الرئيسية / أخلاق إعلامية / سهرة راس السنة 2021…هل من جديد على القنوات اللبنانية؟

سهرة راس السنة 2021…هل من جديد على القنوات اللبنانية؟

سهرة راس السنة 2021
فاطمة صفي الدين

طوى اللبنانيون كما العالم، صفحة عام 2020، ليدخلوا العام الجديد مرهقين من كثرة الأحداث وقسوتها. ولكن لبنان تميّز بين دول العالم بالكوارث المتتالية، بدءا من التدهور الإقتصادي، وصولا الى توديعه العام بتفاقم انتشار فيروس كورونا. هذا التميّز السلبي، تبعه تميّز سلبي آخر على مستوى سهرة راس السنة 2021، على القنوات اللبنانية، والتي تميّزت بأن لا تتميّز بأي شيء جديد، بل كررت نفسها بطريقة الإحتفال براس السنة.

كيف احيت القنوات اللبنانية راس السنة 2021.

كما كل عام، تبدأ لسهرة مع المنجمين، أمثال ليلة عبد اللطيف، ميشال حايك، بالإضافة الى خبراء الكواكب والنجوم، أمثال ماغي فرح. ليذهب بعد ذلك المشاهد الى وصلات فنية، غنائية، ترفيهية.

الجديد في سهرة راس السنة 2021، هو الإحتفلات الخجولة بسبب الأزمات المالية التي تعاني منها القنوات اللبنانية، اذ أن السهرة لم تمتد سوى بضع ساعات بعد دخولنا في العام الجديد، في حين أننا كنا سابقا نشهد احتفالات تطول حتى ساعات الصباح.

سهرة راس السنة 2021
انفوغراف يوضح سهرة راس السنة 2021، على القنوات اللبنانية

توقعات 2021، باتت تقليدا سنوي!

في سهرة راس السنة 2021، كما سابقاتها يتصدر الشاشات اللبنانية نجما التنجيم في لبنان، ميشال حايك وليلى عبد اللطيف، وتبدأ التوقعات، ما بين توقع ينذر بالكوارث، وآخر يطمئننا أن الفرج قادم في نهاية الطريق.

هذه الفقرات باتت في يومنا هذا محط جدل بين فرضيتين، الأولى تقول بأن هذا الأسلوب يلبي رغبات المواطنين، والفرضية الأخرى تقول بأن هذا الأسلوب تعتمده القنوات اللبنانية كعامل للإثارة والتشويق، على حساب أعصاب اللبنانيين. فالمشاهد بات ينتظر التوقع الإيجابي ليتأمل خيرا للمستقبل، وعندما يأتي توقع الكارثة، يدعو المشاهد الله عدم تحقق ما قيل، اذ ان درجة تأثره تكون كبيرة بتوقعات المنجمين، لأنه يبقى عالقا بين فكرة تصديقهم أو عدم تصديقهم، ويعود ذلك الى سعي القنوات اللبنانية، الى دفع المشاهد لتصديق المنجمين، عبر عرض تقرير لتوقعاتهم في السنة السابقة، مع الإشارة الى أنهم يعرضون فقط ما تحقق من هذه التوقعات، أما تلك التي لم تصب هدفها بالصدفة، فلا داعي لذكرها كي لا تتزعزع ثقة المشاهد بالنجم المنجم.

وتحت هذا العنوان أجرينا اتصالا هاتفي مع الصحافية في جريدة الأخبار زينب حاوي:

زينب حاوي-صحافية في جريدة الأخبار اللبنانية

استغربت الصحافية زينب حاوي من عدم تقديم القنوات اللبنانية لأي جديد، ومن تكرار أنشطتها المعتادة، واصفة استضافة المنجمين “بالتقليد السنوي للشاشات”. وتساءلت حاوي عن سبب استضافة المنجمين، على الرغم وأنه تمت استضافتهم عدة مرات خلال سنة 2020، فلماذا يعاد ظهورهم في سهرة راس السنة 2021. واستنكرت حاوي الأسلوب الذي تستخدمه القنوات اللبنانية، القائم على تسخيف عقول المشاهدين، وتسطيح أفكارهم، من خلال اللعب على عامل الخوف لجعل المشاهد يجلس أمام التلفاز، في حين أنهم قادرون على استضافة مختصين على مختلف الأصعدة السياسية، الإقتصادية، وحتى النفسية، وبهذا يقدّم التلفزيون للمشاهدين مواد تعود عليهم بالفائدة.

زكية الديراني: البصّارين يشكلون خطورة إعلامية كبيرة!

كتبت الصحافية في جريدة الأخبار زكية الديراني مقالا حول سهرة راس السنة 2021، على القنوات اللبنانية، تحت عنوان “القنوات اللبنانيّة في استقبال العام الجديد: لم يعد لنا إلّا التنجيم”، وعلى خلفية هذا المقال تواصلنا معها للوقوف أكتر على وجهة نظرها الإعلامية تجاه سهرات راس السنة على القنوات اللبنانية.

سهرة راس السنة 2021
زكية الديراني-صافية في صجريدة الأخبار اللبنانية

تحويل راس السنة الى مكان يتجمع فيه البصّارين، يعتبر خطورة إعلامية كبيرة

في هذا الصدد، حذّرت الديراني من موضة البصّارين في سهرات راس السنة، واعتبرت الديراني أنه يجب محاسبة، وسائل الإعلام، لفتحها الهواء لأفكار من نسج خيال البصّارين، خصوصا في ظل ما يشهده اللبنانيون من ضغط نفسي ومشاكل في حياتهم اليومية، في حين تستطيع وسائل الإعلام فتح الهواء لخبراء سياسيين، إقتصاديين، فنيين، وحتى خبراء موضى، يعودون بالفائدة على الجمهور، بدل من تحويل المنجمين الى نجوم صف أول، الذين باتوا اليوم يسعون الى الشهرة، والمال. وتطرقت الديراني الى ذكر التقارير التي تعرضها القنوات اللبنانية عن تحقق توقعات المنجمين، معتبرة هذه التقارير، أسلوبا لتضليل عقل المشاهد، والكذب علبه، اذ انها تعرض ما تحقق من التوقعات، وتنقل الصورة للمشاهد وكأن جميع توقعات المنجم قدد تحققت، إلا أنها أحيانا تعرض توقعات قديمة تحققت مؤخرا.

وعادت الصحافية زكية الديراني، بالذاكرة الى نحو 10 سنوات، حين كانت سهرات راس السنة عائلية، تنتظر العائلة بأجمعها لتتابع الفقرات الترفيهية، والمسابقات التي تتبعها الحفلات الفنية، وذلك حتى ساعات الصباح الأولى.

عن فاطمة صفي الدين

فاطمة صفي الدين ٢٢ سنة-صحافية وطالبة ماجيستير في الصحافة الرقمية في الجامعة اللبنانية. مهتمة بعالم السنيما والإعلام الرقمي. أسعى الى تطوير مهاراتي في انتاج و إخراج المواد الإعلامية.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

زلزال تركيا

الاخبار الزائفة حول زلزال تركيا وسوريا: تضليل ورعب!

منذ 6 شباط حين وقع زلزال تركيا و سوريا وحتى اليوم، ينتشر على مواقع التواصل ...