الرئيسية / مواقع التواصل / أزرار الإنفعالات على فيسبوك تقلّل أم تزيد من انتشار المنشور؟
إضافة أزرار الإنفعالات إلى زرّ الإعجاب
أزرار الإنفعالات على موقع فيسبوك

أزرار الإنفعالات على فيسبوك تقلّل أم تزيد من انتشار المنشور؟

نور ضيا

الثراء على موقع فيسبوك ليس بالمال الكثير إنّما بالعدد الأكبر من الإعجابات، أي أنّ المستخدم يسعى دومًا إلى حصاد “إعجاب” المتابعين لتستمرّ منشوراته بالظهور على صفحاتهم. ونظرًا للأهمية التي توليها خوارزمية فيسبوك لزرّ الإعجاب (like)، أضافت إليه الشركة  أزرار “الإنفعالات” المعروفة بالـ “reactions”.  

كيف تتعامل خوارزمية فيسبوك مع أزرار “الإنفعالات”؟

في ظل التطوير المستمّر لخوارزمية فيسبوك، قرّرت الشركة أن تقلّل من ظهور المنشورات التجارية والإعلانية والصفحات العامّة على حسابات المستخدمين واستبدالها بمنشورات الأصدقاء والأقارب.

ومن ثمّ أطلقت الشركة أزرار الإنفعالات إلى جانب زرّ الإعجاب عام  2016 وهي: الـ “حبّ- love”، الـ” رعاية- care”، الـ “هاها- haha”، الـ “واو- wow”، الـ “حزين- sad” والـ “غاضب- angry”،  وأصبح لها اليوم تأثيرًا كبيرًا على خوارزمية فيسبوك.

أزرار الإنفعالات أو reactions على فيسبوك
أزرار الإنفعالات على موقع فيسبوك.

وجاءت هذه الخطوة بهدف إعطاء المستخدمين فرصة التعبير عن مشاعرهم تجاه المنشور دون الحاجة إلى كتابة تعليق. وبالتالي عندما يضغط المستخدم على زرّ “الحبّ” يعني أنّه مهتمٌّ بهذا المحتوى، لكن عندما يضغط على زرّ الـ “غاضب” يعني أنّ المحتوى أزعجه.

خوارزمبة فيسبوك وأزرار الإنفعالات
تؤثّر أزرار الإنفعالات بشكل كبير في خوارزمية فيسبوك

أمّا خوارزمية فيسبوك فتتعامل مع أزرار الإنفاعلات بناءً على نقطتين، أولًا أنّ أزرار الإنفعالات كلّها متساوية لديها ولكنّها أكثرأهمّية من زر الإعجاب وحده. أيّ أنّها تعطي قيمةً للمنشورات التي تحصد الإنفعالات أكبر من قيمة المنشورات التي تجمع الإعجابات. وذلك باعتبار أنّ الخوارزمية تنظر إلى المنشورات الغنية بالإنفعالات على أنّها تعزّز التواصل بين المستخدمين وتخلق نوعًا من الحوار بينهم.

أزرار الإنفعالات أهمّ من زرّ الإعجاب

ثانيًا بالرغم من أنّ كثرة الإنفعالات على المنشور تزيد من انتشاره وظهوره أمام مستخدمين أكثر، إلا أنّها تلعب دورًا أيضًا بتحديد أولوية المنشورات لكلّ مستخدم لوحده. وهذا يعني أنّ المستخدم الذي يغضب غالبًا على منشورات مستخدمٍ أو صفحةٍ معيّنة لن يرى منشوراتها في بداية صفحته. وعلى هذه الأخيرة وستتصدّر منشورات الصفحات التي وهبها غالبًا زر الحبّ. 

وبالتالي وفق خوارزمية فيسبوك المنشورات التي سيكثر ظهورها في صفحات المستخدمين هي منشورات الأقارب، والمنشورات التي تعزّز التواصل وتخلق حوارًا بينهم بالإضافة إلى المنشورات التي أحبّها كلّ مستخدم.

أما المنشورات التي سيتراجع ظهورها هي منشورات الصفحات العامّة بالدرجة الأولى إلى جانب تلك التي أغضبت المستخدم وهذا يختلف من مستخدمٍ إلى آخر. وهنا يبرز الدور الكبير الذي تلعبه أزرار الإنفعالات في الخوارزمية.  

كيف يزيد انفعال الغضب والتعليقات السلبية من انتشار المحتوى؟

ينزعج المستخدم أحيانًا من محتوى منشورٍ معيّن ويغضب لنشره على موقع فيسبوك مستخدمًا أزرار الإنفعالات كالـ” غاضب” مثلًا، أو معبّرًا عن رأيه أو بالتعليق على المنشور نفسه تعليقًا سلبيًا. بالنسبة لخوارزمية فيسبوك الأمر محمودٌ، إذ أنّها تعتبر أنّ هذا المنشور يخلق حوارًا بين المستخدمين.

لكن احذر! إن كنت فعلًا ترى أنّ هذا المنشور يتعارض وقناعاتك وتعتبر أنّ من الخطأ نشره، لا تضغط عى أيٍّ من أزرار الإنفعالات ولا تعلّق عليه حتى.

فعندما يعلّق مستخدمٌ على منشورٍ معيّن لا تنظر الخوارزمية إلى مضمون هذا التعليق إنّما للخطوة بحدّ ذاتها. وتعتبر أنّ التفاعل، مهما كان، علي هذا المنشور كبير، فتعزّز انتشاره على صفحات المستخدمين الآخرين.

أيضًا، عندما يعلّق مستخدمٌ  على منشورٍ محدّد أو يضغط على أزرار الإنفعالات سيظهر هذا المنشور على صفحة رفاقه مع عبارة “فلان علّق على منشور فلان” حتى وإن لم يتابعوا الشخص أو الصفحة الناشرة.

طريقة ظهور تعليقات الأصدقاء على فيسبوك.

كما تلاحظون، ظهر تعليق صديق على فيسبوك على إحدى الصفحات رغم عدم متابعتها. وتجدر الإشارة إلى أنّ العبارة تكون أحيانًا بصيغة مختلفة: ” “فلان” علّق على منشور “فلان””- X commented on Y’s post”.

وهذا يعزّز أيضًا انتشار المحتوى “السيء” إن صحّ التعبير ويرفع من احتمال ظهوره لدى عدد أكبر من المستخدمين.

في هذا السياق استخدم الشاب حسن قطيش، مقدّم برنامج “بالأملية” الناقد الساخر على موقع فيسبوك، مصطلح “تاكسي المنشورات” في وصف المستخدمين الذين يعلّقون على المحتوى الذي يزعجهم فينشرونه دون أن يكترثوا. فأصبح هؤلاء وسيلة “نقل” أو نشر المحتوى “السيء”.

من جهة ثانية، قد يلجأ بعض أصحاب الصفحات العامة إلى نشر محتوى مستفزّ عن قصد لاستفزاز المستخدمين ودفعهم للتفاعل عليه بهدف تقوية وتعزيز صفحاتهم. وقد انتشرت في الآونة الأخيرة منشورات تخيّر المتابعين بين شخصيّتين محبوبتين أو منتجين مرفقةً بعبارات مفادها: إن كنت تحب “1” اضغط على زرّ الحب، وإن كنت تفضل “2” اضعط على زرّ “واو””. وبالفعل تحقق هذه الصفحات هدفها وتحصد تفاعلًا كبيرًا.

عن نور ضيا

حائزة على إجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية وطالبة ماستر 2 في الإعلام الرقمي. مهتمة بقضايا الأطفال والأمور التربوية. أسعى إلى تطوير مهاراتي في التصوير الفوتوغرافي.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

وسائل التواصل الاجتماعي

وسائل التواصل الإجتماعي: أكبر وسيلة تسويق رقميّة معاصرة

ثمّة تزامن ما بين التطوّر المعلوماتيّ الهائل الذي طرأ على الفضاء الرقميّ وعملية التسويق الإعلانية ...