الرئيسية / مواقع التواصل / ثورة “السوشال ميديا”.. كيف ساعدت متضرري زلزال سوريا؟
وسائل التواصل الاجتماعي

ثورة “السوشال ميديا”.. كيف ساعدت متضرري زلزال سوريا؟

زينب سلهب

شكل الزلزال الذي ضرب في 6 شباط 2023، مناطق واسعة من الشمال السوري، مأساة إنسانية حقيقية لعدد كبير من العوائل والأسر السورية، التي وجدت نفسها في أعقابه من دون سقف يقيها برد الشتاء، مشردة وأطفالها في الحدائق والأماكن العامة، ليُضاف ذلك الى مآسيها الاقتصادية والعوز الكبير الذي تعاني جراء الأوضاع السياسية والميدانية في المنطقة.

الجرح السوري في ظل العجز الرسمي، دفع العديد من الهيئات والمؤسسات المدنية والتطوعية للتدخل انسانيًا في محاولة للملمة بعض آثاره ودمل ما تيسر من ندوب إنسانية، من ضمن هذه الهيئات كان لنا لقاء مع ” قافلة الشباب اللبناني ” وهي هيئة ضمت متطوعين من شتى الانتماءات الجغرافية والطائفية، وكانت من أولى الحملات التطوعية التي استطاعت الوصول الى المناطق المنكوبة في سوريا، لسؤالها عن أثر وامكانات وسائل التواصل الاجتماعي للتدخل الانساني في حالات الأزمات.

كيفية تأسيس الحملة ؟

وفقا لحسين حريري أحد المتطوعين البارزين في الهيئة، فإن نشاطها ابتدأ إبان الحرائق التي اجتاحت أحراج لبنان عام 2019، حيث تنادى بعض الشباب لتقديم المساعدة الميدانية للمتضررين، وما لبثت أن استكملت الهيئة نشاطها خلال أزمة وباء كورونا وإنفجار مرفأ بيروت، مستفيدة من تراكم العلاقات والخبرات وانكباب عدد غير قليل من الشباب للتطوع، كل ذلك بالتنسيق مع مختلف الأجهزة الامنية وهيئات الدفاع المدني.

كيفية استقطاب المتطوعين والمتبرعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

تمكنت هذه المجموعة من استقطاب عدد كبير من المتطوعين من خلال “مواقع التواصل الاجتماعي”، الوسيلة الأهم والأسرع في جمع المساعدات أثناء حملات إغاثة سوريا، مستفيدة من شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية و منشورات تم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي بدورها جذبت الكثيرين للمساعدة، حيث استطاعت الهيئة جمع حوالي 50 طن من المساعدات العينية، توزعت على شاكلة مواد غذائية، أدوية، مواد طبية، أغطية، ألبسة، أحذية، حفاضات، حليب أطفال، وفوط صحية نسائية، بالاضافة إلى أكثر من 20 ألف دولار.

كيف تم تأمين الخصوصية والأمان وعوامل الثقة للمتبرعين؟

يؤكد “حريري” أن  الجمعية بفضل شفافيتها وعملها الدؤوب منذ عام  2019 استطاعت كسب ثقة الناس عامة، بحيث باتت مقصدًا للمتبرعين بفضل قدرتها على تقديم المساعدة في الوقت والزمان المناسبين، مشيرًا إلى أن كل متطوع في هذه الجمعية مسؤول عن الفئة التي يستقطبها.

وأوضح أن الجمعية لا تتبع اسمًا واحدًا بل تضع اسمًا جديدًا للحملة، يتجانس مع ماهية الأزمة التي تتدخل لأجلها، ففي حملات الحرائق كانت الحملة تحت اسم ” لبنان يحترق” وفي وباء كورونا كانت “حملة معًا ضد كورونا”، أما مؤخرًا في حملات الإغاثة لسوريا فكانت الحملة بعنوان “الشباب اللبناني لإغاثة سوريا”.

هل من الممكن أن يشكل العمل التطوعي وحملات الاستقطاب عبر “وسائل التواصل الاجتماعي” بديلًا عن أجهزة الدولة في البلاد المنكوبة أو المتعثرة اقتصاديًا كسوريا مثلًا؟

يعتبر “حريري” أن الدولة المستضيفة ولو كانت منكوبة، فإنه لا أحد يستطيع الحلول مكانها، مضيفًا أن هذه المجموعة وغيرها من المجموعات المثيلة الموجهة للمساعدة، هي مجرد عامل مساعد أو مناوب لبعض الأجهزة وعناصر مساعدة لهم، على الرغم من قدرة وسائل التواصل الواسعة على جمع المساعدات.

وأضاف أن كل وسائل الراحة هناك من منامة ومكان إقامة ووسائل نقل تأمنت في سوريا من قبل الدولة، بالإضافة إلى العلاقات الشخصية التي لعبت دورًا كبيرًا.

وقال “حريري”، إنه ” لا أحد بإمكانه على الصعيد الفردي أن يتجاوز الدول”، على الرغم من اعتماد المجموعة الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي من “فيسبوك” و”واتساب” وغيرها.

وسائل التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الأهم في يومنا هذا لترابط الناس والمجتمعات بشكل عام، وبرزت أهميتها بشكل كبير في حملات الإغاثة لمتضرري زلزال سوريا وحملات المساعدات على الصعيدين المحلي والعالمي.

ساهمت وسائل التواصل بتحسين صورة الانترنت، وبينت أنها تحمل ايجابيات كما تحمل سلبيات، فقد تمكنت من توحيد الشعور الانساني والاجتماعي بشكل واسع جدًا.

عن zeinabsalhab

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وسائل التواصل الاجتماعي

وسائل التواصل الإجتماعي: أكبر وسيلة تسويق رقميّة معاصرة

ثمّة تزامن ما بين التطوّر المعلوماتيّ الهائل الذي طرأ على الفضاء الرقميّ وعملية التسويق الإعلانية ...