من فريق التصوير في تركيا وصف لنا هذه التغطية قائلا:” في الواقع لا أستطيع وصف حجم الرعب والدمار الذي رأيته أمام عيني ووثقته بعدسة الكاميرا في قهرمان مرعش  وأديامان وهاتاي ومالاطيا واسكندرون والعثمانية وغازي عنتاب.

وعن واقع هذه التجربة اضاف سليم:” تترك تغطية زلزال كهذا آثارا نفسية صعبة ترافقك حتى بعد انتهاء التغطية، حينما تذكر مشاهد الأبنية المنهارة والحارات والشوارع التي سويت بكاملها بالأرض ولا يعرف عن أهلها شيء ان كانوا أحياء أم أموات. اما ما يخص التحديات فاوضح سليم :”التحدي الابرز هو المواقف الانسانية الصعبة بالإضافة اننا كنا نعيش في خطر وقوع اي زلزال اخر، فالموت أقرب الى الجميع من أي شيء آخر.”

وقع الزلزال في لبنان ودور الصحافة محلياً

في كل مرة يشعر اللبنانيون بهزة قوية يخرجون الى الطرقات تاركين الابنية العملاقة خوفا من انهيارها ومشهد الخوف يسيطر على الجميع وفي مقابلة مع الصحافية في قناة  الجديد  حليمة  طبيعة قالت :” يجب على الصحافيين السيطرة على انفسهم خلال تغطية الكوارث والزلازل  وعيا منهم لمسؤوليتهم امام جمهور يشعر بالخوف والزعر ”  واضافت:”انه في الزلازل والكوارث لم يعد دور المراسل هنا محصور بالتغطية الاعلامية من خلال نقل ما يحصل بل عليه تهدئة النفوس واعطاء ارشادات للناس يكون قد اطلع عليها.”

واشارت حليمة الى عدة خطوات يجب على الصحفي ان يقوم بها خلال الكوارث اهمها: :”ضرورة التأكد من مصادر اخبار الزلزال والتواصل مباشرة مع الجهات المعنية المذكورة بالخبر المنشور وهي غالبا ما تكون جهات رسمية وذلك للتخفيف من حدة الاخبار المضللة التي انتشرت في فترة الزلزال و زيارة الصحفي للمكان المذكور في الخبر للتأكد بنفسه من صحة الخبر مثل اخبار تصدع او انهيار المباني في لبنان. وكل ذلك يؤدي الى نشر اخبار دقيقة وصحيحة لجمهور هو بأمس الحاجة للتخلص من الخوف والهلع.

مواكبة الهزات الارضية في لبنان بعد زلزال تركيا وسوريا

الصحافة المتخصصة وتغطية الزلازل

لابد من التساؤل عن دور الصحافة المتخصصة بعد حدوث الزلزال ومدى حاجة الجمهور لهذا النوع من الصحافة في هذه المرحلة الدقيقة .وقد قمنا في مقابلة مع الصحفي المتخصص في القضايا البيئية مصطفى رعد وفي سؤال حول واقع التغطيات الاعلامية للزلزال قال:”التغطية الاعلامية للهزات الارضية كانت تائهة ما بين الحدث الجديد من نوعه والاخبار المتدفقة بشكل جنوني. وكانت وسائل الاعلام مربكة في تغطية هذا النوع من الاحداث. وكانت المشكلة تكمن في المواقع الاخبارية اللبنانية التي ضخمت عناوين الاخبار المرتبطة بالزلازل ونشرت اخبار مضللة وتوقعات ادت الى اخافة الناس.واكد مصطفى انه في السنوات الثلاث الاخيرة اهتمت المنظمات العالمية مثل رويترز وغيرها بتدريب الصحافيين على تغطية المواضيع العلمية والبيئية بطريقة صحيحة. 

: وقد اكد مصطفى على عدة قواعد على الصحافي الالتزام بها خلال فترة حدوث كوارث طبيعية  اهمها

التدقيق في مصادر الخبر واللجوء الى اكثر من مصدر للتاكد من صحته ومن اهم المصادر المختصة بالزلازل هي المركز الوطني للجيوفيزياء وعلماء يعملون على هذا الملف ووكالة رصد الزلازل الاميركية والتطبيقات التابعة لمراصد رسمية معينة وليست تلك التي تنقل الاخبار المروجة عن الزلازل.

الابتعاد عن العناوين المضخمة بهدف جذب القراء لان ذلك لا يستمر وهذه الوسيلة الاعلامية ستفقد ثقة جمهورها وقد تصل الى اقفالها في حال تكرار الشكاوى على اخبارها الكاذبة واستغلالها الخاطئ للأزمة.

-التأكد من الاشخاص الذين ينتحلون شخصية العلماء في هكذا ازمات على غرار ما حصل مع العالم الهولندي الذي لا يمد للعلماء بصلة. واخيرا ان يكون الاعلامي صلة وصل بين العلماء والجمهور  لان الهدف هو توعية الناس في كارثة تطال الجميع دون استثناء. فهل ستلتزم الصحافة في التدقيق ام ستستمر بضخ توقعات زلازل زائفة التي نسمعها في كل يوم.

https://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/2113:لقراءة المزيد يمكنكم زيارة الموقع التالي

عن hanadiyassine

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المراقب.نيت - فيديو

بالفيديو: خروقات إعلامية متعمدة لأخلاقيات المهنة – 5

بالفيديو: خروقات إعلامية متعمدة لأخلاقيات المهنة – 5