الرئيسية / سلامة رقمية / واتساب لن يلغي حسابك حاليًا
واتساب

واتساب لن يلغي حسابك حاليًا

زينب حمود

واتساب
موقع المراقب – تطبيق واتساب يقول للمستخدمين حول العالم: سأعطيكم القليل من الوقت لإعادة قراءة سياسة الخصوصية الجديدة

بعد إعلان إدارة ” واتساب ” عن تغييرات في سياسة الخصوصية وشروط الخدمة ، وبعد الرد العنيف الذي واجهه التطبيق من المستخدمين في جميع أنحاء العالم، أعلنت الإدارة يوم الجمعة 15 كانون الأول عن تأخير تحديث القواعد الجديدة من 8 شباط إلى 15 أيار.

قرار التأخير جاء بهدف تزويد المستخدمين بمزيد من الوقت لمراجعة الشروط و توضيح المعلومات الخاطئة حول كيفية عمل الخصوصية والأمان الجديدة على التطبيق.

وطمأن المسؤولون التنفيذيون في ” واتساب “ المستخدمين إلى أن تغييراته طفيفة، وليس لها علاقة بالتغييرات الكبيرة التي قامت بها الشركة عام 2016 . وأن التحديث لن يمنح ” واتساب “ أو ” فيسبوك ” القدرة على رؤية محتويات الرسائل أو الإستماع إلى مكالمات المستخدم. وأكدوا أن “خدماته أكثر أمانًا من خدمات بعض المنافسين”.

وكانت الشركة قد عادت وأكدت على تقنية التشفير الشامل التي قدمتها للأشخاص في جميع أنحاء العالم، وأنها ملتزمة بالدفاع عن هذه التكنولوجيا الأمنية الآن وفي المستقبل.

غوغل-الرسائل المرسلة تخضع لتقنية التشفير الشامل ما يعني أن واتساب والجهات الخارجية لا يمكن أن تقرأها أو تطلع عليها

كما وأوضحت مرة أخرى أن التغييرات موجهة بشكل أساسي نحو كيفية استخدام الشركات للتطبيق. وتشمل هذه التغييرات ميزات اختيارية مثل السماح للعملاء بالتفاعل مع الشركات من خلال ” واتساب “ بالنقر فوق إعلانات ” فيسبوك ” و ” انستغرام “.

إحصاءات تطبيقي سيجنال وتيلجرام

تطبيقا ” سيجنال ” و” تليجرام ” هما المستفيدان من ردود الفعل الغاضبة. نشر تطبيق ” تليجرام ” أنه اشترك حوالي 25 مليون مستخدم جديد في غضون ثلاثة أيام فقط، وأن عدد المستخدمين النشطين للتطبيق حول العالم تخطى 500 مليون.

أما بالنسبة لتطبيق ” سيجنال “، قال برايان أكتون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة في رسالة عبر البريد الإلكتروني لرويترز: ” لقد شهدنا نموًا غير مسبوق في الأسبوع المنصرم، وبسبب هذا النمو القياسي فقد ازداد اهتمامنا أكثر بالعثور على موهوبين”.
وأضاف أن ” سيجنال ” يعمل على تحسين وظائفه المتعلقة بمقاطع الفيديو ومجموعات الدردشة لينافس بشكل أفضل تطبيقات ” واتساب “ و” مايكروسوفت تيمز ” وتطبيقات أخرى.

في الرسوم البيانية أدناه يظهر بشكل واضح النزوح نحو تطبيقي  ” سيجنال ” و” تليجرام ” من مشتركين جدد منذ إعلان ” واتساب ” بشكل رسمي عن التحديثات الجديدة.

الإحصاءات بشكل عام في البلدان أظهرت ارتفاع أعداد المشتركين في التطبيقين حسب موقع Sensor Tower (وهو موقع رائد للتزوّد بمعلومات السوق والرؤى لاقتصاد التطبيقات العالمي، ويوفر بيانات على مستوى المؤسسة حول تطبيقات الأجهزة المحمولة والناشرين. تأسس عام 2013).

تم اختيار الولايات المتحدة الأميركية والإمارات العربية المتحدة والإختيار يعود إلى ردات الفعل القوية التي جاءت منها حول التحديثات الجديدة:

رسم بياني يوضح الترتيب اليومي لتطبيقات واتساب وسيجنال وتليجرام في الولايات المتحدة الأميركية بين 26 كانون الأول 2020 و24 كانون الثاني 2021
رسم بياني يوضح الترتيب اليومي لتطبيقات واتساب وسيجنال وتليجرام في الإمارات العربية المتحدة بين 26 كانون الأول 2020 و24 كانون الثاني 2021
آراء الخبراء حول واتساب

في مقابلة خاصة لموقع المراقب، توافقت الآراء بين الخبير في الإعلام الرقمي عبد اللطيف نجم والمتخصص في الإعلام الرقمي علي زين في قناة المنار حول موضوع التحديثات تقنيًّا وتأخيرها ونصائحهم للمستخدمين. ولكن اختلفت آرائهم في بعض النقاط.

الأستاذ عبد اللطيف نجم

في حال اعتمدت ” واتساب ” التحديثات الجديدة ولم تتراجع عنها ستكون الخيارات مفتوحة أمام المستخدمين. كل شخص ستكون له الحرية بما سيفعله. لكن برأيي مسألة الخصوصية لا يجب أن يُستهان بها، لذا قد يكون من الصواب البدء بالبحث عن خيارات أكثر أمانًا وحفاظًا على الخصوصية.

— عبداللطيف نجم

تحديثات ” واتساب ” ستؤدي إلى “اطلاع الشركة على بيانات المستخدمين لأنها ستشاركها مع منصاتها الأخرى وتحديدًا ” فيسبوك “. هذا يعني أن كل بيانات المستخدمين ستكون متاحة للمعالجة والإستفادة منها. والإستفادة تكمن من خلال التحكم بتوجيهات وخيارات المتابعين من خلال تحليل معلوماتهم ومعرفة معلومات موسعة عنهم. مثلًا ممكن التحكم بتوجهات الناخبين وبرمجتهم على المدى البعيد”.

“بالإضافة إلى وجود خطورة تتمثل ببيع هذه الداتا لشركات أخرى، وهنا نحن لا نعلم كيف وبماذا ستوظفها. وبالتأكيد الغاية الأولى ستكون بهدف الإستفادة المادية من خلال الإعلانات والمعلنين، باعتبار أن جدوى الإعلانات ستكون أكبر لأنها ستوجه للجمهور بعد تحليل توجهاته ورغباته”.

بالنسبة لتأخير التحديثات “كما يبدو تأخير موعد إقرارها مسألة شكلية إجرائية لامتصاص غضب المستخدمين، وحسب الشركة لا يبدو أنها ستتراجع عنها. لكن الأيام قد تحمل مفاجئات، كتراجع الشركة عن قرارها خاصة في حال استمر نزوح الناس من التطبيق إلى تطبيقات أخرى. وبالأصل تأخير إطلاق التحديثات كان بسبب غضب المستخدمين وانتقالهم لتطبيقات أخرى”.

الأستاذ علي زين

التحديثات ليست بالخطورة التي رُوج لها. هناك في مكان ما مبالغة في وصف المشهد، بالنسبة إلى أي مستخدم عادي هذه المعلومات هي أساساً تملكها شركة ” واتساب ” وتجمعها، وهي قامت بنشر معلومات التحديث بقصد الشفافية والتسويق لنفسها لذلك فإن الموضوع ليس بجديد عليها، وطالما أن المحادثات مشفرة فلا داعي لحالة الهلع والبحث عن بدائل.

— علي زين

يجيب المتخصص علي زين على موضوع التحديثات: “تقنياً، ينص التحديث على جمع المعلومات ومشاركتها مع منتجات فيسبوك الأخرى، وهذه المعلومات تتضمن رقم الهاتف وصورة الحساب والمعرف الرقمي IP والموقع الجغرافي للمستخدم واللغة، بالإضافة إلى البيانات المالية للمستخدم ( النشاطات المالية التي يقوم بها عبر ” واتساب ” وهذه الخدمة مفعلة في بعض البلدان ).

ومن المهم لفت الإنتباه إلى أن التحديثات لا تتضمن الإفصاح أو كشف المحادثات داخل ” واتساب “، إذ أن هذه المحادثات تخضع لتشفير ولا يمكن الاطلاع عليها. والهدف من هذه التحديثات بالدرجة الاولى، تطوير عمليات البيع الإلكتروني والإعلانات المستهدفة على منصة ” فيسبوك ” و ” واتساب “”.

النصائح التي قدمها تمحورت حول الطلب من مستخدمي أي تطبيق الإطلاع بشكل معمق على شروط  وسياسات الخصوصية المعتمدة فيها، إذ أن الكثير يوافقون بشكل مسبق ودون اطلاع.

وأضاف: “قد يكون الموضوع مزعجاً للأشخاص الذين يبحثون عن خصوصية قصوى على الإنترنت، وهذه الخصوصية غير متوفرة. في هذه الحالة من لديه نشاطات أو مواد ذات حساسية عالية بكل تأكيد لن يكون ” واتساب ” أو أي تطبيق آخر هو المكان المناسب لمشاركة هذه الملفات. لذلك فإن الخصوصية القصوى تتوفر خارج نطاق الإنترنت، طالما نحن متصلون بشبكة الإنترنت لا توجد خصوصية”.

وأشار أن كل مستخدم للإنترنت  يستطيع أن يحدد حاجته من الخصوصية، والإعتماد على التطبيقات مفتوحة المصدر. مع تأكيده على اطلاع المستخدمين على الأذونات التي يستخدمها التطبيق وسياسات الخصوصية “ويعود القرار له في استعمال التطبيق من عدمه”.

أما فكرة التأخير هي “في الحقيقة تراجع لإعادة التموضع ولاستيعاب الضربة التي تلقتها الشركة، حيث أن ردة فعل المستخدمين أتت بالفائدة لمنافسي ” واتساب ” من التطبيقات الأخرى وهذا ما يضع الشركة في موقف صعب سواء على مستوى الثقة والمصداقية عند القاعدة الجماهيرية أو على المستوى التجاري والربحي للشركة نفسها”.

عن زينب حمود

زينب حمود، 23 سنة، حائزة على شهادة في الصحافة من كلية الإعلام الجامعة اللبنانية، وتكمل دراستها في اختصاص الصحافة الرقمية في الجامعة اللبنانية. تسعى لإحداث تغيير ولو بسيط في عالم الإعلام وتحديدًا الإعلام الرقمي اللبناني.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

رقائق الكترونية

الصين واميركا… الرقائق الإلكترونية محور حرب

الرقائق الإلكترونية تعتبر محور حرب بين الصين وأميركا