الرئيسية / مواقع التواصل / كلوب هاوس: هل تطغى ايجابيات التطبيق على الانتقادات؟
تطبيق كلوب هاوس
Amsterdam, Netherlands - 01.19.2021: Clubhouse application view on the smartphone, controversy 2021 that hides behind the Social app. Clubhouse drop in audio chat application view on the smartphone

كلوب هاوس: هل تطغى ايجابيات التطبيق على الانتقادات؟

كريستين مهنا

انضمّ تطبيق “كلوب هاوس” الصوتي الى العالم الرقمي عام 2020 جاذباَ مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة مثل #فايسبوك و#إنستغرام و#تويتر، حيث ارتفع عدد المنتسبين اليه بسرعة ملحوظة حول العالم خاصة خلال جائحة كورونا.

فما الذي يميّز هذا التطبيق عن غيره؟ وهل يساهم في ترك أثر إيجابي لناحية التفاعل وتشجيع الحوار النخبوي رغم الانتقاضات وثغرات الخصوصية المطروحة من قبل المعارضين؟ 

كيف يختلف كلوب هاوس عن غيره من التطبيقات؟

  • محادثات صوتية فورية

يتميّز “كلوب هاوس” تقنياً لكونه يعتمد على غرف المحادثات الصوتية فقط ولا يوجد أي مساحة لمشاركة محتوى مكتوب أو بصري.

يختار المستخدم المواضيع التي تهمه ويدخل الى الغرفة التي ينظمها ميسّر الحوار، ويستطيع أن يؤسس غرفة أو أن يشارك كمستمع أو متحدّث في غرفة أخرى.

ميسّري الجلسات عبر كلوب هاوس
مثال عن ميسّري المحادثات عبر “كلوب هاوس”
  • أسلوب التسجيل

يصعب تسجيل حساب عبر “كلوب هاوس”، فذلك يعتمد على دعوة مستخدم جديد من قبل مستخدم حالي في التطبيق، كما يحصل كل مستخدم على عدد من الدعوات لتوزيعها على من يرشحه وكأن التطبيق مخصّص لمن يُعتبر مؤهلاً للمشاركة بأحاديث معينة من قبل المجتمع.

حصول المستخدمين على عدد محدود من الدعوات
حصول المستخدمين على عدد محدود من الدعوات

بالإضافة، فان كلوب هاوس متاح لمستخدمي نظام “IOS” فقط حتى الآن.

  • التواصل مع شخصيات مؤثّرة ومعروفة

من أبرز مميزات هذا التطبيق هي القابلية على التحدّث مباشرة مع أي شخصيات معروفة محليّاً أو عالمياً، وهي تشارك في هذه المحادثات إما لتعزيز التواصل مع الجمهور أو للتعرّف على وجهات نظر جديدة من مختلف فئات المجتمع. 

  • تعدد وتنوّع المستخدمين

يتيح التطبيق الفرصة لمشاركة أفراد من فئات مختلفة ديموغرافياً وسياسياً واجتماعياً. نلاحظ أن أشخاص من بلاد وجنسيات حول العالم تشارك في الحوار نفسه حيث تجمعهم اهتمامات مشتركة، الأمر الذي لا يمكن التحقق منه عبر التطبيقات الأخرى التي تعتمد على المحتوى المكتوب والتعليقات كوسيلة للتفاعل بالدرجة الأولى.

غرف المحادثات عبر "كلوب هاوس"
غرف المحادثات عبر “كلوب هاوس”

نظرية الأثر السلبي للتطبيق حول العالم

تختلف الآراء حول أثر “كلوب هاوس” على المجتمع، مما يرتبط بحرية تناول المواضيع ومواقف البلاد حيث أن البعض منها حظر التطبيق كليّاً مثل #الصين.

يعتبر بعض العربيون مثلاً أن “كلوب هاوس” يسيء الى المجتمع ويسمح باللغط وتداول معلومات خاطئة عن سياسات البلد. انطلق وسم #كلوب_هاوس_يسي_للمجتمع عبر تويتر للتعبير عن هذا الاستياء والدعوة الى فرض رقابة على المحادثات.

معارضي "كلوب هاوس" عبر تويتر
معارضي “كلوب هاوس” عبر تويتر

عبّر وكتب الكثيرون عن هواجسهم حول خروقات الخصوصية أيضاً حيث يمكن لأي شخص أن يدخل غرف النقاشات ويسجل بعض ما قيل ويأخذ صورة بالهاتف للمشاركين وصورهم وينشرها على تويتر مثلاً، مما قد يشكّل خطر كبير على المتحدثين.

من هنا، يجدر التساؤل عن جديّة حماية #البيانات عبر هذا التطبيق على الرغم من إعلان “كلوب هاوس” عن البدء في مراجعة ممارسات حماية البيانات والخصوصية، فعند محاولة تسجيل أي محتوى، تصلك رسالة تنبيه تذكّر أن التسجيل دون أخذ موافقة المستخدمين ينتهك خصوصية التطبيق وسياسته.

تنبيه من "كلوب هاوس" عند محاولة تسجيل المحادثات
تنبيه من “كلوب هاوس” عند محاولة تسجيل المحادثات

نظرية الأثر النخبوي للتطبيق على المجتمع

بالمقابل، كيف يمكن لتطبيق يعزّز التواصل والحوار أن يفرض قيود على المتحدثين؟ فعلى الرغم من الانتقاضات، يعتبر الكثيرون أن “كلوب هاوس” يفتح باب النقاش حول المواضيع النخبوية والإنسانية مثل #العنصرية و#حقوق_الإنسان والصحة النفسية وغيرها.

على الرغم من سهولة تداول المعلومات الخاطئة ضمن غرف التطبيق، هناك العديد من المواضيع الإخبارية حيث يستطيع المتحدثين توجيه الأسئلة الى خبراء وأطباء في دراسة فيروس #كورونا مثلاً أو أخصائيين نفسيين يصححون الأخبار الخاطئة.

طبيب يحارب المعلومات الخاطئة عن فيروس كورونا عبر "كلوب هاوس"
طبيب يحارب المعلومات الخاطئة عن فيروس كورونا عبر “كلوب هاوس”

في جولة عبر المحلدثات، تدخل الى غرفة تسلية مع أفراد من مختلف الطوائف والوجهات السياسية في مجتمع واحد، أو تتعرّف على أبرز الأساليب لكسب الأموال من قبل مدراء أعمال حول العالم. في غرف أخرى، تتحدّث نساء عن حقوقهن في #لبنان أو العالم العربي، ثم يعارضهن شخص آخر، ويتناول الطرفان حديث معمّق ضمن قيود الاحترام التي يضعها ميسّر الجلسة تحت مسؤولية الطرد من دائرة المحادثات.

عبّرت بعض النساء عبر تويتر مثلاً عن تشجيعها لفتح باب التكلم والمناضلة عبر منصات مثل “كلوب هاوس”، على الرغم من الهجوم الشرس عليهن.

باحثة سعودية تعبّر عن موقفها من "كلوب هاوس"
أماني العجلان: باحثة سعودية تعبّر عن موقفها من “كلوب هاوس”
مسؤولية مستخدمي “كلوب هاوس” 

بين الهجوم على “كلوب هاوس” والتشجيع على استخدامه، تقع المسؤولية الأساسية على من يدخل الى غرف المحادثات، فإما يختار الاستماع الى الأحاديث الغنيّة أو يقع في فخ الأخبار المضللة والتحريض على خطاب الكراهية. من هنا، تكمن المسؤولية في:

  •  تقييم المحادثات والاستماع اليها قبل المشاركة كمتحدّث.
  • التأكد من أن المتحدثين عن حقائق معيّنة هم بالفعل اختصاصيين بمواضيعها والتمييز بين الحقائق ووجهات النظر.
  • الاستفادة من هذه الخبرات واستخدامها لتطوير الذات.
  • الانسحاب من المحادثات التي تروّج للأخبار الكاذبة أو خطاب الكراهية أو اللغط في المعلومات.
  • اعتماد الرقابة الذاتية وتحفيز النفس على المشاركة والتنبه الى المعلومات التي نتحدّث عنها وأثرها السلبي على المستمعين الآخرين.
متحدثون عبر "كلوب هاوس"
متحدثون عبر “كلوب هاوس”

يبقى السؤال الأساسي حول مستقبل هذا التطبيق: هل يساهم فعلاً في تشجيع المجتمعات على الحوار وفتح أبواب أخرى للتعارف وتقريب وجهات النظر، أم أن أثره سيزول عند ملل المستخدم من المحادثات الطويلة وانتهاء جائحة كورونا؟

عن Chrystine Mhanna

Journalist, Editor and Writer. Communication & Advocacy Officer at CLDH Organization. Pursuing Masters Degree in Digital Media - Lebanese University. Advocating for Human Rights and Mental Health.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

وسائل التواصل الاجتماعي

وسائل التواصل الإجتماعي: أكبر وسيلة تسويق رقميّة معاصرة

ثمّة تزامن ما بين التطوّر المعلوماتيّ الهائل الذي طرأ على الفضاء الرقميّ وعملية التسويق الإعلانية ...