الرئيسية / مواقع التواصل / من الفضاء الإلكتروني إلى “كوكب زحل”.. انتقادات بالجملة
كوكب زحل
كوكب زحل

من الفضاء الإلكتروني إلى “كوكب زحل”.. انتقادات بالجملة

فاطمة عبد الجواد

لطالما كان مسرح شكسبير عالمياً، فإنه لا يزال معاصراً مهما مرّ عليه الزمن. فالعديد من مسرحيات ويليام شكسبير لا تزال تدرّس حتى اليوم، وغالباً ما يتأثر بها أشخاص كثر، منهم الشاب اللبناني زياد سبليني، البالغ من العمر ٢٦ عاماً، والذي ابتكر شخصية “كوكب زحل”، بعد تعمقه بالمسرح الشكسبيري، فوجد نفسه مهتماً بما وصفه الـ “دراق كوين – Drag Queen” أو “فن الجر”، حسب تعبيره.

وفي الغالب، إن الـ “دراق كوين – Drag Queen” هم رجال مثليون يرتدون ملابس نسائية ويتصرفون بأنوثة مبالغ فيها ويقومون بأدوار نسائية في عروض أدائية، لغرض الترفيه والتأثير الدرامي الكوميدي الساخر. وبرز هذا النوع من الفن عام ١٨٧٠، وتضمن أنشطة فنية عديدة، منها التمثيل، أو الرقص، أو الغناء.

مجموعة "دراق كوينز - Drag Queens"
مجموعة “دراق كوينز – Drag Queens”

شخصية كوكب زحل

زياد سبليني

درس زياد سبليني المسرح والتمثيل إلى جانب السينما والتلفزيون في الجامعة اللبنانية، ما دفعه للتعمق بالمسرح الشكسبيري، لا سيما الكوميدي. فقرر زياد أن يخوض تجربة العبور جنسياً، فابتكر شخصية أنثوية جديدة لنفسه، سمّاها “كوكب زحل”.

ويشرح زياد لـ “المراقب” سبب اختياره لإسم “زحل”، وهو أنه حاول أن يجد اسماً من عالم الفلك، ويبدأ بحرف الزاي “ز” كإسمه “زياد”، فوجد “كوكب زحل” الإسم الأمثل لشخصيته المبتكرة، والناشطة في المجتمع عموماً، وفي “مجتمع الميم” خصوصاً، على حد تعبيره.

وحول عملية التحول، يشير زياد إلى أن عملية الدخول إلى الـ “دراق” تستغرق ساعات طويلة، موضحاً أنه عادة يبدأ بحلق لحيته، ثم يقوم بوضع مستحضرات التجميل على وجهه بشكل دقيق لإخفاء ملامح الرجولة، وأخيراً يرتدي الشعر المستعار وملابسه النسائية، ليظهر أخيراً بمظهر مبالغ به.

إيجاد منصات مفتوحة

مع تفاقم جائحة “كورونا” حول العالم، وإغلاق أبواب المسارح أمام الناس من جهة، وغياب منصات توائم عرض هكذا نوع من الفنون في لبنان من جهة أخرى، اتخد زياد مواقع التواصل الإجتماعي، مسرحاً له.

يقول زياد لـ “المراقب” إنه حاول أن يجد منصة مفتوحة للعالم أجمع، فلجأ إلى منصتي “يوتيوب” و”إنستغرام” الإفتراضيتين، لنشر بعض العروض الأدائية التي يقوم بها، لكن سرعان ما واجه انتقادات كثيرة من المتابعين.

فيديو تعريفي بشخصة “كوكب زحل” على يوتيوب

انتقادات وشتائم وتهديد بالقتل

بما أن وسائل التواصل الإجتماعي وسيلة زياد الوحيدة لنشر فنه أمام الناس، لا سيما أبناء مجتمعه الذين في غالبيتهم لا يتقبلون هذا النوع من الفنون، يواجه زياد انتقادات بالجملة على كل ما ينشره من محتوى يتعلق بـ “كوكب زحل”، باعتباره “يسوّق لأمور خارجة عن الطبيعة البشرية” وبالتالي “تتعارض مع الدين”.

ويضيف أن بعض التعليقات التي تصله تتضمن إهانات وشتائم من النوع الثقيل، كما أنه يتعرض أحياناً لتهديدات بالقتل من البعض، الأمر الذي من شأنه أن يبث الرعب في نفوس مجتمعه، فيلجأ بعضهم لممارسة فنهم بشكل سري ومغلق، وبعيداً عن مواقع التواصل الإجتماعي.

بعض التعليقات المسيئة على إحدى صور “كوكب زحل” على إنستغرام

السعي المستمر للتغيير

رغم الانتقادات التي يتلقاها على مختلف المنصات، يصرّ زياد على إيصال رسالته الفنية التي يقدمها للناس بأسلوبه الخاص، وإحداث تغيير ولو بسيط في فكر المجتمع اللبناني، وحثّهم على تقبل الآخرين على اختلاف ميولهم وأهوائهم واعتقاداتهم الشخصية.

رسالة من “كوكب زحل” إلى المجتمع اللبناني

عن فاطمة عبد الجواد

فاطمة عبد الجواد، صحافية، حاصلة على إجازة في فنون التواصل من الجامعة الدولية في بيروت، وتتابع دراسة الماجستير في الإعلام في الجامعة اللبنانية. عملت في عدد من المؤسسات الإعلامية كمراسلة، ومحررة، ومنتجة برامج. تعمل حالياً كمراسلة لقناة الغد، وأيضاً لمنصة كامبجي Campji.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

وسائل التواصل الاجتماعي

وسائل التواصل الإجتماعي: أكبر وسيلة تسويق رقميّة معاصرة

ثمّة تزامن ما بين التطوّر المعلوماتيّ الهائل الذي طرأ على الفضاء الرقميّ وعملية التسويق الإعلانية ...