الرئيسية / تحولات رقمية / في عصر الرقمنة: هل محطات التلفزيون التقليدية الى زوال؟
صورة من الإنترنت حول مستقبل التلفزيون في عصر الرقمنة
التلفزيون في عصر الرقمنة

في عصر الرقمنة: هل محطات التلفزيون التقليدية الى زوال؟

أحدثت الرقمنة ثورة كبيرة في مجال الإعلام ونقلتنا إلى عهد الاتصال والتواصل على الصعيد العالمي وألغت الحواجز الزمانية والمكانية وقلبت المفاهيم كلها بدءًا بمفهوم الإعلام نفسه. وبتنا نرى ظهور مهن إعلامية كثيرة جديدة مرتبطة بالتقنيات الحديثة والاتصال الرقمي، وأصبح كلّ فرد إعلاميًّا على طريقته، يشارك في نقل الخبر ونشره على نطاق واسع. فكثرت مصادر الخبر وتعدد الفاعلون ولم نعد نميز بين الحقيقة والخبر الزائف. كما ازدادت التحديات أمام القائمين بالاتصال في قنوات التلفزيون التي اضطرت لمواكبة التغيرات بتحديث سياساتها الإعلامية ودخولها عالم الرقمنة واعتماد تقنيات التواصل الجديدة في العمل اليومي.

رقمنة المحتوى التلفزيوني لمواكبة تغيرات العالم الرقمي

رقمنة المحتوى التلفزيوني: فرص وتحديات

فتح العصر الرقمي خيارات جديـدة أمـام المشـاهد ، إذ وسـع مجـالات المشـاهدة ، سـواء عن طريق الانترنت أو الكومبيوترات الشخصية المحمولة أو المفكـرات الكفيـة الرقميـة أو الهواتف المحمولة، مما شجّع القنوات التلفزيونية على قولبة محتواها بما يتناسب ومنصات التواصل الإجتماعي على اختلافها.

وبهذا المضمار يقول الإعلامي جاد حاموش مسؤول محتوى “الميادين توك” التابعة لقناة الميادين على منصة تيك توك: ” أنّ تجربة القناة في الحضور على منصة تيك توك وجذب الجمهور لمتابعة المحتوى الذي تقدّمه لم تكن سهلة خاصّةً في بدايتها، فهذه المنصة تعد ترفيهية بحتة تتضمن محتويات قصيرة جدًّا ومختلفة على مستوى المضمون، وبالرغم من ذلك استطعنا قولبة الأخبار السياسية والرياضية والفنية والصحية بأسلوب موجز مع مشاهد توثيقية إضافةً الى إنتاج برامج فريدة ومتنوّعة على المنصة.”

وأضاف حاموش:” ارتأينا أن الإستمرار بالحضور الفاعل على هذه المنصة يتطلّب صناعة محتوى يتوافق مع رؤيتنا لكن بأسلوب أسهل وأسلس وأقرب لمتطلبات ورغبات الجمهور، وبذلك كان لنا حضورنا ولوننا الخاص على منصة تيك توك، إنطلاقًا من رؤية الميادين المعاصرة بأن تكون قريبة من الشباب والأفراد بمختلف أعمارهم وتوجهاتهم الإجتماعية والسياسية والفكرية، وأن نلبي ما يرغبون به ونستميلهم لمتابعة قناتنا بأسلوبٍ حيويٍّ يواكب التحولات الرقمية الراهنة.”

من جهتها، أكّدت حليمة طبيعة الإعلامية في قناة الجديد أنّ “الرقمنة تلعب دورًا هامًّا وبنّاءً في عالم التلفزيون اليوم لا سيّما من حيث أدوات تصويب الأخبار الزائفة والمتداولة عبر وسائل التواصل الإجتماعي على اختلافها، وعملية التدقيق من دون وجود الرقمنة تكاد تكون مستحيلة.”

وأردفت : “من خلال تجربتي في برنامج “مش دقيق” أعتقد أن التدقيق بالأخبار ومدى صحتها هو عملية رقمية ممتعة جدًّا وتجربة فريدة من نوعها أخوضها بعد أن خضعت للعديد من الورش التدريبية في هذا المجال ، ولديّ استعداد للمزيد من التدرّب، لأنّه في عصر الرقمنة على كل صحافي أن يمتلك المهارات الرقمية اللازمة وأن يكون على دراية بالأدوات التي تمكّنه من التحقق من المعلومات المتداولة، كما عليه تعزيز مهاراته ومواكبة كل جديد في هذا العالم الرقمي المتجدّد باستمرار”.

الإعلامية حليمة طبيعة تقدم فقرة «مش دقيق» لتصويب الأخبار الزائفة

التحديات تزداد

وفـرت التقنيـة الرقمية إمكانيـة المشـاهدة بمرونــة كبيــرة ، مــن حيــث مكـــان ووقــت المشـــاهدة ، فهنـــاك شاشـــات أمـــام المقاعـــد الخلفيـــة للسيارات تتيح مشاهدة البـرامج والأفـلام حتـى فـي أثنـاء التنقـل . بالتالي، يمكـن القـول أنـه صـار بالإمكـان أن يسـتهلك المشـاهد مـواده الفيديويـة التـي يريـدها وقـت مـا يريـد وأيـن مـا يريـد وكيف ما يريد.

شاشات تتيح مشاهدة البـرامج والأفـلام في السيارة

وفي هذا الإطار تقول الباحثة الدكتورة مي العبد الله رئيسة الرابطة العربية للبحث العلمي في علوم الإعلام والإتصال: “انتقل التلفزيون إلى شبكة الانترنت حيث أصبحت المحطات متواجدة على الشبكة وأصبح واجب عليها إدارة الموقع الالكتروني والبث الرقمي والتواصل الاجتماعي في نفس الوقت والاستفادة الى أقصى حد من تقنيات التواصل الاجتماعي وإدخالها في المحتوى المرئي على التلفاز”.

وعقّبت الدكتورة العبد الله:” لكنّ التحديات تزداد بسبب تطور المجتمع نفسه واختلاف حاجات الجمهور الذي يمكنه الوصول اليوم إلى عشرات المحطات والبرامج والأفلام حسب الطلب. وكسب الجمهور أو المحافظة عليه، أصبحت بالتالي المهمة صعبة ولذلك تحتاج المحطات التلفزيونية الى أفكار إبداعية وجهات داعمة للاستمرار في المنافسة”.

منصة ميتافيرس تنافس الشبكات التلفزيونية التقليدية

منصة ميتافيرس تنافس الشبكات التلفزيونية التقليدية

ازدهرت مؤخرًا مجموعة فضفاضة من العوالم الافتراضية ومنصات الألعاب وأشكال أخرى من الوسائط التفاعلية، من بينها منصات ماينكرافت وروبلوكس وميتافيرس.

وقال فريدريك كافازا، الشريك المؤسس لشركة سيسك، وهي شركة فرنسية متخصصة في التحول الرقمي، “إن الشباب قد تطوروا من مشاهدين سلبيين للتلفزيون، إلى لاعبين نشطين في الوسائط التفاعلية”.

وأوضح كافازا: “أن الشباب ابتعدوا عن متابعة القنوات التلفزيونية إلى الهواتف الذكية، مضيفًا أن “القنوات التلفزيونية ستموت”ما لم تتكيف مع الاتجاهات الحالية والمستقبلية”.

وأضاف، “إن كبار السن أكثر ارتباطًا ببث التلفزيون، في حين يميل المشاهدون في منتصف العمر لمتابعة خدمات البث مثل نتفلكس وديزني بلاس، فيما تراجعت نسبة مشاهدة شبكات التلفزيون بين الأشخاص، الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا إلى النصف في العقد الماضي”.

ومن المتوقع أن تنخفض أكثر مع استمرار تطور منصة ميتافيرس، ومن ثم إذا أرادت الشبكات التلفزيونية التقليدية التنافس مع ميتافيرس ومنصات الألعاب مثل روبلوكس وفورنايت وماينكرافت، فإنها ستحتاج إلى التكيف.

يقول ماثيو وارنفورد، المؤسس المشارك لشركة Dubit، وهي شركة تنتج ألعابًا لمنصة ميتافيرس، إن الشبكات التليفزيونية يجب عليها أن تختار ما إذا كانت ستتمسك بالاستمرار في سوق متقلص لبرامج التلفزيون التقليدية، أو البدء في جلب شخصياتها وعلاماتها التجارية إلى منصات افتراضية مثل ميتافيرس.

4 منصات رقمية ترفيهية تهدد بإنهاء عصر التلفزيون للأبد

أضحت المنصات المدفوعة لبث الفيديو عبر الإنترنت هي الملاذ الأفضل والأكثر أريحية لملايين المستخدمين حول العالم، إذ توفّر لهم تجربة استخدام مميزة تمكّنهم من مشاهدة مئات الآلاف من الأفلام السينمائية والوثائقية والمسلسلات التلفزيونية باختلاف أنواعها وتباين محتواها بجودة عالية دون مشاهدة الإعلانات المملة الرتيبة على غرار ما تعرضه القنوات التلفزيونية.

وقد تمكن عمالقة تدفق البث الرقمي : «نتفليكس» و«أمازون»، و«إتش بي أو» وشركة «إيه إم سي»، من تقديم نموذج جديد ناجح لمشاهدة التلفزيون يتسم بمزيد من الكثافة والتنوع والتخصيص أكثر من أي وقت مضى.

ففي الولايات المتحدة، ملايين المستخدمين ألغوا اشتراكهم في الكابل أو الأقمار الاصطناعية، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال».

وفي المملكة المتحدة، أفادت هيئة الاتصالات الحكومية (أوفكوم) أن البث الرقمي تجاوز البث التلفزيوني التقليدي، وهناك المزيد من الاشتراكات في المملكة المتحدة لـ «نتفليكس» و«آمازون» و«ناو تي في» (15.4 مليونا) مقارنة بخدمات «التلفزيون التقليدية المدفوعة» كتلك التي تقدمها «سكاي» و«فيرجن ميديا» و«بي تي» و«تاك تاك» (15.1 مليونًا)، وأن هناك أسبابًا تدعو «بي بي سي» للقلق بصعود البث التدفقي الرقمي، حيث ألغى 3 ملايين مقيم في بريطانيا رسوم الرخص للمحطة خلال الأعوام الثلاثة الماضية أي بمعدل مليون شخص في السنة.

حاليا، أصبحت نتفليكس إمبراطورية عملاقة رائدة في صناعة المحتوى الترفيهي وخدمات البث الحي بما يقرب من 700 عمل أصلي يشمل المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية والوثائقية وغيرها، وإجمالي إيرادات يقرب من 12 مليار دولار أميركي وعدد مشتركين يربو على 125 مليون مشترك حول العالم يشاهدون أكثر من 140 مليون ساعة يوميا، إضافة إلى عدد موظفين يبلغ نحو 5500 موظف يعملون بدوام كامل.

نتفليكس تخفض أسعار اشتراكاتها في عدد من الدول

في حين تعتبر “هولو (Hulu)” واحدة من أبرز المنافسين الشرسين لشبكة نتفليكس. فبالرغم من امتلاك الشبكة مجموعة متواضعة من الأفلام السينمائية مقارنة بشبكة نتفليكس مثلاً، فإنها تنفرد عن منافسيها بمزية غاية في الأهمية بدأ تطبيقها خلال العام 2017، وتكمن في استضافتها للأخبار الحية والعروض الرياضية فضلاًعن العروض التلفزيونية الحالية التي تُعرض على القنوات الأميركية الرائدة مثل: هيئة الإذاعة الأميركية “أيه بي سي” (ABC)، وشبكة “سي بي إس” (CBS Corporation)، وشبكة “ذا سي دبليو” (The CW) وغيرها الكثير.

هولو.. المنصة الأفضل لمشاهدة العروض التلفزيونية الحالية

ومقارنة بشبكتي “نتفليكس” و”هولو”، تتميز خدمة أمازون فيديو برايم باحتوائها على الحقوق الحصرية لبث عدد كبير من العروض التلفزيونية مع إمكانية شراء الحلقات الحالية للعروض التلفزيونية الأخرى من القنوات المنتجة لها والحصول على شحن مجاني لمدة يومين على منتجات أمازون الأخرى.

 وتعتبر “إتش بي أو ناو” المنصة الأفضل لمحتوى الشبكة الحصري: “صراع العروش” (Game of Thrones)، “العالم الغربي” (Westworld)، “محقق فذ” (True Detective)، “آل سوبرانو” (The Sopranos) كل هذه الروائع وغيرها العشرات تُعد من المحتوى الأصلي لشبكة “إتش بي أو” الذي يمكن مشاهدته من خلال خدمة “إتش بي أو ناو” (HBO NOW) للبث تحت الطلب التي تقدمها الشبكة. بالرغم من وجود بعض القيود على هذه الخدمة مقارنة بمنافسيها فإنها من الخدمات المميزة التي تنافس بقوة في مجال الترفيه والبث عبر الإنترنت.

أهم المنصات المدفوعة لبث المحتوى الترفيهي عبر الإنترنت
مقالات ذات صلة:  الذكاء العضوي: هل سيكون بديلاً أكثر كفاءة من الذكاء الاصطناعي؟: في عصر الرقمنة: هل محطات التلفزيون التقليدية الى زوال؟

عن loulousleiman

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شريحة ال E Sim ثورة في عالم الاتصالات

شريحة ال e sim تزايد اهتمام شركات الاتصالات الهاتفية الجوالة بتقنية eSIM للهواتف الذكية، وكثر الاهتمام بالعملاء ...