الرئيسية / أخلاق إعلامية / الاخبار الزائفة حول زلزال تركيا وسوريا: تضليل ورعب!
زلزال تركيا
كلب إنقاذ - صورة مضلّلة

الاخبار الزائفة حول زلزال تركيا وسوريا: تضليل ورعب!

تقييم المستخدمون: 4.61 ( 2 أصوات)

منذ 6 شباط حين وقع زلزال تركيا و سوريا وحتى اليوم، ينتشر على مواقع التواصل الإجتماعي كم هائل من الأخبار الزائفة التي تثير الذعر والرعب بين الناس في المنطقة عمومًا. في الوقت، الذي يروّج ناشطين لتوقعات مضلّلة ومفبركة.

تركزت الاخبار الزائفة على المقاطع المصورة التي انتشرت بشكل واسع على أنها وقعت في هذا اليوم، فيما أظهرت عمليات التدقيق أن عددًا كبيرًا منها يعود تاريخه إلى سنوات ماضية وزلازل سابقة ضربت البلاد أو أماكن أخرى حول العالم.

وفي حين تجاوز عدد قتلى الزلزال المدمر في تركيا وسوريا 44 ألفًا، ويحتاج الملايين إلى مساعدات إنسانية.

تركزت الأخبار الزائفة على المقاطع المصورة التي انتشرت بشكل واسع على أنها وقعت في هذا اليوم، فيما أظهرت عمليات التدقيق أن عددًا كبيرًا منها يعود تاريخه إلى سنوات ماضية وزلازل سابقة ضربت البلاد أو أماكن أخرى حول العالم.

مشاهد ولقطات مضللة

استعرضت منصة “مسبار” المتخصصة في التحقق من دقة الأنباء مجموعة من المشاهد المضلّلة الّتي نسبها مستخدمون إلى زلزال تركيا. من بينها مقطع فيديو ادّعى متداولوه أن كاميرا سيارة التقطته لحظة وقوع الزلزال. لكن الفيديو في الواقع من اليابان ونشر في “يوتيوب” في آذار/مارس 2011.

وانتشر مقطع فيديو آخر قال متداولوه إنّه للحظة انهيار مبنى ضخم بفعل الزلزال. وتحقّق “مسبار” من الادّعاء المتداول ووجد أنّه مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم ونشرته وسائل إعلامية تركية في تشرين الأول/أكتوبر 2020، على أنّه للحظة انهيار أحد المباني في مدينة إزمير التركية، جرّاء هزة أرضية حينها.

وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها لكلب يجلس بجانب صاحبه العالق تحت أنقاض زلزال تركيا، إلا أن الادّعاء خطأ، والصورة منشورة منذ العام 2018 . وعلق ناشروها بالقول: “كلب يصرخ من أجل إنقاذ صاحبه من تحت الأنقاض في زلزال تركيا “. لكن الصورة المتداولة لم تُلتقط عقب الزلزال في تركيا. ويمكن إيجاد الصورة نفسها منشورة على “إنستغرام”، في حساب المصور، يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018. ولم يذكر ناشر الصورة ما إن كانت من حدث حقيقي أم مجرّد لقطة تمثيلية، لكن نشرها قبل ستّ سنوات ينفي أن يكون لها علاقة بالزلزال الأخير في تركيا.

زلزال تركيا
صورة الكلب المضللة نقلًا عن موقع وكالة https://factuel.afp.com/ar/doc.afp.com.338P66F فرانس برنس

كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لأمواج مدّ بحريّ تجتاح الشواطئ التركيّة. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة ملتقط قبل خمس سنوات في جنوب أفريقيا. يظهر الفيديو أمواجاً عالية تضرب شاطئًا قرب ما يبدو أنّه منتجع سياحيّ. وجاء في التعليق المرافق: “عاجل تركيا الآن زلزال 5,8 ريختر وموجات تسونامي تجتاح الساحل التركي الجنوبي”. حظي الفيديو بعشرات آلاف المشاهدات. وبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، تبيّن أنه منشور قبل سنوات في موقع يوتيوب، ما ينفي أن يكون حديثًا مثلما ادّعت المنشورات. وجاء في التعليق المرافق أنّه يظهر أمواجًا مرتفعة تضرب شاطئ ديربان في جنوب أفريقيا، خلال مارس/ آذار من العام 2017. وأفادت مواقع إخباريّة محليّة آنذاك بأنّ الشاطئ أغلق ومنع الاقتراب منه للحفاظ على السلامة.

الفيديو من جنوب أفريقيا عام 2017 وليس من تركيا(يوتيوب)

وتداولت صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وتويتر صورة قيل إنّها لطفل يبكي على أسرته وآثار الدمار من حوله، جرّاء الزلزال الأخير. الصورة ليست لطفل يبكي وسط الدمار خلال الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية فجر الاثنين 6 شباط، وهي منشورة منذ عام 2019 في مواقع لبيع الصور. ويظهر الطفل نفسه في سياقات مختلفة، ما يرجح أنّ الصورة المنتشرة تعبيرية ولا علاقة لها بأي زلزال.

صورة لطفل يبكي لا علاقة لها بالزلزال

كذلك ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا بالأنباء الزائفة التي واكبت آثار الزلزال، وكان أكثرها إثارة للخوف، تغريدة مزيفة منسوبة للخبير الهولندي فرانك هوغيربيتس تحذر من وقوع زلزال بقوة 9.6 درجات في سوريا وتركيا ولبنان، وهو ما نفاه الخبير نفسه على صفحته على موقع تويتر.
وانتشرت عشرات الحسابات المزيفة باسم الخبير الهولندي ونشرت العديد من الأخبار والتنبؤات الزائفة، وذلك بعد الضجة الكبيرة التي أثارها توقع هوغيربيتس لوقوع زلزال قوي في تركيا وسوريا ولبنان، “عاجلاً أم آجلا”، قبل 3 أيام على الكارثة، ما جعل من اسمه مصدراً مستخدماً في نشر الأخبار الزائفة.

تغريدة الخبير الهولندي حول توقع حدوث الزلزال

مساعدات دولية لتركيا وسوريا

إلى ذلك، نشرت صفحات وحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، صورة مضللة ادّعت أنها لطائرة تونسية وصلت إلى مطار دمشق في سوريا لتقديم مساعدات بعد الزلزال الأخير. وفي الواقع، تعود الصورة إلى نيسان/أبريل 2020، وهي لطائرة عسكرية تونسية في مطار قرطاج، قادمة من إنجلترا في رحلة إجلاء لـ56 مواطنًا تونسيًّا كانوا عالقين، بسبب توقف حركة الطيران في العالم جراء فيروس كورونا.

إضافة إلى ذلك انتشرت صورة مضللة أخرى قال متداولوها إنها لفرق من “الهيئة الصحية الإسلامية” التابعة لـ”حزب الله” تتوجه إلى سوريا لمساعدة الناس بعد الزلزال الأخير. لكن الصورة في الواقع، ومجموعة صور مماثلة، نُشرت في نيسان/أبريل 2020، لاستعراض حزب الله عددًا من سيارات الإسعاف والأطقم الطبية المجهزة، وحولها طواقم من الأطباء والممرضات والسائقين يرتدون بدلات الوقاية والكمامات، في مناورة لمواجهة انتشار فيروس كورونا حينها.

صورة نُشرت خلال أزمة كورونا في العام 2020

مبادرات إعلامية لرصد الأخبار الزائفة

خدمة تقصي صحة الأخبار باللغة العربية، في وكالة فرانس برس، رصدت بدورها عددًا كبيرًا من الأخبار الزائفة ، وعملت على التحقق من بعضها، وفق المسؤول عن الخدمة في مكتب بيروت خالد صبيح، الذي لفت إلى أن معظمها كان عبارة عن استخدام صور أو فيديوهات مصورة قديمة .والقول أنها ملتقطة من كارثة الزلزال الواقعة حاليًّا

ويضيف في حديثه لموقع “الحرة” أن فريق العمل “فكك من بين هذه الفيديوهات، اثنين حظيا بانتشار واسع ، واحد منهما من فلوريدا في الولايات المتحدة، انتشر على أنه في تركيا، والآخر قديم مصور في تركيا عام 2020، ولكنه لا يعود للزلزال اليوم، كما رصدنا نحو 5 مقاطع زائفة، انتشارها كان أضيق فلم نعمل عليها بشكل مباشر”.

ولعبت مبادرات إعلامية عدة دورًا لافتًا في تصحيح وتدقيق المعلومات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، من بينها “صواب“، وهي مبادرة صحفية مستقلة لرصد الأخبار الزائفة المتناقلة في لبنان، تضم مجموعة صحفيين متخصصين في تدقيق المعلومات والأخبار الزائفة، وبتصحيحها للجمهور.

ويشرح الصحفي اللبناني المشارك في المبادرة، ميغال حدشيتي، أنه تم رصد أكثر من 10 أخبار زائفة راجت على نحو واسع في لبنان، منذ الساعة 3:30 فجرًا (وقت وقوع الزلزال) وحتى إعداد هذا التقرير.

ويضيف “نشرنا تصحيحاً لعدد من الأخبار، أبرزها كان صور مبنى منهار قيل أنه في منطقة النبعة في بيروت على أثر الزلزال، ولكن الصور لم تكن في لبنان بالأصل، كذلك انتشرت أخبار عن إدارة الكوارث والطوارئ اللبنانية تحذر من وقوع زلزال بقوة 7.6 وهو ما لم يصدر رسمياً.

صورة مضللة لسقوط مبنى في منطقة النبعة في بيروت جراء الزلزال

إلقاء القبض على المفبركين في تركيا

أعلنت الشرطة التركية إلقاء القبض على 78 شخصًا متهمين بإشاعة الخوف والذعر من خلال “مشاركة منشورات استفزازية” على وسائل التواصل الاجتماعي حول الزلزال الذي وقع الأسبوع الماضي، مضيفة أنّ 20 منهم محتجزون بانتظار المحاكمة.

وقالت المديرية العامة للأمن في تركيا إنها حددت هوية 613 شخصًا متهمين بنشر منشورات استفزازية، وإن الإجراءات القانونية بدأت بحق 293 شخصًا أمر الادعاء العام بإلقاء القبض على 78 منهم. وأضافت المديرية أنه تم حجب 46 موقعًا إلكترونيا لتورطها في مخططات “احتيالية” لمحاولة سرقة التبرعات الموجهة لضحايا الزلزال، كما تم إغلاق 15 حسابا على مواقع التواصل الاجتماعي لانتحالها صفة المؤسسات الرسمية.

وأقر البرلمان التركي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي قانونا يسمح بسجن الصحفيين ورواد وسائل التواصل الاجتماعي لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بتهمة نشر “معلومات مضللة“، ما أثار مخاوف بين الجماعات الحقوقية والدول الأوروبية بشأن حرية التعبير في البلاد خاصة قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة هذا الصيف. وحجبت الحكومة موقع تويتر لمدة 12 ساعة تقريبا خلال الأسبوع الماضي، وعزت الخطوة إلى انتشار المعلومات المضللة، ما أثار غضب السياسيين المعارضين والأفراد الذين يستخدمون المنصة للوصول إلى ذويهم ومشاركة المعلومات الخاصة بجهود الإنقاذ.

وفي هذا السياق ناشد رئيس قسم الاتصالات في الإدارة الرئاسية التركية، فخر الدين ألتون، موقع “تويتر” أن يتعامل بمسؤولية مع البيانات المتعلقة بالزلزال الذي ضرب تركيا، وكتب تغريدة عبر “تويتر”، قال فيها: “في مثل هذه الحالة الطارئة، من الضروري أن تولي إدارة تويتر اهتمامًا خاصًا، بتدقيق المنشورات المتعلقة بالزلزال الذي ضرب تركيا، لمنع نشر المعلومات المضللة عبر المنصة، كونها يمكن أن تؤثر على سير عمليات الإنقاذ، وتكلف الناس أرواحهم”.

رئيس قسم الاتصالات في الإدارة الرئاسية التركية فخر الدين ألتون

مزاعم تفترض إمكانية التدخل البشري لإحداث الزلزال

اجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي أنباء ربط ناشروها مشروع “هارب” السري الأمريكي “H.A.A.R.P” أو برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد، بالزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا.

وقال خبراء لـ”رويترز” إن الزلزال الأخير في تركيا لم يكن بسبب برنامج عسكري أمريكي سابق يسمى برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد (HAARP)، ولا تمتلك HAARP إمكانيات تعديل الطقس التي تسبب الزلازل، على عكس الادعاءات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي. وذكرت “رويترز” أن HAARP هو برنامج يستخدم جهاز إرسال عالي الطاقة وعالي التردد لدراسة خصائص وسلوك الأيونوسفير .

وقال العديد من الخبراء لـ”رويترز” إن HAARP لا يمكن أن تكون مسؤولة عن الزلزال في تركيا أو في أي مكان لأنها لا تملك مثل هذه القدرات.

عن loulousleiman

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المراقب.نيت - فيديو

بالفيديو: خروقات إعلامية متعمدة لأخلاقيات المهنة – 5

بالفيديو: خروقات إعلامية متعمدة لأخلاقيات المهنة – 5