الرئيسية / مواقع التواصل / التضامن الرقمي بواسطة هاشتاغ
التضامن رقميًا بواسطة هاشتاغ
صورة من الانترنت: التضامن رقميًا بواسطة هاشتاغ

التضامن الرقمي بواسطة هاشتاغ

برلا يوسف

لا شك أن اليوم بات الارتكاز على مواقع التواصل الاجتماعي لخلق تضامنٍ حول القضايا الانسانية، السياسية والاجتماعية يشكل قاعدة أساسية في نجاح أي قضية، والسبب في ذلك يعود الى قدرة هذه المنصات على التأثير في الرأي العام بشكل كبير. فالتداول الكثيف لأي موضوع تحت هاشتاغ مرتبط به، يفرض على الجمهور بماذا عليه التفكير وعما عليه الحديث.

والدليل على ذلك حادثة جورج فلويد عام 2020، فلو لم يتم تصوير مقتل الأميركي من أصول افريقية على يد شرطي المدينة نتيجة جثو هذا الاخير على عنق فلويد وهو مكبل اليدين ووجهه ملامس للأرض ما تسبب بوفاته، وتداول الفيديو على المنصات الرقمية، لما أعيدت قضية العنصرية والتمييز بحق السود الى الواجهة ولما أعيد تسليط الضوء على التعامل العدائي والعنفي للشرطة مع هؤلاء ولما تضامن العالم مع قضية السود ومعاناتهم.

#جورج_فلويد
صورة من الانترنت: تداول هاشتاغ #georgefloyd عالميًا على انستغرام وتويتر بين 29 آيار و8 حزيران 2020

BlackLivesMatter الأكثر تداولاً على المنصات الرقمية

أشعلت حادثة فلويد الاحتجاجات في الولايات المتحدة لفترة اسبوعين تقريبًا، رافقها رقميًا هاشتاغ #BlackLivesMatter. وحصد هذا الوسم تفاعلاً كبيرًا على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي حسب ما بينته الارقام.

فمنصة انستغرام الترفيهية  تحولت الى ساحة للنقاش حول المسائل التي طرحها مقتل قلويد من تمييز وعنصرية تجاه السود، وكيفية التصدي لذلك. وايضًا تحول التطبيق الى وسيلة لحشد المواطنين ودفعهم الى المشاركة في الاحتجاجات، دفاعًا عن قضية المساواة بين أصحاب البشرة البيضاء والسوداء في المجتمع الاميركي. وحل الوسم في المرتبة الثانية على التطبيق مع 26.2 مليون منشور.

وأيضًا حل هذا الاخير في المرتبة الثانية عالميًا على تويتر في سنة 2020، فقد استخدم الوسم حوالي 48 مليون مرة ما بين 26 آيار و7 حزيران، أي خلال الفترة التي بقيت فيها الاحتجاجات تعم الشوارع الاميركية، وبمعدل يومي 3.7 مليون تغريدة تقريبًا، وبلغت ذروتها في 8 مايو مع ما يقارب 8.8 مليون تغريدة. وتحول تويتر على أثر حادثة فلويد الى مصدر للاخبار والمعلومات، يلجأ اليه المتظاهرون والمواطنون. وبسبب هذه الحادثة ايضًا، تم تحميل التطبيق 677000 مرة في يوم واحد.


معدل استخدام #BlackLivesMatter على تويتر بين 23 آيار و7 حزيران 2020

وقد حقق تطبيق تيك توك نموًا كبيرًا خلال فترة الاحتجاجات، إذ أصبح منصة مهمة للمتظاهرين لمشاركة المعلومات ومقاطع الفيديو التي يتم التقاطها في الشارع. وسجّلت الفيديوهات تحت #BlackLivesMatter  أكثر من 25 بليون مشاهدة.

 هاشتاغ الحملات الرقمية لدعم مجتمع السود

حظيت قضية السود في المجتمع الاميركي بتضامن واسع على مواقع التواصل ، فنظمت حملات عديدة لمساندة الاميركيين من أصول افريقية في إيصال صوتهم والأفكار التي يطالبون بها من مساواة وعدالة.

أطلقت انستغرام على موقعها الخاص هاشتاغ  #ShareBlackStories لمناهضة العنصرية ودعم مجتمع السود في اطار الحملة التي نظمتها بهدف ايصال صوت هذه الفئة  لتزداد فرص التغيير من خلال التأثير الذي يحمله هذا التطبيق.

وفي الثاني من حزيران عام 2020 ، أظهر قطاع الموسيقى تضامنه مع مجتمع السود من خلال التوقف مؤقتًا عن العمل في حملة #TheShowMustBePaused، أطلقتها  كل من المديرة التنفيذية بريانا أجيمانج ومديرة التسويق جميلة توماس في أتلانتيك ريكوردز. وتعتبر الفتاتان خطوتهما، مبادرة أنشأتها امرأتان سوداءتان في الموسيقى لتسليط الضوء على العنصرية وعدم المساواة الموجودتان في هذه الصناعة منذ زمن.

لقيت هذه الحملة تفاعلاً على مواقع التواصل ومشاركة كبيرة من العاملين في قطاع الموسيقى من شركات إنتاج واستوديوهات التسجيل وفنانين، فشركة Spotify مثلاً  حملت بعض البودكاست التي بثتها في ذاك النهار 8 دقائق و46 ثانية من الصمت تقديرًا لفلويد، وهي المدة نفسها التي بقي فيها  تحت رجل الشرطي. أما  Apple Music فوحدت مختلف منصاتها وبثت فقط موسيقى عمل عليها ذوي البشرة السوداء.

#theshowmustbepaused
تضامن قطاع الموسيقى مع حملة #TheShowMustBePaused

وتحت هاشتاغ #ShareTheMicNow، أعلنت حملة على انستغرام  قامت على فكرة تسليم مشاهير وكتّاب وسياسيون اصحاب البشرة البيضاء حسابهم على الموقع للنجوم والصحفيين والناشطين السود.

#ShareTheMicNow
حملة #ShareTheMicNow على انستغرام

وكان الهدف الأساسي من هذه الحملة، رفع الوعي المجتمعي بطريقة جديدة ومختلفة. واقتصرت الحملة على مشاركة النساء فقط، لأنه بحسب القائمين عليها: “عندما يستمع العالم إلى النساء، فإنه يستمع إلى النساء البيض. ولفترة طويلة جدًا، لم تُسمع أصوات النساء السود، لذا كان لا بد من خلق عملًا موحدًا يركز على حياة النساء السود وقصصهن”.  فتولت 46 إمراة سوداء حسابات 46 إمراة بيضاء، ومن خلال حسابات المشاهير التي يتابعها ملايين المستخدمين استطاعت الحملة أن تصل الى 300 مليون مستخدم.

#ShareTheMicNow
النجمات المشاركات في حملة #ShareTheMicNow

كان للحملات على مواقع التواصل تأثيرًا كبيرًا في انتشار قضايا الأميركيين من أصول افريقية وتسليط الضوء عليها، حيث وصلت الى الملايين حسب ما تبينه الأرقام والاحصاءات. ففيما كان المتظاهرون يطالبون بالعدالة لفلويد سعت أكبر المنصات الرقمية في العالم إلى التضامن مع مجتمع السود ودعمهم، باستخدام نفوذها للدعوة إلى التغيير المجتمعي ونشر الوعي من خلال الحملات الرقمية.

وذلك لا يعني ان الاحتجاجات لم تكن فعالة، بل على العكس امتدادها الى مختلف المدن الاميركية وعلى فترة زمنية طويلة نسبيًا، صدمت العالم وبالاخص السلطات في البلاد التي لم تكن تتصور حجم القضية وبعدها. لكن الاحتجاجات لم تكن لتنجح لو لم تتفاعل الجماهير مع الوسوم التي رافقتها.

واستطاعت هذه الاخيرة أن تكون وسيلة للاحتجاج مكنت من لا يرغب في التظاهر في الشارع بأن يسجل موقفًا من القضية ويتضامن ولو رقميًا. والحملات من خلال الهاشتاغ، أصبح نشاطًا اجتماعيًا في عصر الانترنت يعرف بـ”Hashtag Activism“، وهو طريقة جديدة لاظهار الدعم لقضية من خلال تنظيم حملة على المنصات الرقمية ودعوة الجمهور للمشاركة، عبر الإعجاب والتغريد ونشر المحتوى حولها على هذه المنصات.

عن برلا يوسف

برلا يوسف، حائزة على اجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية-كلية الاعلام. وحاليًا طالبة ماجيستر في السنه الثانية، صحافة رقمية.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

وسائل التواصل الاجتماعي

وسائل التواصل الإجتماعي: أكبر وسيلة تسويق رقميّة معاصرة

ثمّة تزامن ما بين التطوّر المعلوماتيّ الهائل الذي طرأ على الفضاء الرقميّ وعملية التسويق الإعلانية ...